خالد الجندى: «شبابنا أمانة فى رقابنا.. ولا بد من محاربة النصب باسم الدعاة» القس مينا إبراهيم: هناك من يجمع أموالاً بأسماء وهمية من الشباب المسيحى "أسماء لامعة وصفحات مليونية ومنشورات تحمل أدعية ومواعظ"، حيل يتبعها النصابون الذين يستغلون "الدين" كحيلة لاستقطاب الفتيات والشباب والعمل على ابتزازهم ماديًا، ومعنويًا، ويصل الأمر إلى حد التلاعب بالمشاعر بعض الفتيات، من خلال طلب الحصول على صور لهن، وإطلاق وعود لهن بإيجاد "العريس المناسب"، وهو الأمر الذي قد ينتهي بمحاولة الاستغلال الجنسي لمن يبدين التجاوب مع هؤلاء الذي يتخفون وراء الشاشات في هذا العالم الافتراضي، الذي يدعي المثالية، ويصور الأمر للناس وكأنهم يعيشون في "مدينة فاضلة". كل هذا من خلال التستر في عباءة "الدين"، الأمر الذي دفع بعض الدعاة ورجال الدين المسيحي المعروفين، للمطالبة بتصدي لهذه الظاهرة، التي تسيء لهم، وتظهرهم على أنهم "نصابون" يتاجرون بآلام الناس، ويتلاعبون بمشاعرهم. الأمر ليس جديدًا، فالحقيقة أن هذه الظاهرة تعود إلى سنوات وتحديدًا مع بداية الألفية الجديدة، حين عرفت مصر ظاهرة الدعاة الجدد "المودرن"، الذين تعلق بهم ملايين الشباب، فيما يشبه تمردًا على السمت الدينى التقليدى لذوى اللحى والجلباب القصير وأسلوب التّرهيب وغيره، ما دفع الكثير من مرضى المال لاستغلال هذه الأسماء كحيل للنصب على الشباب والفتيات من المسلمين والأقباط، باسم "الدين". ورصدت "المصريون" بعض الصفحات المزيفة، التى تحمل اسم دعاة مشهورين، كأمثال عمرو خالد ومصطفى حسنى وخالد الجندى ومحمد حسان وغيرهم، التى لا تمت لهذه الأسماء المذكورة بصلة، لكن مؤسسيها من ذوي النفوس المريضة أطلقوها للعمل على ابتزاز محبى هؤلاء الدعاة. وإن كانت هناك بعض الصفحات التي أنشأت فى حب هؤلاء الدعاة، ولا علاقة لها بتلك الأفعال التي لا تمت للدين بصلة، إذ يتم من خلالها نشر أدعية وفيديوهات، هدفها الذكر والهداية ليس أكثر. وهناك أكثر من 20 صفحة تحمل اسم الداعية عمرو خالد، تتنوعون بين "محبى عمرو خالد" و"الأستاذ عمرو خالد"، ومثلها باسم الداعية الشاب مصطفى حسني، والشيخ خالد الجندي، وذلك بغرض جمع "اللايكات" وحصد الأموال واستقطاب الفتيات والشباب. وقال خالد الجندي، عضو مجلس الشئون الإسلامية، إن "هذه الظاهرة لا بد أن تكافحها الجهات المؤسسات في مصر، حيث إن هناك الكثير من الصفحات التى تحمل أسماء دعاة مشهورين، يستغلون بعض الشباب ومحبى الدعاة لأغراض شخصية". وأضاف "الجندي" ل"المصريون"، أنه "ينبغى على الجهات المعنية التصدى لهذا الأمر، وأنا على سبيل المثال سبق وأوضحت مررًا وتكرارًا أنني لا أملك إلا صفحة رسمية واحدة فقط، لكن السوشيال ميديا تروج لكثير من الشائعات بأسمائنا ومع الأسف فشبابنا يصدقون ويقعون فى هذا الفخ بمحض إرادتهم". وتابع: "الأمر تخطى جمع بعض اللايكات، بل وصل إلى ابتزاز بعض الفتيات والشباب وجنى أموال طائلة، لذلك يجب اتخاذ وقفة حازمة مع المسئولين هذه الصفحات والقبض عليهم بتهمة النصب والاحتيال". ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، فقد انتشرت فى الآونة الأخيرة صفحات ومواقع إلكترونية "وهمية" للترويج لبعض شركات السفر لنقل الحجاج إلى الأراضى المقدسة، وعلى الرغم من تحذير الحكومة ممثلة فى وزارة السياحة، وكذلك مجلس النواب من تلك الشركات، ومن الوقوع في فخ الدعاية الكاذبة لاستغلال الراغبين في فريضة الحج، والنصب باسم الدين، إلا أن الكثيرين يقعون فريسة لها يوميًا. ويستخدم السماسرة أكثر من حيلة للإيقاع بفريستهم، من خلال العمل على جميع أكبر عدد من جوازات السفر، ليساوموا به شركات السياحة مقابل الحصول على أعلى عمولة تتراوح فى بعض الأحيان من خمسة آلاف إلى عشرة آلاف جنيه عن كل جواز سفر. ولم يسلم رموز الأقباط ورجال الدين المسيحى من حيل النصب باسم "الدين"، فهناك حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعى تحمل فى الخلفية صورة لأحد الرهبان أو القساوسة يرتدى الزى الكهنوتي، غير المعروفين لعموم الأقباط. بجانب مجموعة من "البوستات" التى تحمل الطابع المسيحى أو آيات من الكتاب المقدس يتم إرسالها على "الخاص"، مع استخدام بعض المصطلحات المسيحية، لبث الطمأنينة فى نفوس "الضحايا"، مستغلين الثقة التى يتمتع بها رجال الدين لدى عموم المسيحيين، للحصول على مبالغ مالية، أو استقطاب نساء وفتيات، وجميعها "نصب باسم الرب". وكان القس مينا إبراهيم، المسئول الإعلامى لإيبارشية السويس، أثار مؤخرا، فى أحد البرامج المسيحية، واقعة فتحت الباب للحديث عن الظاهرة التى سقط فيها العديد من الشباب والفتيات الأقباط، ثقة فقط بالصورة التى تشير إلى أن صاحبها كاهن أو راهب. وأوضح، أن حسابًا على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" يحمل اسم "أبونا بيشوي"، تشير صورة الحساب إلى أنه راهب، تواصل مع شباب من إيبارشية السويس، وزعم أنه راهب بأحد أديرة الوجه البحري، ويخدم مع أحد أساقفة أوروبا، وبالتحديد فى ألمانيا، وأكد لهم أن الإيبارشية فى ألمانيا وفرت عددًا من الوظائف للشباب هناك، وعلى من يرغب إرسال مبلغ ثلاثة آلاف جنيه، عبر إحدى شركات المحمول، رسوم الكشف الطبي، على أن يلتقي بهم بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإنهاء باقى الإجراءات. وبحسب المسئول الإعلامى للإيبارشية بالسويس، فقد سقط بعض الضحايا فى فخ هؤلاء النصابين، وأرسلوا بالفعل المبلغ المتفق عليه، ثقة منهم باسم وزى صاحب الحساب، مدفوعين برغبة فى السفر للخارج، وبعد أن حصل على الأموال منهم لم يتمكنوا من العثور عليه ثانية، وفشلت محاولات التوصل لشخصيته، فى حين أن بعض الشباب تشكك فى الأمر وتواصل مع الكنيسة فى السويس، والتى بدورها تواصلت مع الجهات التى ذكرها المدعى وتبين كذبه. من جانبه، أوضح القس صبحى سليمان، مؤسس حركة "شباب كريستيان للأقباط الأرثوذكس"، أنه "مؤخرًا انتشر عدد من الصفحات "المزورة" التى تحمل أسماء مسيحية، على مواقع التواصل الاجتماعي، بغرض النصب وجمع الأموال أو استقطاب فتيات أو جمع معلومات عن الأقباط، خاصة أن القائمين عليها يعلمون المسيحية جيدًا، ويحفظون بعضًا من المصطلحات التى تسهل لهم عمليات النصب والاحتيال". وأكد نادر ل"المصريون"، أنه "رصد مؤخرًا عددًا من الصفحات المسيحية المزيفة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، إضافة إلى إنشاء حسابات مزورة لرجال الدين من كهنة أو رهبان لخداع الشباب المسيحى بتقديم خدمات توظيف إليهم، مقابل الحصول على معلومات دقيقة عنهم". وأضاف أن "خدمات الرحلات أيضا تعد مدخلاً آخر للنصب على الأقباط، خاصة مع رغبة الأقباط القوية فى زيارة الأديرة المسيحية المنتشرة فى جميع أنحاء البلاد" .