أعرب الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير الشروق، عن أسفه من سرعة تناقل العديد من المواقع الإخبارية لخبر تم تداوله على أنه لوزير النقل. وقال حسين في مقال له تم نشره اليوم بصحيفة الشروق إن: "محمد وجيه عبد العزيز مواطن مصري توفى من 11 سنة، ابنه "خالد" كتب على تويتر، مساء السبت الماضى الآتى: "تم تعيين محمد وجيه عبد العزيز وزيرا للنقل". وأضاف حسين أن الابن قام بتأليف «سى فى» للأب أو الوزير الجديد، باعتباره ملك الأنفاق وخبير هندسة القطارات فى أوروبا، خصوصا فرنسا والسويد، هو كتب هذه التويتة، وتركها لمدة ساعة فقط، ثم قام بحذفها. وتابع: لكن المفاجأة المحزنة أن أكثر من سبعة من المواقع الإخبارية الكبيرة القومية والحزبية والمستقلة قامت بإعادة نشر التويتة باعتبارها حقيقة مؤكدة، من دون أن تتأكد من دقتها، وللأسف كان من بين هذه المواقع بوابة «الشروق». وأشار حسين إلى أن هذه التجربة الغريبة ليست جديدة، لكن للأسف فإن كثيرين يقعون ضحيتها فى الفترة الأخيرة، منوهًا بأن موقعًا فرنسيًا ساخرًا كتب خبرًا أغرب من الخيال عن الجزائر قبل سنوات، وتعامل معه كثيرون باعتباره حقيقة، وقاموا بنشره. وأكد حسين أن «قصة وزير النقل المزيف» تكشف إلى حد كبير هشاشة عنصر المصداقية في غالبية وسائل الإعلام، ليست فقط في مصر، ولكن في أماكن كثيرة بالعالم، مشددًا لا أدافع عن الخطأ، فهو كارثي، واعتذرنا عنه بشجاعة للقراء على بوابة الشروق، وأكرر الاعتذار اليوم، لكن أحاول اليوم مناقشة الأمر، من منظور أوسع، حتى لا يتكرر أو على الأقل نحد من انتشار هذه النوعية من الأخبار. وأوضح أن القصة أكبر من خبر خاطئ أو كوميدي بهذا الشكل، للأسف الشديد مصداقية غالبية وسائل الإعلام خصوصا الإلكترونية صارت على المحك، وإذا كان العديد من المتعلمين والمثقفين يقعون ضحية الأخبار مضروبة، فمن الطبيعي أن نعذر كثيرا البسطاء الذين يصدقون «الأخبار المضروبة والمفبركة»، لكن كيف نعذر صحفًا ومواقع كبرى إذا وقعت في نفس الخطأ! وشدد في حديثه: مرة أخرى، لا عذر بالمرة للصحف والفضائيات والمواقع الكبرى، حتى لا يبدو الأمر، وكأنني أبرر هذا الخطأ. وبحسب السياق العام الذي وقع فيه هذا الخطأ، يقول حسين: هناك سباق محموم بين الجميع فيمن يسبق أولاً فى النشر، وفى هذا السباق تتعرض المصداقية والتحقق من صحة الخبر إلى أخطار جسيمة، بالإضافة إلى واقع بائس وهو ضعف مستوى المحررين الجدد بصورة واضحة. كما أشار إلى أن الأوضاع الاقتصادية شديدة الصعوبة تجعل المحرر يعمل في الصحيفة نهارًا، وفى بعض المواقع ظهرا، ومعًا فى فضائية ليلا، وبالتالى ليس لديه الوقت للتحقق من دقة الأخبار، وليس لديه وقت لكى يستريح ويقرأ ويرفه عن نفسه، والنتيجة أنه يتحول إلى ما يشبه «الماكينة المتهالكة».