بعد أن دشن نشطاء مؤخرًا، حملات مختلفة ضد الغلاء، بهدف خفض الأسعار، أبرزها «خليها تحمض، وخليها تصدي، وخليها تعفن، وخليها تكاكي، وخليها تعنس، وخليه يخلل، وخليها تفلس»، تباينت التقديرات حول نجاح تلك الحملات في تحقيق أهدافها المعلنة من عدمه. يحيى السني، رئيس شعبة الخضروات والفاكهة بغرفة القاهرة، قال إن حملات «خليها» التي انطلقت بهدف السيطرة على الأسعار وتخفيضها، لم تؤد لتحقيق الأهداف التي أطلقت من أجلها. وأضاف ل«المصريون»، أن «أسعار الخضروات والفاكهة في مصر هي الأرخص في العالم، حيث لا توجد دولة أخرى بنفس هذه الأسعار، ومن ثم الحملة لم يكن لها تأثير». وأشار إلى أنه لا يجوز إطلاق مثل هذه الحملات، التي لا ينتج عنها سوى تدمير الاقتصاد وزيادة الأعباء الفلاح، متسائلًا: «بعد المقاطعة أين يذهب الفلاح؟، وهل من الأفضل دعمه أو تحميل أعباء جديدة عليه». رئيس شعبة الخضروات والفاكهة، اعتبر أنه «من الأفضل تدشين حملات تحث المواطنين على ترشيد الاستهلاك وليس مقاطعة السلع، إضافة إلى البحث عن بدائل عملية». وتابع: «أعتقد أننا الشعب الوحيد الذي يسعى أو يدمر اقتصاده بيده، حيث إن تلك الحملات دائمًا ما تأتي بنتائج عكسية، لا سيما أنها لا تكون مدروسة». فيما رأى الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة، أن «خفض الأسعار لا يتم عن طريق حملات على السوشيال ميديا»، مشيرًا إلى أن أسعار الدواجن ارتفعت بالفعل، غير أنه أكد أن الحملة لم تساعد على خفضها. وأوضح ل«المصريون»، أنه «كان من الأفضل البحث عن حلول للمشكلات التي تواجه صناعة الدواجن، ونتج عنها غلاء الأسعار، وليس تدشين حمله لمقاطعة ذلك المنتج?. وعزا ارتفاع غلاء أسعار الدواجن إلى انتشار الأمراض الوبائية بالمزارع، الأمر الذي نتج عنه نفوق كمية كبيرة منها، مشيرًا إلى أن ذلك أدى إلى انخفاض المعروض في مقابل الطلب، وبالتالي كانت النتيجة غلاء الأسعار. وأردف: «مثل هذه الحملات بلا فائدة بل وغير منطقية، إضافة إلى أنه لا ينتج عنها خفض الأسعار، وأنا من المعارضين لحملة خليها تكاكي؛ لأني أرى أنه ستؤدي لتفاقم الأزمة» وقال محمود العسقلانى، رئيس جمعية «مواطنون ضد الغلاء»، إن أي «حملة يتم تدشينها في هذه الإطار يكون لها تأثير بالتأكيد، ونوعية التأثير تختلف من حملة لأخرى». وأضاف ل«المصريون»، أن «سلاح المقاطعة ذو حدين، فإذا تم استخدامه للتهويش والتلويح فقط وإعلان موقف ما، بهدف الحث على تخفيض الأسعار، ففي هذه الحالة يكون محمودًا، بينما إذا كان لضرب السوق وإنهاء الصناعة، فيصبح مشكلة». وتابع: «مثلَا حملة خليها تكاكي، تعتبر كارثة لأنه إذا تكدست الدواجن في العنبر لمدة يومين أو ثلاثة سيؤدي ذلك إلى نفوقها وبالتالي سينتج عنها مشكلة أكبر وتصاعد للأزمة وليس حلها إضافة إلى إضرار كافة العاملين بهذه الصناعة». ومن الحملات التي تم تدشينها لمواجهة الغلاء حملة «خليها تصدى»، وذلك بهدف مواجهة زيادة أسعار السيارات المبالغ فيه من وجهة نظر مدشنوا الحملة. وتعود فكرتها إلى عام 2015، وكان الهدف منها مواجهة زيادة أسعار السيارات، بعد ارتفاع أسعار الدولار آنذاك، والذي وصل إلى 7.60 جنيه. واستمرت الحملة لمدة عام، وحققت نجاحًا، ثم توقفت بعد «تعويم الجنيه»؛ نظرًا لارتباك السوق في هذا الوقت، وأيضًا عدم تحديد أسعار ثابتة للسيارات أو الدولار الجمركي. وعادت الحملة للظهور مؤخرًا، بعد ثبات سعر الدولار الجمركي عند16جنيهًا، وإلغاء رسوم الجمارك على السيارات الأوروبية بداية من عام 2019. كذلك أطلق شباب حملة باسم «خليها تعنس»؛ لمواجهة ما اعتبروه مبالغات في تكاليف الزواج، لتطلق فتيات في المقابل حملة باسم «خليك جنب أمك»، ما أدى إلى سجال بين الشباب والفتيات على مواقع السوشيال ميديا امتد لعدة أيام. فيما، دشن نشطاء حملة تحت اسم «خليها تحمض»؛ لمقاطعة شراء الفواكه، وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اعتراضًا على ارتفاع أسعارها، وبهدف إجبار التجار على خفض سعرها بعد تراكمها لديهم.