أدانت تركيا ما وصفته "بغياب الشفافية الكامل" من جانب السلطات السعودية في التحقيق بقضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية الرياضباسطنبول. وأدان ناطق باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما وصفه بالنفي السعودي الكاذب حول اغتيال خاشقجي قبل أربعة شهور. وتتوافق تصريحات الناطق التركي مع الانتقادات التي وجهتها للسلطات السعودية للجنة تحقيق أوفدها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تركيا "لعدم تعاونها مع الجهات التركية في التحقيق في قضية خاشقجي". وكانت رئيسة اللجنة، أنييس كالامار، قالت أمس الخميس إن الأدلة التي حصلت عليها في التحقيق الذي تجريه في مقتل خاشقجي تشير إلى أنه كان "ضحية عملية قتل وحشية ومدبرة، خطط لها ونفذها مسؤولون في الدولة السعودية". واتهمت كالامار، مقررة الأممالمتحدة المعنية بالتحقيق في حالات الإعدام خارج نطاق القانون أو وفق إجراءات تعسفية، السعودية بأنها "قوضت بشكل خطير" جهود تركيا للتحقيق في اغتيال خاشقجي. ويقول تقرير أولي للجنة التحقيق إن تركيا منعت من الدخول إلى مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول، حيث قتل خاشقجي، لمدة 13 يومًا بعد الحادث. وكانت آخر مرة شُوهد فيها خاشقجي، 59 عامًا، حيًا هي عند دخوله إلى مبنى القنصلية في الثاني من أكتوبر الماضي. ماذا يقول تقرير لجنة التحقيق ؟ ويقول التقرير الأولي للجنة التحقيق، إن خاشقجي "ضحية عملية قتل وحشية ومدبرة، خطط لها ونفذها مسئولون في الدولة السعودية". واتهم التقرير السعودية بعرقلة الجهود التركية للتحقيق في الجريمة بسبب ما وصفه عدم تعاون السعودية في جهود التحقيق الأولية، إذ لم تسمح للمحققين الأتراك بالدخول إلى مسرح الجريمة، لمدة 13 يومًا. ووقعت جريمة القتل في 2 أكتوبر، ولم تتمكن السلطات التركية من الدخول إلى القنصلية إلا في 15 من الشهر نفسه، ولم تتمكن من دخول مسكن القنصل إلا في 17 أكتوبر، الأمر الذي أثر بشكل خاص على التحقيق الجنائي، بحسب التقرير. وعبرت كالامار عن "قلقها الجدي" إزاء نزاهة الإجراءات القضائية السعودية لمحاكمة ال 11 المشتبه بضلوعهم في قتل خاشقجي. وكان متحدث باسم النيابة العامة السعودية قال في أواخر العام الماضي إن السلطات السعودية اعتقلت 21 مواطنا سعوديا على صلة بالقضية وقد وجهت الاتهامات إلى 11 منهم وأحيلوا إلى المحاكمة. وقد طالبت كالامار السلطات السعودية بالسماح لها بزيارة السعودية في إطار عملها في التحقيق بمقتل خاشقجي. وقالت "لقد طلبت زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية حتى تتمكن السلطات هناك من تزويدي مباشرة بالأدلة ذات الصلة". ويضيف التقرير أن عدم العثور على جثة خاشقجي يسبب "معاناة أكبر" لأسرته وأصدقائه ومحبيه. وقد قضت كالامار أسبوعا في تركيا في سياق عملها في البحث عن أدلة بشأن مقتل خاشقجي. تركيا في الفترة مابين 28 يناير و 3 فبراير. وقالت مصادر تركية إن كالامار استمعت خلال زيارتها لتركيا إلى التسجيلات الصوتية التي توثق لحظات قتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.