كثف عدد من الحركات الثورية استعدادهم للانتخابات البرلمانية المقبلة، محذرين من خطورة تفتيت أصوات التيار المدنى، مثلما حدث فى الانتخابات السابقة وأعلنوا عن نيتهم التحالف مع عدد من الأحزاب المدنية، أبرزها "حزب الدستور" الذى يتزعمه المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعى، و"التيار الشعبى" برئاسة المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، حمدين صباحى، بهدف الوصول إلى برلمان متوازن لا تهيمن عليه القوى الإسلامية. وقال محمد عبد العزيز منسق حركة كفاية إن الحركة لن تنضم بشكل رسمى إلى أحزاب أو تحالفات فى الانتخابات القادمة، لكنه أشار إلى أن عددا من شباب الحركة انضموا بالفعل للتيار الشعبى، ويتم الآن العمل على التنسيق فيما بينهم من أجل مناقشة الدخول فى الانتخابات المقبلة على قوائم التيار الشعبى الذى يؤسس له حمدين صباحى، مضيفا أن التيار الشعبى ككيان سياسى هو أقرب التيارات السياسية لفكر شباب الحركة، حيث يركز على الجانب الاقتصادى الذى يؤهل للعدالة الاجتماعية. وأبدى رفضه لفكرة تقسيم المجتمع إلى مدنى ودينى، مشيراً إلى أن بناء التيارات والأحزاب يكون بعرض الأهداف والأفكار، وليس بمواجهة تيار آخر. وتوقع استحواذ الشباب على غالبية مقاعد البرلمان الفترة المقبلة، لاسيما أنهم استطاعوا الفترة الماضية تنظيم أنفسهم وأصبح لهم قدرة أكبر على التخاطب مع الجمهور والشعب مما يخلق فرصا جديدة لإثبات أنفسهم فى البرلمان القادم. وقال على الفيل، عضو المكتب السياسى للجبهة الحرة للتغيير السلمى إنّ هناك عددا من المناقشات التى تتم مع أكثر من طرف سياسى لم يذكر اسمه، حول إمكانية تحالف الحركة معهم خلال الفترة المقبلة، مبديا ترحيب الحركة بشكل عام على التحالف مع أحزاب أو تيارات سياسية متوافقة معهم فى نفس الأيديولوجية السياسية والفكرية، وتنتمى للتيار المدنى فى مصر. وأشار الفيل إلى أنه من الوارد تحالف الجبهة مع "حزب الدستور" الذى أصبح كيانا مستقلا، ومن المؤكد دخوله الانتخابات القادمة. وألمح إلى إمكانية التحالف مع التيار الشعبى الذى يؤسس له المرشح السابق للرئاسة حمدين صباحى، لكنه اعتبر أن التيار الشعبى لم تتحدد ملامحه إلى الآن. وفيما يتعلق بإمكانية التحالف مع الأحزاب الإسلامية، شدد الفيل على ضرورة وجود ضمانات وشروط كافية بشأن معايير اختيار المرشحين والوضوح فيما يتعلق بالبرامج. ونفى عضو المكتب السياسى للجبهة الحرة إمكانية تحويل الحركة إلى حزب سياسى، مؤكدا أن الفكرة اندثرت تماما فى الفترة الحالية ونبحث التحالف مع تيارات أخرى. فيما أكد محمود عفيفى المتحدث باسم حركة شباب 6 إبريل رفض الحركة المشاركة فى الانتخابات البرلمانية القادمة سواء مستقلين أو من خلال أى حزب، مشيرا إلى أن أكثر من حزب قدم الدعوة للانضمام إليهم فى الانتخابات البرلمانية القادمة، ولكن الحركة رفضت ذلك بصورة نهائية. وأشار إلى أن الحركة ما زالت تدرس شكل تحركاتها أثناء الانتخابات البرلمانية القادمة. وتوقع حافظ السيد مدير المكتب التنفيذى لمجلس أمناء الثورة أن تكثف القوى الثورية من تواجدها فى الشارع خلال المرحلة القادمة، لخوض الانتخابات البرلمانية ومحاولة إنتاج مجلس شعب متوازن لا تسيطر عليه القوى الإسلامية فقط كما حدث فى البرلمان السابق، بالإضافة إلى العمل على تأمين العملية الانتخابية حال إجرائها. وأوضح أن دور مجلس أمناء الثورة فى الانتخابات القادمة سيكون رقابيا، مشيرا إلى أن المجلس لن يشارك بصفته فى الانتخابات القادمة، وأن من سيشارك من أعضائه سيكون بشكل فردى بعيداً عن المجلس. واعتبر السيد أن تواجد القوى الإسلامية فى الشارع جعلها الأقرب إلى المواطن، الذى تستطيع من خلاله تحقيق أغلبية، مشددا على ضرورة أن تكثف القوى الليبرالية والثورية من تواجدها فى الشارع خلال الفترة القليلة المتبقية. واعتبر أن شعبية بعض الشخصيات المؤسسة لأحزاب وتيارات جديدة غير إسلامية كالدكتور محمد البرادعى، والمرشح السابق للرئاسة حمدين صباحى، سيزيد من فرصة القوى الليبرالية فى البرلمان القادم شريطة تكتل القوى الليبرالية واليسارية وسرعة التحرك فى الشارع. وتابع أن تفتيت الأصوات وارد جدا فى الانتخابات القادمة، لذلك سنعمل على محاولة التنسيق بين الأحزاب السياسية التى تعبر عن الثورة بالرغم من اختلاف أيديولوجيتها وذلك للعمل على تحقيق أهداف الثورة.