قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الجمعة، إنه ليس معاديا للولايات المتحدة، إنما ضد الإمبريالية، وهذا شيء مختلف. وأوضح مادورو، في مؤتمر صحفي له في كراكاس، "يريدون أن يقدموا صورتنا كأننا ضد الولاياتالمتحدة.. وأنا لست ضدها، أنا ضد الإمبريالية، وهذا شيء مختلف، والإمبريالية لابد أن تنتهي". وأعرب عن تعاطفه مع الشعب الأمريكي، مشيرا إلى أن قطع العلاقات ليس معه بل "مع حكومة الرئيس دونالد ترامب". ولفت إلى أن بلاده ستحافظ على العلاقات الاقتصادية مع الولاياتالمتحدة وستواصل بيع نفطها هناك. وحول الحوار مع المعارضة في البلاد، أكد الرئيس الفنزويلي، استعداده لذلك، ولقاء رئيس البرلمان المعارض خوان غوايدو. وأشار إلى أن قنوات الاتصال مع المعارضة قائمة، وكانت موجودة دائما، قائلا "كانت هناك دائما قنوات للتواصل مع المعارضة التي كنا نعمل على تطويرها.. تحت أي ظرف". وذكر مادورو، أن فريدي بيرنال، المنسق الوطني للجان التموين والإنتاج، التقى غوايدو، أوائل يناير/ كانون الثاني الجاري، ورئيس الجمعية التأسيسية (هيئة تشريعية انتخبت في 2017) ديوسدادو كابيليو، التقاه الثلاثاء الماضي. وأضاف أن "غوايدو، وعد كابيليو، أنه لن يعلن نفسه رئيسا". وتابع مادورو، أنه رغم عدم التزام غوايدو بوعده، لا يزال "ملتزما بالحوار الوطني". وشدد "على استعداده للقاء هذا الشاب إذا احتاج الأمر.. لأنه يؤمن بالسلام والديمقراطية والكلمة والحقيقة". أما بشأن العلاقات مع دول أخرى، فكشف مادورو أن الخارجية الفنزويلية تعيد النظر حاليا في العلاقات مع كل الدول التي أعلنت اعترافها بغوايدو، رئيسا مؤقتا لفنزويلا، ووصفها ب"أتباع" واشنطن. وأشار أنه "أوفد وزير الخارجية خورخيه أرياسا، إلى نيويورك، لحضور اجتماع مجلس الأمن الدولي، حول فنزويلا، السبت، بهدف حماية البلاد". وقدم مادورو، الشكر لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، على عقد هذا الاجتماع. وتشهد البلاد توترًا متصاعدًا إثر خطوة غوايدو، الذي يتزعم المعارضة؛ وإعلان مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة، متهمًا إياها بتدبير محاولة انقلاب ضده. بدوره، سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى الاعتراف بغوايدو رئيسًا انتقاليًا، وتبعته دول في المنطقة. من جانب آخر، أيدت كل من روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا، شرعية "مادورو"، الذي أدى قبل أيام اليمين الدستورية رئيسًا لفترة جديدة من 6 سنوات. تجدر الإشارة أن واشنطن توعدت مرارًا في الآونة الأخيرة بالعمل ضد مادورو، فيما اتهمها الأخير بمحاولة اغتياله أو إدخال البلاد في اضطرابات، كما اتهم معارضين بالتآمر ضده مع الولاياتالمتحدة ودول إقليمية. وتعيش البلاد منذ سنوات أزمات اقتصادية خانقة تصاعدت في الأشهر الأخيرة، ما فاقم الاستقطاب السياسي ودفع الآلاف إلى التظاهر ضد السياسات الحكومية. -