بعد إعلان مؤسسة الرئاسة عن حضور د. مرسى مؤتمر قمة عدم الانحياز، الخبر الذى استدعى الرأى العام المصرى بكل أفكاره وأيديولوجياته للحوار المجتمعى. إيران، ذلك الإقليم المغلق على السياسة الدولية المصرية طيلة الثلاثين عامًا الماضية مصر فى جمهوريتها الثانية، عليها ألا تقبل الإملاءات، وعليها أن تعلن خطوط علاقاتها الدولية بكل حياد معلية مصلحتها العليا وأمنها القومى، مصر عليها أن تنثر شبكة علاقات دولية قوية، ومرتكزات سياسية دولية قوية لا تعتمد على قبلة وحيدة للخارجية المصرية كما فى السابق. إيران لن تغير سياستها الدولية بمجرد أن تطأ أقدام د. مرسى أرض طهران.. لن توقف مدها الشيعى فى الضفة الأخرى من الخليج، ولن توقف سياساتها التخريبية فى جنوب بلاد الرافدين، ولن تتخلى عن دعمها للقلائل الحادثة الآن فى البحرين أو شرق السعودية، وأيضًا عن محاولات المد الشيعى داخل مصر، ومحاولات أيضًا دخول الأراضى المصرية ولو بأى عباءة. إيران والطموح الكبير فى أن تكون قوة إقليمية كبيرة لا يجابهها على الصعيد الدولى إلا سياسة دولية قوية ومرتكزة على أسس قوية. مصر بلد الأزهر نتفق مع د. مرسى فى زيارة إيران لإعلان التحول فى السياسة الدولية المصرية، ولإضافة زخم قوى إلى توجهات مصر فى حرية توجهها السياسى، وعدم انقيادها إلى أى قوى إقليمية تقود التوجه المصرى فى الجمهورية الثانية.. لكن لتعلم سيادة الأستاذ الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، أن الأيدى التى ستصافحها صباح الخميس المقبل أيادٍ ملطخة بدماء الأطهار من إخواننا فى سوريا.. تلك الأيادى نفسها التى أطبقت المنازل على ساكنيها، إن لم تحتمل أنفاسك التواجد فى طهران فلتعلم أن هؤلاء من يقتلون الحرية فى سوريا، إن كنا قبلنا زيارتك لإيران فلن نقبل عودتك إلا بموقف إستراتيجى قوى تعلن فيه أمام الجميع رفضك مناصرة إيران لشبيحة وأقزام الأسد.. سيادة الرئيس لا تكن علاقاتنا مع إيران وانفتاحها على حساب الدم السورى من إخواننا وأهلنا فى سوريا.. إيران التى ترصد أرقام الشهداء فى سوريا لتدخل بها التاريخ لن نقبل العودة لعلاقات معها إلا مع دحر النظام السورى ووقف الدم... سيادة الأستاذ الدكتور، دخل سعد بن أبى وقاص تلك البلاد فاتحًا منتصرًا، دخل المدائن فاتحًا منتصرًا عظيمًا فى جيشه، فلا تسقط هامتنا عندما تطأ أرجلك أرض المدائن، فأنت مطالب اليوم قبل الغد بالمسئولية عن شعب لن يرضى بالتراجع عن الدم المسال.. عرفناك دومًا رجلاً للمواقف لن ننتظر كلمتك الافتتاحية كما تعودنا فى كل الأوقات، سننتظر مواقفك.. عرفناك عبقريًا فى شخصيتك وتعلمنا منك الكثير.. ستصلك الرسالة. هذا ما تعلمناه منك فلا تخذلنا فيك......