ما تزال أصداء فتوى الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس "الدعوة السلفية" بتحريم تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد، التي أصدرها قبل أيام تثير الجدل داخل الأوساط الإعلامية والسياسية في مصر، التي طالبت بالتصدي لمثل هذه الفتاوى المتطرفة، التي تثير البلبلة في المجتمع. وقال النائب نادر مصطفى، أمين سر لجنة الإعلام بمجلس النواب، إن "فتاوى برهامي، عمومًا ضد المسيحيين سبب رئيسي في انتشار الفكر المتطرف في المجتمع، والغريب أن هناك العديد من السلفيين لا زالوا يعتلون المنبر ويلقون خطب الجمعة، ولابد من اتخاذ موقف ضد هذه التيارات". وأضاف أن "هذه الفتاوى تؤثر على وحدة المصريين وتماسكهم، وكل من يصدر الفتاوى المضللة لابد من مواجهته، واتخاذ قرارات فورية ضدهم برهامى وأمثاله من يصدرون الفتاوى التي تثير الفتن في المجتمع المصري. وقال الدكتور كمال حبيب، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "التيار الإسلامي في مصر ليس على رأي واحد بشأن تهنئة الأقباط في أعياد الميلاد؛ فهناك أكثر من رأي بداخله ينظر إلى القضية بوجهة نظر تختلف عن الآخر". وأضاف حبيب ل "المصريون"، أن "بعض الاتجاهات الإسلامية ترى في تهنئة الأقباط هي مسألة اجتماعية وشكلية لا ضرر منها فيها، بينما يرى آخرون على رأسهم المدرسة السلفية، التي يقودها برهامي أن تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد لا تجوز، فهم ينظرون إلى القضية من جانب عقائدي بحت، متأثرين بالمدرسة الوهابية التي تهتم بكل الأمور الإسلامية وتستحضر الفتاوى القديمة في التعامل مع الواقع المعاصر". وأكد حبيب أنه "يجب على الأزهر إصدار قانون لتنظيم الفتاوى في المجتمع، ومن له حق الفتوى في مصر، وقصرها على أشخاص محددة، والأزهر هو الجهة الوحيدة في مصر التي يجوز لها مراقبة أي فتاوى يقال عنها أنها غير صحيحة". مع ذلك، رفض حبيب أن تكون فتوى برهامي بتحريم تهنئة الأقباط تحض علي العنصرية والكراهية والفرقة داخل الوطن، قائلاً: "هي فتوى تعبر عن رأي شخصي لنائب رئيس الدعوة السلفية وهو يعتبرها اجتهادًا عقائديًا خاص به".