لا يختلف اثنان على أنه واحد من أبرز المدافعين الذين أنجبتهم الكرة المصرية، خاصة بعد أن سطر اسمه بحروف من ذهب وسط نجوم وعمالقة اللعبة، وعلى الرغم من تجاوزه ال 37 عاماً إلا أنه مازال قادراً على العطاء بفضل مجهوده الكبير داخل الملعب، نجمنا هو صخرة دفاع القلعة حمراء والمنتخب الوطنى وائل جمعة. استطاع جمعة أن ينال جائزة أحسن مدافع فى القارة الإفريقية فى آخر ثلاث مشاركات له فى بطولة الأمم الإفريقية مع منتخب بلاده، وتعرض "الصخرة" إلى إصابة طويلة أبعدته عن الملاعب طويلاً، إلا أنه استجاب لنصيحة البرتغالى مانويل جوزيه المدير الفنى السابق للأهلى، وسافر إلى البرتغال للاطمئنان على الإصابة. وفتح جمعة قلبه ل"المصريون" ليتحدث عن أمور عديدة تحيط به، وحقيقة علاقته بزملائه، بالإضافة إلى ما يتردد عن رغبة حسام البدرى فى تطفيش اللاعبين الكبار من القلعة الحمراء. فى البداية ما سر عصبيتك خلال مباراة تشيلسى الأخيرة؟ لم أكن عصبيا، ولكن حكم اللقاء بقراراته العكسية التى كادت أن تتسبب فى إفساد المباراة وضياع الثلاث نقاط عن الأهلى، هو الذى أظهرنى بهذا الشكل، فأنا بوجه عام لست عصبياً سواء داخل الملعب أو خارجه، والدليل على ذلك هو ندرة غيابى عن المباريات بسبب الإيقاف. وماذا عن طردك خلال المباراة عقب حصولك على إنذارين؟ هناك الكثير من علامات الاستفهام حول التحكيم، لأن هناك أخطاء تحتسب ضدى وأحصل فيها على إنذارات، ولكنها عندما تتكرر مع لاعبى الفرق الأخرى تحتسب أخطاء عادية دون إشهار أى كروت، لكن يكفى أننى لعبت فى بطولة كأس الأمم الإفريقية 3 دورات متتالية ولم أتعرض للإيقاف مرة واحدة فى المباريات. وماذا عن أدائك فى اللقاء قبل طردك؟ الحمد الله، على المستوى الذى ظهرت به فى اللقاء حتى طردى، فعلى الرغم من عودتى بعد غياب طويل للمشاركة، إلا أننى كنت حريصا على تنفيذ تعليمات الجهاز الفنى، وتمكنت من القضاء على خطورة المهاجم الغانى ايمانيول كلوتى حتى أحرز هدفه من ركلة جزاء ليس لها أى أساس من الصحة. هناك اتهامات بتراجع أداء مدافعى الأهلى.. ما تعليقك؟ كرة القدم لعبة جماعية، ولا يجوز أن يتحمل خط الدفاع الأخطاء وحده، فالمدافعون هم الشماعة الجاهزة دائماً لتحميلهم مسئولية أى خسارة، ولكننى أرى أن مدافعى الفريق يؤدون بشكل جيد خلال المباريات الأخيرة ولم تتلق شباكنا سوى هدفين فى ثلاث مباريات من دور المجموعات. هل اختلاف طريقة اللعب أثرت على أداء المدافعين؟ لا.. إننا لدينا خبرات كبيرة وسبق لنا اللعب بأكثر من طريقة ولا توجد من وجهة نظرى مشكلة فى الطريقة، بل المهم هو كيفية الوصول لأفضل طريقة تتناسب مع إمكانيات الفريق من أجل تحقيق الفوز وإذا عدنا بالذاكرة للخلف بعض الشىء سنجد أن الأهلى حقق أفضل إنجازات عندما كنا نلعب بطريقة 3-4-3 حيث نجحنا وقتها فى الفوز ببطولات إفريقيا وحصلنا على برونزية كأس العالم. هل عدم تثبيت المدافعين يؤثر سلباً على الأداء؟ لا طبعا، ليست هذه هى المشكلة لأننا كلنا نلعب بجوار بعضنا دون أدنى مشكلة، لكن المشكلة وراء عدم التثبيت تتعلق بكثرة الإصابات التى تعرض لها الفريق وتحديدا مجموعة المدافعين، فخلال الفترة الماضية تعرضت أنا ورامى ربيعة ومحمد نجيب إلى إصابات مختلفة، مما أثر على ثبات تشكيلة خط الدفاع. هل الأهلى قادر على الفوز بالبطولة الإفريقية؟ إن شاء الله، هذا هو هدفنا الذى نسعى إليه وأعتقد أننا نمتلك المقومات لذلك، خاصة بعد أن دعمنا صفوفنا ببعض العناصر المتميزة، ولا ينقصنا سوى حضور الجماهير التى تمثل قوة كبيرة للفريق الأحمر، وأتمنى أن يعود الاستقرار مرة أخرى لملاعبنا وتعود الحياة الرياضية إلى طبيعتها. متى يعتزل وائل جمعة؟ سأعتزل عندما أشعر أننى غير قادر على العطاء داخل الملعب، وعدم وجود فائدة من وجودى داخل المستطيل الأخضر. وما ردك على من يطالبون باعتزالك بسبب السن؟ لن يفرق معى هذا الكلام، بالعكس فإن كلامهم يزيدنى إصراراً على البقاء أطول فترة ممكنة وبذل أقصى جهد لدى خلال المباريات والتدريبات، لاسيما أننى استطعت التغلب على إصاباتى والعودة مرة أخرى للمشاركة فى المباريات. بمناسبة الإصابة.. ما سر طول فترة علاجك هذه المرة؟ بسبب تسرعى فى العودة للمشاركة فى المباريات، خاصة أن الإصابة كانت فى عضلة السمانة والتى وصفها الأطباء بأنها غدارة، بالإضافة إلى الضغط العصبى الذى وقع علينا منذ أحداث بورسعيد، فضلا عن مشاركتى فى مباراة الملعب المالى فى ذهاب دور الستة عشر من البطولة الإفريقية، على الرغم من عدم اكتمال شفائى. ماذا عن سفرك إلى البرتغال للعلاج؟ استجابة لنصائح مانويل جوزيه الذى حرص على إجراء اتصالات بأحد الأطباء الكبار فى البرتغال وشرح له إصابتى، وطلب من إدارة النادى السماح لى بالسفر إلى هناك من أجل العلاج فى أحد المراكز الكبرى، وهو الأمر الذى ساعدنى على الشفاء سريعا والعودة الى الملاعب مجدداً. هل هناك فرق بين مراكز التأهيل بين مصر والبرتغال؟ طبعاً.. هناك فرق شاسع بين الاثنين، فنحن هنا بحاجة إلى خبرات جديدة فى التأهيل والعلاج الطبيعى حتى يستطيع اللاعبون التعافى بسرعة من إصاباتهم. ماذا عن الأنباء التى تؤكد أن حسام البدرى يسعى إلى تطفيش النجوم الكبار؟ هذا الكلام عار تمام من الصحة، خاصة فى ظل العلاقة الوطيدة التى تربط ين اللاعبين الكبار ومديرهم الفنى، والجميع تعاهد على هدف واحد هو الفوز بالبطولة الإفريقية لإهدائها لأرواح شهدائنا الذى راحوا ضحية مذبحة بورسعيد. كيف ترى عدم مشاركة المنتخب المصرى فى الأمم الإفريقية للمرة الثانية على التوالى؟ أمر صعب جداً على الكرة المصرية، لاسيما ونحن أصحاب الرقم القياسى فى الفوز بالبطولة القارية، ولكننا يجب أن نحول هذا الأمر إلى عامل إيجابى لتحفيز اللاعبين على الصعود إلى كأس العالم 2014، لأنه سيكون أفضل رد على الخروج من التصفيات الإفريقية. وما رأيك فى الأمريكى برادلى المدير الفنى للمنتخب؟ شخصيه جيدة ولديه خبرات كبيرة، بالإضافة إلى طموحه فى النجاح مع المنتخب، ولكن الظروف الحالية من توقف الدورى وعدم إقامة مباريات سوى للأهلى والزمالك تؤثر على اختياراته من اللاعبين، خاصة أنه قبل توقف الدورى كان يجوب أندية الدورى الممتاز لانتقاء أفضل العناصر.