هى معاهدة وقعت فى مثل هذا اليوم عام 1936، بين مصر وبريطانيا، فى أعقاب إصدار بيان الحكومة بوفاة الملك فؤاد وتولى ابنه فاروق العرش تحت الوصاية، وشكل حزب الوفد الوزارة نظرًا لفوزه فى الانتخابات البرلمانية وطالب بإجراء مفاوضات مع بريطانيا بشأن التحفظات الأربعة، ولكن الحكومة البريطانية تهربت فقامت الثورات وتألفت جبهة وطنية لإعادة دستور 1923 بدلاً من دستور 1930 ولذلك اضطرت بريطانيا للتراجع واضطرت للدخول فى مفاوضات مع الحكومة المصرية، وشاركت كل الأحزاب فى المفاوضات عدا الحزب الوطنى الذى رفع شعار (لا مفاوضة إلا بعد الجلاء). انتهت المفاوضات التى بدأت المفاوضات بوضع معاهدة تحالف بين البلدين، اتفقا فيها على الآتى: انتقال القوات العسكرية من المدن المصرية إلى منطقة قناة السويس وبقاء الجنود البريطانيين في السودان بلا قيد أو شرط. تحديد عدد القوات البريطانية فى مصر بحيث لا يزيد عن 10 آلاف جندى و 400 طيار مع الموظفين اللازمين لأعمالهم الإدارية والفنية وذلك وقت السلم فقط، أما حالة الحرب فلإنجلترا الحق فى الزيادة وبهذا يصبح هذا التحديد غير معترف به. لا تنتقل القوات البريطانية للمناطق الجديدة إلا بعد أن تقوم مصر ببناء الثكنات وفقًا لأحدث النظم. تبقى القوات البريطانية فى الإسكندرية 8 سنوات من تاريخ بدء المعاهدة. تظل القوات البريطانية الجوية فى معسكرها فى منطقة القناة ومن حقها التحليق فى السماء المصرية ونفس الحق للطائرات المصرية. فى حالة الحرب تلتزم الحكومة المصرية بتقديم كل التسهيلات والمساعدات للقوات البريطانية وللبريطانيين حق استخدام موانى مصر ومطاراتها وطرق المواصلات بها. بعد مرور 20 عامًا من التنفيذ للمعاهدة يبحث الطرفان فيما إذا كان وجود القوات البريطانية ضروريًا لأن الجيش المصرى أصبح قادرًا على حرية الملاحة فى قناة السويس وسلامتها فإذا قام خلاف بينهما فيجوز عرضة على عصبة الأمم. حق مصر فى المطالبة بإلغاء الامتيازات الأجنبية. إلغاء جميع الاتفاقيات والوثائق المنافية لأحكام هذه المعاهدة ومنها تصريح 28 فبراير بتحفظاته الأربعة. تحويل إرجاع الجيش المصرى للسودان والاعتراف بالإدارة المشتركة مع بريطانيا. حرية مصر فى عقد المعاهدات السياسية مع الدول الأجنبية بشرط ألا تتعارض مع أحكام هذه المعاهدة. تبادل السفراء مع بريطانيا العظمى. وعلى الرغم من الاعتراف باستقلال مصر إلا أن المعاهدة لم تحقق الاستقلال المطلوب حيث حوت فى طياتها بعض أنواع السيادة البريطانية حيث ألزمت مصر بتقديم المساعدات فى حالة الحرب وإنشاء الثكنات التى فرضت أعباءً مالية جسيمة مما يؤخر الجيش المصرى وإعداده ليكون أداة صالحة للدفاع عنها، كما أنه بموجب هذه المعاهدة تصبح السودان مستعمرة بريطانية يحرسها جنود مصريون.