«الاعتذار واجب على أبو شقة وليس علينا»، هكذا قابل القيادات والأعضاء المفصولون من حزب «الوفد»، دعوة المستشار بهاء أبوشقة، رئيس الحزب، بالعودة مرة أخرى شريطة التراجع عن أخطائهم، وسط تأكيدات بأنهم لن يدخلوا الحزب طالما هو موجود. وقال «أبوشقة»، إن «الحزب يمد يده للجميع، وإذا تراجع المفصولين من الحزب عن أخطائهم، وأتوا ليمدوا أيديهم مرة أخرى، فلن يُغلق الباب أمامهم، وسيكون قرار التصالح معهم عائد للهيئة العليا كاملًا»، مضيفًا: «لا نسعى لوجود أي خلافات داخلية في الوفد». رئيس الحزب أضاف أنه «ليس طرفًا في أي خلاف أو عدوانية مع أحد سواء من خارج أو داخل الحزب»، لافتًا إلى أن أي «قرار تم اتخاذه تم بموافقة الجميع من أعضاء الهيئة العليا للحزب، ونحن دائما نعلى من المصلحة العامة وليست المصالح الشخصية». وعن التصالح مع الرئيس السابق للحزب الدكتور السيد البدوي، قال «أبو شقة»: «لا نسعى لخلافات مع أحد، ولم نسع لإحداث مشكلات، وقضية رئيس الحزب السابق تتعلق بأمور مالية، ومتهم بإهدار 18 مليون جنيه، وصادر بها أحكام نهائية، ولو قام بسدادها فمرحبا به في الوفد بل سنصفق له جميعًا؛ لأن حزب الوفد يفتح الباب للجميع». المهندس ياسر قورة، المتحدث باسم الرافضين لانتخابات الهيئة العليا للحزب، أبدى تعجبه من تصريحات أبوشقة، متسائلًا: «هل المطالبة بالحقوق واللجوء للقضاء وللطرق المشروعة بات خطأ يجب الاعتذار عنه؟، وهل يرى المستشار أبوشقة أن الاعتذار هو الطريق الصحيح بعد كل ما بدر منه؟». وفي تصريح إلى «المصريون»، أضاف «قورة»، أن «حديث أبوشقة جانبه الصواب، ولا يصح خروجه من رئيس حزب عريق كالوفد، ورئيس لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، فضلًا عن كونه رجل قانون». وأشار إلى أنه رفض كل الطرق الودية، حيث لم يستجب لأحد وكذلك للاعتراضات على انتخابات الهيئة العليا للحزب التي جرت مؤخرًا وشابها مخالفات كثيرة. وأوضح قورة، أن «الفترة الماضية شهدت تجاوزات كثيرة بحق المفصولين وكذلك التغول على اللائحة، وبالتالي رئيس الحزب وجب عليه تقديم الاعتذار للمفصولين عن جميع ما بدر منه وليس هم الذين يتوجب عليهم الاعتذار». ولفت إلى أن «الهيئة العليا المنتخبة من المفترض أن تبدأ في ممارسة مهامها بدءًا من 26 مايو المقبل وليس الآن كما هو حادث»، موضحًا أنه «من المفترض أن الهيئة القديمة ما زالت تمارس أعمالها». فيما، أكد اللواء محمد الحسيني، أحد المفصولين من حزب «الوفد»، أن حديث رئيس الحزب حول إمكانية عودتهم مرة أخرى مجرد «كلام يردده كثيرًا ويفعل عكسه». وأشار إلى أن «هناك طعنًا على انتخابات الهيئة العليا وما ترتب عليها، ولو قضت المحكمة لصالحنا لن ندخل الوفد في وجود بهاء أبو شقة». الحسيني قال إن «أبو شقة» يتبع سياسات إقصائية ضد كل من يخالفه الرأي كما يسير بالحزب حسب أهوائه الشخصية، متابعًا «للأسف ضيع اسمه وتاريخه وأساء ل100 سنة وفد، وكل من حوله حاليًا يريدون أن يحافظوا على مواقعهم داخل الحزب فقط». وأضاف في تصريحات له، أن «رئيس الحزب يتبع سياسة التهديد والترغيب في الإدارة، وأرسل أرقام وأسماء القائمة التي كانت تحمل اسمه في انتخابات «عليا الوفد» لكل رؤساء لجان الحزب بالمحافظات، لأن ينتخبوها، وإلا لن يأتي كرئيس للجنة مرة أخرى، ونفذوا لأنهم لا يريدون خسارة مواقعهم». غير أن، فايز أبو خضرة، عضو مجلس النواب عن حزب «الوفد»، قال إن «الحزب لا يمكن أن يستغنى عن أبنائه كما أنهم لا يقدرون على الاستغناء عنه، وبالتالي سيعود المفصولون قريبًا لبيتهم». وأضاف «أبو خضرة»، ل«المصريون»، أنه «لا يوجد مشكلة من عودة المفصولين وإجراء مصالحة بين جميع الأطراف»، موضحًا أن «أبوشقة قامة قانونية كبيرة وأبو الوفديين جميعًا ومن ثم كان لابد من إطلاق هذه الدعوة». وتوقع عضو مجلس النواب أن يستجيب المفصولون لدعوة رئيس الحزب، مستطردًا: «ما حدث سينتهي وسيجلس الجميع للتشاور والمناقشة فبيت الأمة حزب عريق ولا يمكن أن يتخلى عن أبناءه». وشهد «الوفد»، عقب انتخابات الهيئة العليا التي انعقدت في 9نوفمبر الماضي، خلافًات حادة بين بعض القيادات، بدأت بإعلان 26 قياديًا بالحزب؛ التقدم بطلب رسمي للمستشار بهاء أبوشقة، رئيس الحزب، لوقف نتيجة تلك الانتخابات، لما شابهها من تجاوزات، أدت إلى بطلان العملية الانتخابية برمتها. غير أن أبوشقة قرر إقالة 6 منهم، بدعوى خروجهم عن الالتزام الحزبي، ومحاولتهم تشويه الحزب، ما نتج عنه تجدد الانشقاقات واشتعال الخلافات مرة أخرى داخل بيت الأمة. ومنذ أيام أرسل السيد البدوي، رئيس الحزب السابق، خطابًا رسميًا لرئيس الحزب الحالي، يعلن خلاله تجميده لنشاطه بحزب الوفد، معتبرًا أنه من «الأفضل التزم الصمت كعادة رؤساء الوفد العريق والحق سينتصر في النهاية».