حفظ التحقيقات في واقعة مقتل أطفال السلام على يد والدهم

قررت النيابة العامة، حفظ التحقيقات في واقعة مقتل الأطفال الثلاثة "ملك، عمرو، محمد" على يد والدهم قبل أن يلحق بهم منتحرًا في نهر النيل من أعلى كوبري الساحل.
على الرغم من غلق نيابة الساحل للتحقيقات في القضية، إلا أن الحزن على قتل البراءة وفراق الأطفال الثلاثة لا يزال يتملك قلوب جيران الأسرة في مساكن النهضة بالسلام.
"الخلع وحضانة الأطفال"، من أبرز الأسباب التي ساهمت في تأجيج الخلاف بين الأبوين، بعدما تمسكت الزوجة باستكمال طريقها القانوني للخلع من زوجها بعد 12 سنة من الزواج، مبررة دعواها تلك بأن الزوجة يعتدي عليها بالضرب وأصيب بإصابة شديدة أقعدته عن العمل حتي تراكمت عليه الديون.
وانتهت نيابة الساحل من سماع أقوال الجيران ووالدة الأطفال وقررت تشريح جثامين الأب وأطفاله، واتهمت الأم زوجها بالتسبب في تنفيذ الجريمة بحق أطفاله، وقالت في التحقيقات إنها حاولت الحصول على أبنائها بالطرق الودية للإقامة معها لكن والدهم رفض، وقال:"خلي المحكمة تنفعك أنا أقتلهم أحسن قبل ما تشوفي ظفر واحد منهم" ، وبحسب التحريات فإن الخلاف على حضانة الأطفال ساهم في تأجيج الخلاف بين الجانبين حتى انتهى بدخول الأب في حالة نفسية سيئة قادت إلى التخلص من أبنائه بإلقائهم في نهر النيل والتخلص من حياته أيضًا بالانتحار.
وتابعت والدة الأطفال القتلى، أنها فوجئت بالحادث من المباحث: "ما كنتش اعرف أن جوزي ممكن ينفذ تهديده بالتخلص منهم بالطريقة دي"، على حد قولها.
وقال 4 من جيران الحداد المنتحر، إنه قتل أبناؤه وإلقائهم في نهر النيل من أعلي كوبري الساحل، إذ أقروا أنهم علموا بواقعة الانتحار من الشرطة التي حضرت إلى منزل جارهم المنتحر "أحمد عبدالجواد" بعد الحادث لإبلاغ أسرته بالواقعة.
وأضاف الجيران في تحقيقات النيابة، أنهم تدخلوا عدة مرات للصلح بين جارهم أحمد وزوجته لكن الأخيرة كانت ترفض التنازل عن دعوى الخلع التي أقامتها ضده، وأنها تمسكت بالمضي في الطريق القانوني ورفضت العودة إلى منزل الزوجية، عندها احتدم الخلاف بينهما وتمسك الزوج بالأبناء ورفض إعطائهم للزوجة منذ بداية دعوى الخلع، لكنه تراجع بعد ذلك بسبب ضغوط الجيران وتم تحديد أكثر من موعد لحضور الزوجة لرؤيتهم، لكنها لم تحضر وبعد أيام ألقى الزوج أبناؤه في نهر النيل.
كانت نيابة الساحل قررت تشريح جثامين الأطفال الثلاثة، كما قررت تشريح جثمان الأب، وكلفت المباحث بإعداد تحرياتها في الحادث، واستدعت والدة الأطفال و4 من جيران الأسرة لسماع أقوالهم بعد أن تمكنت قوات الإنقاذ النهري من انتشال جثث الأب وأبناؤه.
وأفادت تحقيقات النيابة، أن الأب أحمد عبدالجواد، 45 سنة تخلص من أبنائه "محمد" 3 سنوات، و"ملك" 11 سنة، و"عمرو" 8 سنوات، بصورة بشعة عن طريق إلقائهم واحدًا تلو الآخر ، بسبب وجود خلافات أسرية مع زوجته انتهت بإقامة الزوجة دعوى خلع ضد زوجها، وأن الخلاف احتدم بينهما بسبب حضانة الأطفال، حيث حاولت الأم ضم الأطفال لحضانتها بعدما تركت المنزل منذ قرابة 7 أشهر، كما أقامت دعوى حضانة لضم أطفالها إليها ولم تفصل محكمة الأسرة في كلتا القضيتين.