تشهد الإسكندرية العاصمة الثانية ضبط كميات كبيرة من الأسماك السامة والمحظور صيدها وتداولها، وسط غياب الإجراءات الحكومية لمنع تكرار هذه الوقائع التي باتت تحدث بشكل شبه يومي بأنحاء المدينة. وحذرت الهيئة العامة للثروة السمكية التابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، الصيادين بالمحافظة من اصطياد سمكة الأرنب أو المعروفة ب"القراض" وسمكة البقرة وسمكة البلامة التي يتم بيعها بالأسواق الشعبية بثمن رخيص جدًا. كما حذرت الهيئة، المواطنين من شراء تلك الأسماك السامة حيث إن تناول وجبة منها يؤدي في بعض الأحيان إلى توقف القلب تمامًا، وتسمم ثم وفاة لارتفاع درجة السموم التي تحتويها تلك الأسماك. ووجهت مديرية التموين نداءً تحذر فيه من شراء وتناول 7 أنواع من الأسماك تحتوي بعض أجزائها على سموم تؤدي للوفاة. ورغم خطورة تلك التحذيرات إلا أنها لم تنجح في منع تداولها بأسواق المدن الساحلية، خاصة الإسكندرية، حيث تمكنت الحملات التموينية مؤخرًا من ضبط كميات كبيرة منها. ففي أسواق الأسماك بالأحياء الشعبية، مثل العطارين ومحطة مصر، التي يبحث فيها المواطن عن الأسماك رخيصة الثمن ما زال باعة الأسماك يعرضون كميات كبيرة منها. وتضم قائمة الأسماك السامة طبقا للتحذير: "الصخرية، والعقرب، والقط، والبالون أو الفهقة، والبقرة أو الرقيطة، والبلامة، والقراض أو الأرنب". وكشف معهد علوم البحار بالإسكندرية عن أن أسماك القراض أو الأرنب والبقرة والبلامة والقط السامة، من الأسماك التي تعيش في قاع البحر الأبيض المتوسط وتتغذى على فضلات الأسماك، وتحتوى على غدد سامة، مثل سمكة الأرنب التي تتركز السموم فيها في ثلاث أماكن مختلفة من الجسم حيث تتواجد تحت الجلد وقرب الأحشاء وبجانب النخاع، فضلاً عن أن كبدها سام جدًا وقاتل. من جانبه تقدم محمد فرج عامر، النائب السكندري رئيس لجنة الشباب والرياضة، بمجلس النواب بطلب إحاطة إلى وزير التموين، ووزير الزراعة، ووزير البيئة بخصوص وجود أسماك سامة تهدد حياة المصريين. وقال في طلب الإحاطة إن هناك أنواعًا من الأسماك ظهرت في الآونة الأخيرة مثل "الضفدع الفضية" التي تشل الجهاز العصبي والحجاب الحاجز، وسمكة "القراض" التي تسبب تسممات هضمية خطيرة، وسمكة "البالون" الذي يكفى سمها لقتل 30 شخصًا. وكشف عن أن انخفاض أسعار تلك الأنواع من الأسماك جعل الإقبال عليها أكثر من اللحوم والفراخ، لكن هناك بعض الأنواع السامة دخلت المياه المصرية، حيث إن "سمكة الضفدع الفضية" أحد الأنواع التي حذر منها الخبراء. وأكد محمد السيد العربى وسامى النمر وأبو كرم الطنطاوى بائعو أسماك بأسواق بحرى وباكوس والحضرة أن سمكة القراض أو الأرنب انتشرت بشكل كبير في أسواق الإسكندرية . وأضافوا أن الصيادين يقومون بصيدها سرًا لمنع تداولها وتجريمها ثم يقومون ببيعها في الأسواق الشعبية بأسعار زهيدة وأن بائعيها هم فقط من الصيادين الصغار وليس التجار لكون التاجر يخاف أن يبيع في محله سمك محظور بيعه ويعرض من يتناوله للموت. وأوضح أبو المجد سيد وخميس النص وعلى شخورة صياديون بأبو قير والأنفوشى، أن معظم الأسماك السامة مثل الأرنب جاءت من البحر الأحمر في فترة حظر الصيد التي كانت تطبقها الحكومة منذ عام 2005، لعدة شهور، لإعطاء فرصة لنمو الزريعة والأرنب أشدهم خطورة وتصل نسبة السم فيها ل 35%. من جانبها تقول الدكتورة سمية عادل، الخبير بعلوم البحار إن أخطر الأسماك السامة هى سمكة الأرنب والتي تنتشر بربوع المحافظة، لافتة إلى أنها تحتوى على كميات من السم في الكبد والرأس تقتل من يتناولها في الحال. بينما تحتوي باقي الأنواع كأسماك البقرة والبلامة والصخرية والعقرب على أشواك سامة ومعظمها يتم تناولها في دول أوروبا، بعد تنظيفها بطريقة معينة، إلا أن المواطن المصري لا يعرف شكلها ويتم اصطيادها كما هى ما يتسبب في أضرار صحية بالغة لهم. وأشار الدكتور سامى الخضرى سعيد استشارى الباطنة والتسمم بالإسكندرية، إلى أن أعراض التسمم الناتجة عن تناول الأسماك السامة أقوى من تناول السم الصلب بمراحل، خاصة أن الأعراض التي تعقب تناول الأسماك السامة مثل القراض أو البقرة أو الأسد أو القط أو البلامة هى الشعور بالدوخة، والتعرق، والتنميل والحكة والقىء، وضيق في التنفس وحينما يشتد نشاط السم في الجسم يتطور الأمر إلى آلام عضلية، ثم هبوط في ضغط الدم والشلل الذي يؤدي إلى الوفاة بسبب توقف الجهاز التنفسي، وغالبا ما تحدث الوفاة بعد مضي ما بين 6 إلى 8 ساعات.