حينما تمكن سيف الله المسلول خالد بن الوليد من كسر شوكة بنى حنيفة - أيام حروب الردة بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم - وإنهاء تمردهم وقتل كبيرهم مسيلمة الكذاب مدعى النبوة أمسك برأس مسيلمة بعدما فصلها عن رقبته وشاهد وجهه الدميم وقال متعجبًا ويحكم يا بنى حنيفة!! أما وجدتم غير هذا ليحكمكم!!. تأملت هذه الكلمات ذات المعانى القوية وأنا أقول فى نفسى كذلك أما وجد الشعب المصرى بعراقته وتاريخه الممتد على مدار آلاف السنين وعلمائه ومفكريه وسياسيه كجمال حمدان وعبد الوهاب المسيرى غير مبارك ليحكمه!!. كنت قرأت أنه حينما سأل الرئيس الراحل أنور السادات لماذا اختار مبارك تحديدًا ليصبح نائبًا له! فقال اخترته لأنه ملهوش فى السياسة! هكذا بكل بساطة كانت معايير اختيار السادات لمبارك! وهو الشخص الذى لم يمارس سياسة قط فى حياته, ولم تكن له تجارب أو مبادئ يعيش من أجلها!..وشاءت أقدار الله عز وجل أن يقتل السادات فى عرض 6 أكتوبر1981وأن يصبح مبارك رئيسًا لأهم وأكبر دولة فى محيطها العربى والإقليمى على السواء, وأن يصبغ على مصر من ملامح شخصيته الرائعة!! التى لا تعرف غير البلادة والجمود بدعوى الاستقرار- الستر بلغة المصريين- كما كان يفعل إزاء الأحداث الخارجية والمحيطة بمصر كونها إحدى أهم دول الطوق المجاورة لإسرائيل, إضافة إلى تركيبة شخصيته المستعلية على الدول الإفريقية- عكس ما كان مع أوروبا وأمريكا!- مما كان له أثره على ملف حوض النيل تحديدًا.. مع ما كانت له من سفريات مكوكية- غير مبررة وغير مفهومة- إلى دول أوروبية مثل بولندا والتشيك لا تمثل أى فائدة إستراتيجية أو اقتصادية لمصر اللهم إلا السياحة والترف!!..وكان حرصه على علاقاته الشخصية بالرؤساء والملوك أكثر من أى مصلحة تتعلق بمصر وكانت مكافأته فى مواقفه التى يتبناها هو كرئيس لمصر تصل إليه وحده! وتتحمل مصر مؤنها مثل موقفه من حرب الخليج وإرسال الجيش المصرى إلى هناك.. كذلك لا تمتلك شخصيته من سرعة البديهة وقوة الذهن ما يجعل من قراراته مرضية للحالة التى تمر بها البلاد, وكانت على وسائل إعلامه من صحف وقنوات ووزارة إعلام صفوت الشريف! أن تبحث عن مصلحة مصر من أى عمل يقوم به الرئيس وأن تقنع المواطنين بذلك.. لكن محاولات أجهزه الإعلام لم تكن لتفلح وحدها لولا طبيعة الشعب المصرى نفسه القابلة للاستخفاف بها!! والتزييف عليها إضافة إلى دور بعض الدعاة لاسيما المتصوفة منهم ممن حملوا الناس على الخنوع والهروب من دروب السياسة بدعوى أنها باب الشر ومفتاح الفتن وعليهم البدء بأنفسهم! وإصلاح ذويهم قبل التفكير فى الحكومات والرؤساء, ناهيك عن بطش الأجهزة الأمنية وصورتها المفزعة الموجودة فى أذهان المصريين وهاجس ما وراء الشمس! الذى ينتظر العاملون بالسياسة اللاعبون بالنار حتمًا!. كل ذلك ساعد رجل مثل مبارك! أن يحكم دولة عظيمة مثل مصر. [email protected] أمين عام حزب البناء والتنمية بالبحيرة