عاش ساكنو القبور أيام عيد الفطر كالمعتاد فى مثل هذه المواسم، بلا احتفال أو خروج، وإنما فقط انتظارًا لفتات الصدقات التى يعتبرونها انفراجة حقيقية مع توافد مئات المواطنين لزيارة موتاهم كل عيد. المصريون " قضت " آخر أيام العيد مع ساكنى القبور بالسيدة عائشة لتقترب أكثر من تلك الفئات المهشمة بالمجتمع المصرى، لمعرفة أهم مشكلاتهم وطموحاتهم وكيف يعيشون أيام وليالى العيد. فى البداية قال محمد الجندى أحد سكان المقابر والقائمين عليها "أسكن هنا منذ سنوات طويلة والزيارات من الأهالى تكون غالبًا يوم الجمعة وفى أول كل شهر وفى المناسبات خاصة أيام العيد"، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الأهالى يحرصون على الزيارات التى نقتات منها مخزوننا الشهرى. وأشار إلى أن "الزيارات قلة هذا العام لأن الوعى عند الناس زاد شوية عن السنين الماضية" . ولفت إلى أن المقابر ازدحمت بالأموات وعلى الدولة تخصيص مقابر جديدة قائلاً: "تعبت من الشكوى والنداء لأن المقابر هنا امتلأت بالأموات ولا يوجد فيها مكان وعلى الدولة أن تخصص مقابر جديدة لاستقبال ودفن الموتى". الحاجة عزيزة زوجة أحد "التربية" فى مقابر السيدة زينب أعربت عن استيائها الشديد من السكن بالمقابر، مشيرة إلى أنهم يرون الموت بأعينهم كل يوم لدرجة أنهم اعتادوا هم وأطفالهم الصغار على رؤية الأموات ومراسم الدفن حتى بالمنام. وقالت "بدأت أشعر وكأننى من تعداد الموتى واشتكينا كثيراً لعمل مساكن لينا ولكن مفيش فايدة واتمنى أن الرئيس الجديد يضعنا فى الاعتبار هذه المرة". وعلى الجانب الآخر، توافد عدد من من الأهالى على مقابر السيدة عائشة لزيارة موتاهم، وقالت سلوى حنفى ربة منزل "إنها تاتى إلى المقابر أيام العيد لزيارة أخوها الذى توفى منذ فترة قصيرة ولعل الراحة النفسية التى تنتابنى تدفعنى للحرص على الزيارة كل عام لأقرأ الفاتحة على روح المتوفى وإن وجدت شيخا أطلب منه القراءة وأعطيه النصيب ثم أقوم بتوزيع الزيارة التى جئت بها على الفقراء والمساكين والأطفال". وأضاف "كنا زمان بنيجى ومعانا كل احتياجاتنا من مأكل ومشرب ونقضى اليوم كله فى المقابر إلا أن هذا العام بعد ما شفنا الصح من الخطأ على القنوات الإسلامية جينا نقرأ الفاتحة ونمشى على طول" . ولم يختلف كلام عنايات محمد التى جاءت لزيارة أقاربها حيث رأت أن زيارة المقابر لأخذ العظة والعبرة وهى عادة متوارثة عن الأجداد والآباء. وأضافت "كل سنة بعمل كده وغالبًا بيكون اليوم الأول زحمة فى المقابر وباقى أيام العيد يقل فيها العدد وأنا أشعر بارتياح نفسى هنا وأحضر معى زيارة وأوزع بعض النقود على الأطفال وسكان القبور". الحاج عاطف مصطفى ، قال "أنا أحرص كل عام على المجيء لقراءة الفاتحة لآبائى وأجدادى وأروى الصبار والزرع كما أدعو لهم بالنعيم فى الجنان وأدعو لنفسى بحسن الخاتمة".