عندما قرر الوفد حزباً وصحيفة أن يفتح ملفات الفساد في كل مكان لم يكن دافعه التشهير بالمنحرفين، رغم ان التشهير بمحترفي الفساد إحدي وسائل الردع الاجتماعي، لكن هذا الهدف أصغر من أن يتحرك لتحقيقه حزب وصحيفة. الهدف كان واضحاً تماماً عند اتخاذ القرار ببدء » حملة وطنية« لمحاربة الفساد، هذا الفساد الذي لم يترك ركناً في هذا البلد إلا عشش فيه، ولم يدع فرصة لنهب ثروة هذا الشعب الا انتهزها، فاستنزف ثروات هذا البلد وسرق ثمرات جهد الشعب، ومع هذا الانتشار السرطاني للفساد، وقيام الحلف غير المقتدس بين »السلطة«، وبعض المنحرفين اصيب الشعب بالاحباط وتراجعت القيم الأخلاقية السوية التي تدفع الشعب للعمل الجاد، وسادت القيم الفاسدة التي تغلي من قدر المنحرفين بقدر ما ينهبون من مال الشعب؟! كان الدافع لهذه الحملة حشد كل القوي الوطنية لمحاربة الفساد الذي نهب ثروات هذا الشعب، وهدد مستقبل الاجيال الجديدة، وكان طبيعياً أن يكون هذا التحرك مكملاً لتحرك سياسي أخذ الوفد فيه زمام المبادرة لتشكيل جبهة وطنية تضم القوي السياسية الفاعلة والمخلصة.. فكانت هذه الصفحة ساحة لكل وطني غيور علي وطنه مهما كان انتماؤه السياسي يشارك فيها بقدر استطاعته في محاربة الفساد. وندرك منذ بدأنا أول خطوة علي طريق محاربة الفساد أن هذا الحلف غير المقدس بين السلطة والفساد يباركه الحزب الوطني لأنه إحدي أدواته للاستمرار في احتكار السلطة.. وبهذا الادراك نعرف مدي شراسة المعركة التي نخوضها، فنحن ندافع عن ثروة شعب منهوبة. وحلف السلطة والفساد يقاتل بكل أسلحته ليستمر في النهب والسيطرة المؤبدة علي السلطة؟! ورغم ما نعلمه عن ترسانة أسلحة السلطة من قوانين سيئة »السمعة« وبلطجية متمرسين علي كل ألوان الجرائم وأموال تتدفق بلا حساب للضغط بالاغراء وشراء الذمم.. رغم ذلك فإننا نؤمن أن القوي الشريفة تملك أقصي سلاح في حربها ضد الفساد، وهو ثقة الشعب ودعمه.. حلف السلطة والفساد يراهن علي يأس يتسلل الي نفوسنا فنترك له الساحة، وعلي احباط يمنع الشعب من مؤازرة القوي الشريفة في معركتها ضد الفساد.. ونحن نراهن علي قدرتنا علي الصمود والاستمرار، وعلي وعي الشعب وعلي روح جديدة بدأت تسري في هذا البلد نتيجة لنشاط سياسي مارسته قوي المعارضة الشريفة. وهم يراهنون علي أن يتكفل الزمن باغلاق الملفات وافلات مافيا الفساد من أي حساب علي ما تم نهبه من ثروة الشعب بالمنطق الشاذ الذي يرفعونه »اللي فات مات«؟!! ونحن نرفض هذه الشعارات التي تبرر إفلات المجرم بجريمته، لأن هذا المنطلق يشجع مافيا الفساد علي الاستمرار في ممارساتها مطمئنة الي أن بمقدورها أن تفلت من العقاب وتهرب بالفضيحة كما أفلت الآخرون؟!نهب مال الشعب جريمة لا تسقط بالتقادم.. وصمت المسئولين عن محاسبة مافيا الفساد أياً كان موقع أشخاصها مشاركة في الجريمة ومحاولة لحماية المجرم من العقاب وهو تصرف تؤثمه كل القوانين وتدينه إدانة حاسمة قواعد وأعراف المسئولية السياسية التي يفترض أن يتحملها كل مسئول في موقعه والتي تتعاظم طردياً مع ارتفاع موقع القيادة في السلطة؟! لقد بدأت »الحملة الوطنية« ضد الفساد ولن تتوقف حتي يستعيد الشعب ثرواته التي نهبها تحالف السلطة والفساد، وحتي تكشف التحقيقات الأمنية والجادة براءة البريء فنهنئه.. وإدانة المجرم وانزال العقاب المستحق بكل من تثبت إدانته. ----------------------------------------------------------------- الوفد