رأى حالها فاشفق عليها ورحمها وهي تحمل الحطب، فقال لها: يا خالة أآخذ معك الحطب إلى البيت ففرحت وسُرت، فأعطته الحطب فحمله عنها حتى أوصلها إلى بيتها, مدحه الله فقال عنه(وإنك لعلى خلق عظيم) فها هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها- تقول في وصف أخلاقه صلى الله عليه وسلم لما سألت كيف كان خلقه ؟فقالت:(كان القرآن) وفي روايه (كان خُلقه القرآن) يصفه ربه فيقول( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}ال عمران، فالرحمة صفة لازمة له هي عنوانه وسمته التي عُرِف بها ،هذا أبو بكرالصديق رضي الله عنه يأتي بأبيه (أبو قحافة)لكي يبايع على الاسلام وكان قد كبر سنه فقال له الرحمة المهداه -:هلا تركته في بيته حتى نأتيه؟ إنه الرحمة المهداه محمد بن عبد الله لقد ولد وولد معه كمال الرحمة فكان للحياة حياه.مدح الشاعر سليم عبد القادر يوم ميلاده فقال ميلاد أحمد للحياة حياة**فالأرض ظمأى والحبيب فرات الغيث والنور المبين ونفحة**للعالمين ومنحة وعظات لما أتى هذا الوجود أحاله **روضاً فألسنة الوجود شدات يا أيها الأُمِّيُ هل من ومضة**تُجلى بوهج بريقها الظّلمات - يأتي إليه الطفل الصغير فيقبله رفقة منه ورحمه فيقول رجل من الأعراب (الأقرع بن حابس) تقبل الأطفال يا رسول الله ؟! وانا لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا أبدا !! فيقول له أوَ أملك لك أن نُزعت الرحمة من قلبك ثم أعلنها مدوية في السماء ليكون منهاجاً ربانياً (من لا يرحم لا يُرحم)، لم تقتصر رحمته مع الأطفال أن يقبلهم فحسب بل الأمر أبلغ من ذلك فهو يحملهم على ظهره ويترك أحدهم يلعب بخاتم النبوة على ظهره، وهو يمازحهم فيقول للصغير يا عمير ما فعل النغير, وها هي الصبيه تأخذه من رداءه وتجري يمينا ويسارا وهو يترك لها نفسه يسجد لله وإذا بالحسن يلعب على ظهره فيطيل صلى الله عليه وسلم السجود فيقال: يا نبي الله أطلت السجود؟ فيقول(ارتحلني ابني فكرهت أن أُعجله باللعب)هاهويخطب الجمعه فإذا بالحسن والحسين الطفلين يدخلان المسجد فيتعثرا فيقعا وهكذا فإذا به صلى الله عليه وسلم ينزل من على المنبر فيدع خطبته ويحملهم ويعود الى خطبته ويقول حن قلبي لهما فيقول صدق الله (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ?)! - يسمع صوت طفل يبكي وهو في الصلاة فيستعجل فيها رحمة بالطفل لعله أن يكون جائعاً أو مريضا وشفقة بقلب أمه عندما تسمع ولدها يبكي فتتألم ، فيرحم حالهما فيستعجل في الصلاة.إنه الرحمة المهداه محمد صلى الله عليه وسلملقد نالت رحمته صلى الله عليه وسلم الكبير والصغير والرجل والمرأة فلم تترك أحدا إلا غمرته يأتيه طفل صغير فيقبله ويرق له فيقول أحد الحاضرين من الأعراب(الأقرع بن حابس) تقبل الأطفال يا رسول الله؟ والله إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا! فيقول له عليه الصلاة والسلام أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك ثم أعلنها مدوية في السماء للغلظاء والقساة, ليطلق منهجاً ربانياً (من لا يرحم لا يرحم)، ولم تقتصر رحمته مع الأطفال أن يقبلهم فحسب بل الأمر أبلغ من ذلك فهو يحملهم على ظهره ويترك أحدهم يلعب بخاتم النبوة على ظهره، وهو يمازحهم فيقول للصغير يا عُمير ما فعل النُغير, هذة رحمتة على الصغار، فلا يرونه إلا رأوا الرحمة في وجهه, يعطيهم ويعطف عليهم ويرق لهم, يكون في الصلاة ويسمع صوت طفل يبكي وهو يحب أن يطيل في الصلاة فيستعجل فيها رحمة بالطفل لعله جائعاً أو مريضا, أو رحمة بقلب أم تسمع ولدها يبكي, فيرق قلب النبي صلى الله عليه وسلم فيستعجل في الصلاة. - هذا أعرابيا بال في المسجد ،فثار الناس عليه ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم( دعوه وأهريقوا على بوله ذنوباً من ماء أو سجلا من ماء ؛ فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ) ثم َقَالَ لَلرجل "إِنَّ هذِهِ الْمَسَاجِدَ لاَ تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هذَا الْبَوْلِ وَلا الْقَذَرِ، إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ الله عزّ وجل وَالصَّلاَةِ، وَقِرَاءَةِ الْقُرْآن) ومضى الرجل وهو يردد رافعا يديه إلى السماء: اللهم ارحمنى ومحمدا ،ولا ترحم معنا أحدا! فيقول له عليه الصلاة والسلام مبتسما (لقد لقد ضيّقت واسعاً ) ابحث عن هذه الرقه لن تجد مثلها الى أن تقوم الساعة ما وجدنا أرحم ولا أرق ولا أشفق من قلب محمد صلى الله عليه وسلم.( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ) هذا هو محمد الرحمة المهداة بعد أن أرسل أزاح عن القلوب ظلام القسوة والغلظة والجفاء، وأشرقت الدنيا بعد أن جاءهم محمدا صلى الله عليه وسلم يا وردةً يزهو بها البستانُ *** ورحيقَ شهدٍ يا لذَهُ الظمآن يا نور مشكاةٍ بليلٍ مظلمٍ *** كشَفَ الجمال ففاحت الأفنانُ يا رحمةً للعالمين بِعطفه *** نَصرَ الضَّعيفَ فأُنْصِفَ الإنسانُ لم تقتصر رحمته صلى الله عليه وسلم على البشر بل غمرت الحيوان والجمادات، فهذا جمل أحد الأنصار شد عليه صاحبه وجعل يعاني من قسوة الألم والجوع فجاء هذا الجمل إلى نبي الرحمة, يشكو إليه قسوة صاحبه, جاء يذرف الدمع من عينيه فرفق رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاله, وقام ينادي قال أين صاحب هذا البهيمه, فجاء الأنصاري فقال شكا إلي أنك تتعبه وتجيعه، ألا تتق الله فيه؟ وها هي حمامة أخذ أحد الصحابة أفراخها جاءت تشتكي إلى القلب الرحيم العطوف فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمها ورق قلبه لها، فقال عليه الصلاة والسلام بقلب تملأه الرحمة وتغمره الشفقة عليها من فجعها بولدها( ردوا عليها ولدها) ألا ما أرحمك يا حبيب الله!! - لم تكن رحمته صلى الله عليه وسلم مواقف وأحداث للسرد فحسب بل إنه أمر وشرع ومنهج وأخلاق شرعها الله للناس فقد قال عليه الصلاة والسلام مرغبا في الرحمة والرفق واللين على الناس حين دعا (اللهم من ولي من أمر أمتي فرفق بهم فارفق به) وقال متوعدا لمن شق عليهم وأغلظ (ومن ولي من أمر أمتي فشق عليهم فاشقق عليه)وقال صلى الله عليه وسلم (من لا يرحم لا يرحم) وقال (الراحمون يرحمهم الله) من رحمته بالجماد كان يخطب صلى الله عليه و سلم على جذع،فلمَّا صُنِع له منبراً ترك الجذع وراح يخطب على المنبر،فإذا بالجذع يئن أنيناً يسمعه الصحابة، فنزل فقطع خطبته ليضمّ الجذع إلى صدره وقال"هدأ جذع،هدأ جذع" إن أردتَ أن أغرسك فتعود أخضراً يؤكل منك إلى يوم القيامة أو أدفنك فتكون رفيقي في الآخرة فقال الجذع :بل ادفني وأكون معك في الآخرة " نحن نقول رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا، ودليل صدقنا أن نتخذه اسوة وقدوه: والله يخاطبنا في كتابه منبها { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب21] بالشرق أو بالغرب لست بمقتدي *** أنا قدوتي ماعشت شرع محمد حاشاي يطيب لي سراب خادع *** ومعي كتاب الله يسطع في يدي فهيَّا بنا ، وبفكر واعٍ وفهم عميق ووسائل مبتكرة حيه بين الناس، وحبٍّ ورغبة أكيدة في هداية البشرية ونشرالخير ،ولنكن كما قال الله عن نبينا{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}وأولى الناس بالرحمه رحِمُنا ثم الذين يلونهم إلا من حاد الله ورسوله ومن والاهم .وإن العالم ليشتاق لمن يخن به في ظل غياب الرحمة وتسلط الجبارين في الأرض هذا احمد شوقي.يكتب قطرة من بحر وصفك وغيض من فيض نهرك وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ *** وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً *** مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا بِكَ بَشَّرَ اللَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت وَتَضَوَّعَت مِسكاً بِكَ الغَبراءُ إِذا رَحِمتَ فَأَنتَ أُمٌّ أَو أَبٌ *** هَذانِ في الدُنيا هُما الرُحَماءُ وَإِذا غَضِبتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ *** في الحَقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ.. هذا هو نبينا وحبيبنا محمدا كان بالخلق رحيما..صلوا عليه وسلموا تسليما