أحدثت هذه الجريمة الشنعاء دويًا فى العالم، وفجرت ثورة غاضبة خاصة فى أرجاء العالم الإسلامى، وفى اليوم التالى للحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة فى الساحة الخارجية للمسجد الأقصى، وعمت المظاهرات القدس بعد ذلك احتجاجًا على الحريق، وكان من تداعيات الحريق عقد أول مؤتمر قمة إسلامى فى الرباط بالمغرب. فى مثل هذا اليوم عام 1969م أقدم نصرانى متصهين أسترالى الجنسية اسمه «دنيس مايكل» جاء فلسطين باسم السياحة، أقدم على إشعال النار فى المسجد الأقصى، والتهم الحريق أجزاءً مهمة منه، ولم يأت على جميعه، ولكن احترق منبر نور الدين محمود الذى صنعه ليضعه بالمسجد بعد تحريره، لكنه مات قبل ذلك ووضعه صلاح الدين الأيوبى، والذى كان يعتبر رمزًا للفتح والتحرير والنصر على الصليبيين، واستطاع الفلسطينيون إنقاذ بقية المسجد من أن تأكله النار، وقد ألقت إسرائيل القبض على الجانى، وادعت أنه مجنون، وتم ترحيله إلى أستراليا. كان لهذا العمل الذى هو أقل شرًا من سفك دماء عشرات الآلاف من الفلسطينيين ردة فعل كبيرة فى العالم الإسلامى, وقامت المظاهرات فى كل مكان, وكالعادة شجب القادة العرب هذه الفعلة, ولكن كان من تداعيات هذه الجريمة إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامى والتى تضم فى عضويتها جميع الدول الإسلامية، وكان الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله - هو صاحب هذه الفكرة. قامت سلطات الاحتلال الصهيونى بقطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد فى نفس يوم الحريق، وتعمَّدت سيارات الإطفاء التابعة لبلدية القدس التى يسيطر عليها الاحتلال - التأخر؛ حتى لا تشارك فى إطفاء الحريق، بل جاءت سيارات الإطفاء العربية من الخليل ورام الله قبلها وساهمت فى إطفاء الحريق. أما أهم الأجزاء التى طالها الحريق داخل مبنى المسجد الأقصى المبارك فهى: • منبر صلاح الدين الأيوبى، الذى يعتبر قطعةً نادرةً مصنوعةً من قطع خشبية، معشَّق بعضها مع بعض دون استعمال مسامير أو براغى أو أية مادة لاصقة، وهو المنبر الذى صنعه نور الدين زنكى وحفظه على أمل أن يضعه فى المسجد إذا حرَّره، فلما مات قبل تحريره قام صلاح الدين الأيوبى بنقله ووضعه فى مكانه الحالى بعد تحرير المسجد من دنس الصليبيين. • مسجد "عمر" الذى كان سقفه من الطين والجسور الخشبية. • محراب "زكريا" المجاور لمسجد "عمر." • مقام الأربعين المجاور لمحراب "زكريا". • ثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة وجزء من السقف الذى سقط على الأرض خلال الحريق. • عمودان رئيسيان مع القوس الحجرى الكبير بينهما تحت قبة المسجد. • القبة الخشبية الداخلية وزخرفتها الجبصية الملونة والمذهبة مع جميع الكتابات والنقوش النباتية والهندسية عليها. • المحراب الرخامى الملون. • الجدار الجنوبى وجميع التصفيح الرخامى الملون عليها. • ثمان وأربعون نافذة مصنوعة من الخشب والجبص والزجاج الملون والفريدة بصناعتها وأسلوب الحفر المائل على الجبص لمنع دخول الأشعة المباشر إلى داخل المسجد. • جميع السجّاد العجمى. • مطلع سورة الإسراء المصنوع من الفسيفساء المذهبة فوق المحراب، ويمتد بطول ثلاثة وعشرين مترًا إلى الجهة الشرقية. • الجسور الخشبية المزخرفة الحاملة للقناديل والممتدة بين تيجان الأعمدة.