يكدرنى – إلى حد القرف – تنطع المتنطعين وتشدق المتشدقين من أعداء الفكرة الإسلامية فى بعدها السياسى، ولغوهم السفيه وهم يلوكون مقولاتهم الداحضة عن المتوضئين من تيارات الإسلام السياسى، وأكثر هذه المقولات ذيوعًا فى أفواههم المنتنة هى تجارة الإسلاميين بالدين، واستخدامهم للمطلق (وهو الدين) فى الترويج للنسبى (وهو الشأن السياسى). وكالمؤذن فى بلاد الكفر يرهق نفسه بلا جدوى من يتصدى لهؤلاء ولحجتهم الداحضة مفندًا أو شارحًا أن الإسلام دين جاء للحياة بكل شئونها وأولها الشأن السياسى، ولم يجئ ليبقى حبيس المحراب. وربما كانت الجدوى – فى مثل هذا التفنيد – هى فى توجه هذا المخلص المتوافق مع هدى دينه إلى الشريحة نفسها التى يتوجه إليها هؤلاء المتنطعون بلغو خطابهم العفن، وهى شريحة غير المسيسين والواقفين على حافة السياسة بلا تعمق فى شئونها. وبقدر ما يكدرنى لغو هؤلاء المتشدقين فإنى يقرفنى عماهم (وليس تعاميهم) عن فئة من اللاعبين والمتلاعبين فى الحقل السياسى سقطوا – حتى آذانهم – فى حمأة وخيمة من العداء المطلق والكراهية العمياء للإسلام ولكل ما هو إسلامى، وزادوا على ذلك اقتياتهم على موائد أهل الضلال من رءوس الفتنة والطائفية فى الكنيسة المصرية. وإن المثال الدنس الذى يقف شاهدًا على هذه الفئة الضالة الغاوية هو المدعو المرتد محمد أبو حامد. وحتى لا يكون هذا المقال أذانًا فى بلاد الكفر متوجهًا إلى متنطعى العلمانية، فإننا نتوجه بهذا المقال كرسالة إلى غير المسيسين حتى تتبين لهم حقيقة هذا ال (أبو حامد) وأمثاله ممن تربوا فى حجر الكنيسة ودعاة الفتنة فيها. فهذا ال (أبو حامد) يصرح ويتبجح أنه ما كان بإمكانه أن يخوض انتخابات مجلس الشعب لولا ما أغدقه عليه أحد رءوس الطائفية فى مصر، وهو (ساويرس) ربيب فساد عصر مبارك. وهو (أى أبا حامد) خل خليل لأحد أقطاب الكنيسة وصاحب ما يسمى بالكتيبة الطيبية المدعو ماتياس نصر، ذلك الكاره للإسلام والمسلمين، والمتصيد للساقطين أمثال أبى حامد، وماتياس هذا هو المتزعم لحملات قذرة دنيئة من السباب والقذف والطعن فى كل ما هو رمز للإسلام، وهو أحد المتهمين فى أحداث ماسبيرو، وقد كان فى أثناء تلك الأحداث يتجول بسيارة نصف نقل جيئة وذهابًا ما بين دوران شبرا إلى ماسبيرو لينفخ فى نار الفتنة من سموم أحقاد طائفيته. هذا هو صاحب العلاقة الحميمة مع أبى حامد، وكلاهما ممول من أموال ساويرس النجسة، وكذا من أموال حركة مشبوهة تسمى (أقباط متحدون) وكان يتزعمها ويديرها المدعو عدلى أبادير، ومن خلفه زعيم آخر من زعماء كراهية الإسلام وهو المدعو مدحت قلادة. وهكذا نرى هذا ال (أبو حامد) وهو مثال على هذه الفئة الساقطة من غلمان وصبيان السياسة، يتمرغ فى مستنقعات رءوس الطائفية وأصحاب رءوس الأموال التى تدير رحى هذه الطائفية، وعلى رأسهم ساويرس. وبهذا المال وبهذه العلاقات الحميمة يخوض أبو حامد انتخابات مجلس الشعب. فإلى غير المسيسين يتوجه الضمير بسؤال: ماذا ينتظر من مثل هذا الساقط أن يفعل تحت قبة المجلس، وأى الآراء والأفكار ينتظر أن يطرحها فى نقاشات المجلس، وأى الغايات سوف يحرص عليها إلا غاية سلخ مصر عن هويتها وصبغتها الإسلامية، ومكون حضارتها الإسلامى، ونسيجها الاجتماعى الذى كان على مر القرون مثالًا للتسامح والتآلف واللاطائفية. الدكتور/ عادل أحمد عبد الموجود عضو اتحاد كتاب مصر