نشرت صحيفة "وول ستريت" جورنال، قبل عشرة أيام، أن مارك زوكربيرج مؤسس فيس بوك، قد ضغط على أحد المسئولين التنفيذيين الكبار بالشركة لوقف دعمه لترامب أثناء الحملات الانتخابات في عام 2016. وطلب مارك من الرجل الاعتذار عن مناصرته لترامب، وأن يعكس اتجاهه ليقف بجوار جاري جونسون مرشح الخيار الثالث بعد ترامب الجمهوري وكلينتون الديمقراطية. بل إن الرجل أصدر بالفعل خطابًا قبل تلك الانتخابات يشرح أنه غيّر دعمه إلى المرشح الليبرالي جاري جونسون. وبحسب الصحفيتين كريستين جريند وكيتش هاجي، يقول مؤسس شركة أوكيولوس بالمر لوكي إنه تم إجباره على إجازة، ثم طرده بسبب دعمه لترامب، وفق ما تذكر الصحيفة. في خريف عام 2016 ومع الاستياء من موضوعات التبرعات المالية للانتخابات، فقد قام المديرون التنفيذيون في فيس بوك بما في ذلك زوكربيرج بالضغط على لوكي للتعبير علنًا عن تأييده للمرشح الثالث جاري جونسون. وجاء ذلك برغم دعم لوكي المستمر لسنوات لدونالد ترمب، بحسب ما تشير إليه المحادثات والرسائل الإلكترونية، التي قالت الصحيفة الأمريكية إنها اطلعت عليها. وانتهى التفاوض مع لوكي على تسوية بقيمة 100 مليون دولار، بالإضافة إلى حظوظه في الأسهم والمكافآت بعد بيعه لشركة أوكيولوس إلى فيس بوك في عام 2014. لكن فيس بوك تدافع بأن لوكي لم يفصل بسبب مواقفه السياسية، حيث كان من مؤيدي ترمب منذ عام 2011 وداعيه عبر مراسلات لأن يرشح نفسه للرئاسة. في سبتمبر 2016 ذكرت صحيفة "ذا ديلي بيست" أن الرجل تبرع بمبلغ 10 آلاف دولار لصالح أحد الجماعات الإعلانية المناهضة لهيلاري كلينتون في الانتخابات. ومن ثم ظهر لوكي مناصرًا لترامب باسم مستعار على موقع رديت الإخباري التفاعلي على الإنترنت، ووصف هيلاري بأنها فاسدة وداعية حرب وأن دعوتها للحرية مزيفة. وقد اشتكى موظفو فيس بوك من لوكي عبر لوحات الرسائل، وقال بعضهم إنهم لن يعملوا مع الرجل، الذي نفى من جهته أنه استخدم أي اسم مستعار للهجوم على هيلاري كلينتون، بل أضاف إنه ليبرالي سابق لهذا سوف يصوت لصالح جاري جونسون. برغم أن فيس بوك أنكر باستمرار التحيز السياسي في برامجه، لكن زوكربيرج نفسه اعترف بميول الشركة اليسارية، موضحًا للكونجرس أن وادي السليكون هو "مكان يساري للغاية". كما وجهت اتهامات إلى "فيس بوك" بأنه يقوم بتفصيل الخوارزميات سياسيًا، ما ألحق ضررًا بالحركة المحافظة في عام 2017، وأنه قام بتعديل الوضع لاحقًا. ولا يزال الانحياز اليساري موجودًا في وادي السليكون، وقصة بالمر ليست إلا قطرة صغيرة في محيط من سجل الوادي بشأن هذه الأمور السياسية.