ترى صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن حضور ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لقمة العشرين في بوينس آيرس، نهاية الشهر الجاري، يمثل "كابوسًا" لقادة العالم، فمع تزايد اللغط حول "بن سلمان"، يقع معظم قادة العالم في ورطة حول مشاركتهم في اجتماعات معه من عدمها. وتابعت الصحيفة، في تقريرها، أن الاحتجاج على مبيعات الأسلحة، ومقتل خاشقجي وحرب اليمن،في انتظار محمد بن سلمان، في القمة العشرين، فهل سيقف أحد بجانب ولي العهد ؟. وادعت الصحيفة أن تصوير أي رئيس دولة مع ولي العهد في الأرجنتين سيكون بمثابة "كابوس سياسي" لمعظم الزعماء الآخرين في مجموعة العشرين. وأشارت الصحيفة إلي أن من المرجح أن تبقى المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بعيدة عن الأمير السعودي، بعد أن قطعت بالفعل مبيعات الأسلحة الألمانية إلى المملكة وأصدرت حظر سفر أوروبي ضد 18 سعوديا يشتبه في تورطهم بمقتل "خاشقجي". لكن بالنسبة إلى رئيسة الوزراء البريطانية،تيريزا ماي و الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، فإن المعضلة أعمق، ولا تزال حكوماتهم تبيع الأسلحة للسعوديين، والتي تستخدم في حرب اليمن. وفي سياق متصل، قدرت منظمة "أنقذوا الأطفال" أن 85 ألف طفل دون سن الخامسة قد ماتوا في اليمن بسبب الجوع الشديد أو المرض منذ أن بدأت الحرب قبل حوالي أربع سنوات، وقرابة ما يصل إلى 14 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة، بالإضافة إلي أن هناك المزيد من الأدلة الدامغة على تورط السعودية في مقتل الصحفي البارز، جمال خاشقجي . ومن جهته، علق بروس ريدل ، وهو مسئول مخضرم في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، على حضور بن سلمان لقمة الشعرين ب "إنها لحظة مهمة"، متابعًا أن "بالنسبة لولي العهد فلا يمثل له خاشقجي سوى جزء واحد من السياسات المتهورة والخطيرة، التي ينتهجها في جميع أنحاء المنطقة، فاليمن ولبنان وغيرها، خير دليل على ذلك". وأضاف "ريدل": "في اليمن ، نحن ننظر الآن إلى الملايين من الناس في خطر، هل سيفعل قادة المجتمع الدولي أي شيء حيال ذلك؟ . في المقابل، نقلت الصحيفة عن "بابلو دي نانو"، المستشار الصحفي للرئاسة الأرجنتينية قوله: "الأمير محمد بن سلمان على قائمة الحاضرين، وحتى الآن لا توجد لدينا معلومات تفيد بأنه لن يأتي". وعقبت "الجارديان" بإن "مشاركة بن سلمان في هذه القمة ستخلق أزمة لقادة العالم، وإن وجوده سيشكل معضلة منذ الآن حيث لا نزال في مرحلة الاستعدادات للقمة، وإن الأمر سيثير لغطاً سياسياً هائلاً". وتشير الصحيفة إلى أن وجود ولي العهد السعودي في بوينس آيرس "سيضع موقف ترامب تحت المزيد من التدقيق"، خاصة بعد استمراره في الدفاع عن بن سلمان على الرغم من الأدلة المتزايدة على مسؤوليته عن قتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول الشهر الماضي. وعندما سئل عمَّا إذا كان سيلتقي الأمير السعودي في بوينس آيرس، أجاب ترامب: "لا أعرف أنه سيكون هناك، لكن إذا كان كذلك، سأفعل". واعتبر جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في تصريحات للجارديان، قرار بن سلمان الحضور بأنه "تحد متعمد للمجتمع الدولي"، خاصة أن السعودية اعتادت أن ترسل مسئولين ممَّن هم أقل مرتبة في مؤتمرات القمة السابقة. صورة الخبر ..