لا يفضل الجلوس فى المكاتب، هكذا بدا الانطباع عن الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء منذ مباشرة مهامه، خاصة مع جولاته الميدانية وزياراته إلى المقرات الأمنية وعدد من المستشفيات، وهوا ما قوبل بإشادة من القوى السياسية، التي رأت أن فكرة المراقبة والمتابعة ضامن لنجاح الحكومة فى القضاء على المشاكل التى يعانى منها الشعب المصرى. وقال فهمى عبده عضو مجلس الشعب عن حزب "الحرية والعدالة"، إن أفضل ما فى هذه الحكومة الحالية هو عدم جلوس أعضائها فى التكييفات، كما كانت تفعل حكومات الحزب الوطنى من قبل، مشيرًا إلى أن فكرة اختيار وزراء من الشباب فكرة صائبة تمكن الوزير من الخروج فى الشوارع ومعاينة حياة الناس ومشاكلهم. وأضاف: نحتاج إلى حكومة تراقب أداء الجهات التنفيذية بشكل شديد كما كان يفعل اللواء أحمد رشدى وزير الداخلية السابق ونجح فى هذا الموضوع، معتبرا أن أهم عنصر من عناصر النجاح هو المتابعة بعد التخطيط، فالزيارات المفاجئة هى إحياء لما كان يفعله الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه مع رعيته. واعتبر أن القضاء على الثورة المضادة هو من أولويات عمل حكومة قنديل خلال الفترة المقبلة، متوقعًا نجاحه خاصة بعد إقالة طنطاوى وعنان. الأمر ذاته، أكده نصر عبد السلام رئيس حزب البناء والتنمية، معتبرًا أن قيام رئيس الحكومة بالنزول فى الشوارع إحدى مواصفات المسئول الجيد ليقف بنفسه على المشكلات الحقيقية التى يعانيها الشعب. وأضاف "مازال هناك الكثير من المشاكل الموجودة والتى تتطلب حضورًا مكثفًا مثل مشكلة الأمن"، مشددا على ضرورة أن يكون هناك إجراءات حاسمة فى التعامل مع بعض رجال الأمن لإجبارهم على النزول للشارع. واعتبر عبدالله وجيه القيادى بحزب "مصر القوية"، أن جولات رئيس الوزراء ظاهرة إيجابية وجديدة على مجتمعنا، والأهم هو الاستمرار فى متابعة ومراقبة كل مؤسسات الدولة. وأضاف: قنديل لديه حماسة وجدية كبيرة، إضافة إلى صغر سنه ومعرفته لمشكلات الشعب المصرى جيداً، مشيرا إلى أنه أدى أداء جيدًا خلال الفترة القصيرة التى قضاها فى رئاسة الحكومة، يحسب له. شاطره الرأى، مجدى حسين رئيس حزب العمل الجديد، معتبرا أن قيام هشام قنديل بجولات فى المستشفيات ومراكز الشرطة، مؤشرا إيجابيا، يقربه من مشكلات الناس الحقيقية. لكنه شدد فى الوقت ذاته إلى ضرورة انتهاج سياسات جديدة ترفع الأداء الحكومى وتقلل بشكل ملحوظ من المشكلات التى يعانيها المواطن المصرى، معتبرا أن المراقبة والزيارات يجب ألا تزيد على نسبة 20% فقط من اهتمامته و80% تكون للعمل الجاد وتطهير المؤسسات من أتباع النظام السابق.