فى يوم الخامس والعشرين من اكتوبر الماضى كنت مستقل المترو ببرلين متجه الى منزلى بحى شونا برج وبينما كنت اشاهد شاشه عرض صغيره بالمترو تسمى نافذه برلين تبث الاخبار وبعض الدعايه للشركات والمطاعم والمعارض والندوات التثقيفيه واخبار المشاهير من الفنانين والرياضين عرضت هذه الشاشه اعلانا عن معرض للشيشه سوف يقام فى ارض المعارض ببرلين فى يومي السابع والعشرين والثامن والعشرين من اكتوبر فتذكرت من الحسره على انتشار هذه العاده المضره غلى يد العرب الفنان القدير يوسف وهبى عندما كان يقول متعجبا يال الهول ورددت فى نفسى مقولته يال الهول معرض للشيشه فى برلين ورجعت بالذاكره الى يوم ان قدمت الى برلين قبل ثلاثين عاما يومها لم يكن موجود ببرلين غير ثلاث قهاوى عربيه تقدم الشيشه للزبائن الاولى اسمها قهوه ام كلثوم بشارع الزنن اليه بحى النيكولن والثانيه اسمها قهوه العمده بشارع بوتسدامر بحى التيرقارتن والثالثه تحمل اسم الف ليله وليله بشارع بوتسدامرايضا بحي شونا برج بوسط برلين. كانت هذه القهاوى تقدم الشيشه بداخلها لم يشعر المار من امامها ان هذه القهاوى تقدم الشيشه للزبائن. بالرغم اننى لم اشرب الشيشه ولم اكن من زوار القهاوى فى حياتى كنت اسعد عندما امر بهذه القهاوى لكونهما تحمل اسماء عربيه ذات بعد ثقافى فى العالم العربى. وبالبحث فى الانترنت وجدت ان معرض الشيشه يقام بالاضافه الى برلين في كل من مدينه فرانكفورت ودورتمند وكولونيا واخبرنى احد زوار المعرض انه فى العام القادم سوف يقام معرضا للشيشه فى اسبانيا واخر فى ميامى بامريكا. وفى الحقيقه كان لزاما عليا لا استغرب ان تقام هذه المعارض لهذا المنتج فلقد انتشرت القهاوى التى تقدم الشيشه فى برلين وفى اوربا فى العقد الاخير بشكل لافت للنظر وبدلا ان كانت تقدم الشيشه داخل المحل اصبح يقدمونها للزبائن امام المحلات فى الشارع وبما اننى اسكن بالقرب من قهوه الف ليله وليليه فاننى عندما اقترب من هذه القهوه اسرع الخطى كى لا اتنفس رائحه الدخان والتى تنتشر فى الشارع ويشمها الانسان من بعد قبل ان يصل الى القهوه ولقد ابدعت الصين فى صناعه الشيشه سواء فى شكلها اول لونها كى يحفز الناس على شرائها حتى ولولم يكن مدخننا من باب الدكور وكذالك انتشرت المحلات والصفحات على النت التى تبيع الشيشه بشكل واضح وايضا شركات انتاج التبغ لم توفر جهدا بما اكتسبت هى من خبرات فى علم النكهه او بالاستعانه بالشركات المتخصصه فى هذا العلم لكى تنوع انتاجها من التبغ مابين تبغ بنكهه النعناع واخر بنكهه المانجو واخر بنكهه التفاح الخ مما يجذب اليه الزبائن خصوصا الشباب منهم ويذيد من عمليه البيع.بل هناك شركات تقدم بدلا من التبغ احجارمشبعه بنكهات مختلفه حسب تقديرهم استبدال التبغ بالاحجار يقلل من اضرار التدخين. وعلم النكهه علم عظيم كان لى شرف دراسته فى جامعه برلين يعد ايه عظيمه من ايات الله فى الكون لو جسدت فى شكل مشروع اقتصادى ثقافى لعلم الناس جمال الخلق فى هذه الايه وفتحت لهم باب من الخير المادى ابضا اى سيكون لهم منافع فى الدنيا والاخره. وبانتشار القهاوى التى تقدم الشيشه انتشر معها الرغبه فى تدخينها بين مختلف طبقات الشعب الالمانى وفى مقدمتهم الشباب وخصىصا تحت سن البلوغ حيث تشير الاحصائيات الى ان سبعه وعشرين فى المئه من الشباب يشرب الشيشه وبالرغم من ان القانون لا يجيز بيع الشيشه اوالتبغ للشباب تحت سن البلوغ الا ان الشباب يتحايل على ذالك ويحصل على كل ما يريد وانا فى منزلى الذى اسكن فيه وجدت فى البادروم لدينا الشيشه والتبغ حيث كان الشباب فى العماره وهم دون الخامسه عشر يدخنونها خفيه عن اهليهم فى البادروم. ويحكى لى ابنى عبدالرحمن وهو الان سنه دون السابعه عشر ان بعض من زملائه فى الفصل يذهبون الى المقاهى بعد الدراسه لتدخين الشيشه. فى نظرى لقد ساهم انتشار الشيشه فى تغير سلوكيات الشباب عما كان عليه لحظه قدومى الى المانيا قبل ثلاثين عاما وعما بثه قاده هذا الشعب المؤسسين للامه الالمانيه الحديثه من قيم الجد فى الحياه والعمل الدؤب امثال فريدرش فلهم فن براندن بورج وفريدرش فلهم الاول فن بريسن الملقب عندهم بلقب الجندى الملك فهم يعزون لهذا الملك الفضل فى بث قيم الانضباط فى السلوكيات فى نواحى الحياه وحب العمل بما سنه من قوانبن لذالك حيث بروى عن هذا الملك انه كان يضع نصب عينيه البناء الاقتصادى وبناء جيش قوى لالمانبا فقد ورث عن ابيه مملكه مثقله بالديون ومن شده حرصه على بناء هذا البلد والنهوض بها جن جنونه عندما ادرك ان ابنه وولى عهده فريدرش الثانى اهتم بتعلم الاله الموسيقيه الناى ولم يهتم بما يهتم به والده ببناء بلده اقتصاديا وعسكريا حتى كاد ان يقتله وبفضل شده هذا الملك مع ابنه جعل منه من بعده ملك عظيما عند الالمان مما جعلهم يلقبونه بفريدرش العظيم لانجازاته الكبيره التى انجزها لشعبه. وبفضل شده هذا الملك وانضباطه اخرج شعبا من خصائصه الانضباط فى كل نواحى الحياه. وهذا الملك اول من انشا جيش قوى بمواصفات عسكريه مميزه جعلت هذا الجيش يساهم فى توسع مملكتهم على حساب مملكه النمسا والمجر وفرنسا والدنيمارك على يد ابنه فريدرش الكبير وخلفائه من بعده كما ساهم هذا الجبش على يد المستشار بسمارك فى توحيد المانيا وبذالك اصبحت المانيا القوه الخامسه فى اروبا بعد انجلترا وفرنسا والنمسا وروسيا القيصريه وجعل المانيا فى اول القرن العشرين ان تفكر فى ارث الامبراطوريه البريطانيه وما كانت الحرب العالمبه الاولى والثانبه الى لاجل القضاء على هذا الحلم. نخلص من هذا انه ببث قيم الانضباط والجد والعمل فى المجتمع تنهض الشعوب. والعكس صحيح انتشار قيم التراخى والامبالاه والعادات السىيئه كتدخين الشيشه يؤدى الى تراجع الشعوب. فالتدخين اضراره اصبحت معروفه للجميع فهو يضعف من قدرات المدخن البدنيه وبالتالى يقل انتاجه مما يوثر على الانتاج العام للدوله ويؤدى فى كثير من الحالات للاصابه بسرطان الرئه الذى بدوره يؤدى لوفاه الشخص المدخن .اثناء مناقشه المانيا قبل عده سنوات موضوع منع التدخين فى الاماكن العامه سمعت برفسوربمستشفى هايدلبرج المعروف فى الراديو يناشد المسئؤلين فى المانيا بضروره الاسراع والتصديق على قانون يمنع التدخين فى الاماكن العامه مبررا ذالك قائلا المانيا تفقد كل عام 150000 مواطن من جراء الاصابه بسرطان الرئه فقط. ناهيك عن الخساره الماديه التى تتكلفها الحكومه الالمانيه لعلاج المرضى المصابين بامراض ناتجه عن التدخين مثل امراض القلب والدوره الدمويه وامراض الجهاز التنفسى ومنها سرطان الرئه والتى تقدر بعشرين ملياريورو سنويا. بالرغم من هذه الخساره الفادحه بشريا وماديا يلاحظ هنا التهاون فى اصدارالتصاريح لمثل هذه المشاريع الهدامه. والتهاون فى التعامل مع التدخين لايقتصر على المانيا بل هو سمه دوليه حيث تشير الاحصائيات الى ان العالم يخسر كل عام حوالى سته ملاين فرد يموتون بسبب التدخين ولا تتخد الحكومات الاجرات المناسبه للحفاظ على هذه الارواح.l ولقد اجريت بحث فى النت لاستطلع الراى العام بالنسبه لهذه الظاهره ويمكن تلخيصه كالتالى: النت مليئ بالصفحات التى تعلن عن الشيشه ما بين صفحات لبيع الشيشه والتبغ او صفحات خاصه بالقهاوى التى تقدم الشيشه للزبائن اى ان الشيشه انتاجا واستهلاكا منتشره بشكل واضح الهيئات الرسميه اجرت دراسه على تاثير دخان الشيشه على صحه المستهلك وكانت النتيجه ان دخان الشيشه يحتوى بجانب ماده النكوتين السامه توجد ايضا اثنان وثمانون ماده سامه اخرى منها سبعه وعشرون ماده ما بين مسببه للسرطان فعلا او يعتقد انها تساهم فى الاصابه بمرض السرطان ان من يدخن الشيشه لمده ساعه يوميا كانما يدخن مئه سيجاره فى اليوم وبناء على ذالك اكتفت الحكومه بان حرمت بيع التبغ للشباب تحت سن الثامنه عشر اما من هم فوق ذالك تكتفى الحكومه من التحذيرمن التدخين فقط. اما الشباب فهو سعيد جدا بهذ الضيف القادم من الشرق ويتبادل الشباب المعلومات عن هذا المنتج عن طريق عرض فديوهات لهذا الغرض بالنت وما لفت انتبهاى ودفعنى لكتابه هذه السطور هو ان الشعب الالمانى بكل طوائفه بل الشعوب الاروبيه ايضا تقبلت هذا الضيف الضارجدا بصحته ابنائه وبقدرته الانتاجيه بقبول حسن ولم تسمع منهم بالفديوهات الموجوده بالنت او الكتابات ايضا اى كلمه عنصريه ضد هذا المنتج ولم يتاسس حزب على غرار حزب البديل الالمانى للقضاء على هذه الظاهره الغريبه عن مجتمعهم بحجه تهديد عاداتهم وتقاليدهم اى انه لا وجود على الاطلاق (للشيشه فوبيا) اى اثاربل الاتجاه العام يمكن القول بانه قبول وترحاب به او ما يمكن تسميته تجاوزا (الشيشه فيل) اى حب الشيشه والقبول بها مع ضررها الشديد. على العكس من ذالك يعانى المسلمون القادمون من الشرق من ظاهره (الاسلام فوبيا) اى كراهيه الاسلام مع العلم ان بعض ابنائهم هم من احضروا معهم الشيشه هجوما واضحا فى وسائل الاعلام من قبل حركه البيجيدا وحزب البديل من اجل المانيا اللذان خرجا من رحم اليمين المتطرف فى المانيا. مع العلم ان الاسلام ومايحمله من قيم يساهم فى تقدم المجتمع وترابطه بيما يدعو له من مقاصد شرعيه راقيه فى مجال الحفاظ على النفس والمال فبدل ان يتقبل المجتمع الالمانى الاسلام على الاقل مثل تقبلهم للشيشه يساهم هذا اليمين المتطرف فى الاونه الاخيره. فى نشر العداء للاسلام والمسلمين من خلال استخدام بعض المصطلحات العنصريه اثناء مقابلاتهم الصحفيه او التليفزيونيه اوباليوتيوب مثل الاجانب بره او الاسلام ليس من ثقافه المانيا اوالقران كتاب اجرامى يدعو للقتل اوهجره المسلمين ساهمت فى التغير الدموغرافى للسكان اوالمسلمون يريدون ان يقيمون دوله اسلاميه فى المانيا اويستشهدون بايات من القران ان القران يحض المسلمين على قتل الكفار كل الكفار ويعرضونها بطريقه مجتزاه تخرجها عن سياقها تعبر عن جهلهم بكتاب الله ولكنها تثير العامه من الالمان وذهب الحد بهذا الحزب الى ان قدم طلبا فى البرلمان الالمانى فى الحادى عشر من اكتوبر الماضى يهدف لاتخاذ اجراءات للتضيق على المسلمين ولكن قوبل هذا الطلب بالرفض من الاحزاب الاخرى وباء بالفشل بفضل العقلاء من اعضاء البرلمان الالمانى وهم كثرواحقاقا للحق هناك قطاع كبير من الشعب الالمانى لا يحمل روح العداء للاسلام التى هى عند اليمين المتطرف بل هم مع التعايش الذى يدفع بالمجتمع الالمانى الى الامام. دكتور هانى سلمى E mail: [email protected]