أعلنت مصادر حكومية وعسكرية في الكاميرون، اختطاف نحو 80 شخصا، معظمهم من طلاب المدارس، فجر الإثنين، في مدينة "باميندا" شمال غربي البلاد. ونقل إعلام دولي عن المصادر قولها إن عملية الاختطاف جرت في المنطقة الناطقة باللغة الإنجليزية، والمهتزة منذ نحو عامين على وقع أزمة بلغت حد المطالبة بالانفصال عن السلطة المركزية في ياوندي. وفيما تحدثت المصادر عن أن عدد المختطفين نحو 80 شخصا، قال حاكم "المنطقة الغربية"، أدولف ليلي لافريك، إن "انفصاليين خطفوا 13 مدنيا (فقط)، بينهم 11 من طلاب مدرسة ثانوية بمدينة باميندا"، وفق وكالة "الأناضول". وأضاف "لافريك" أن "المهاجمين وصلوا المدرسة الثانوية في حدود الساعة الثالثة فجرا (بالتوقيت المحلي/ (2.00 ت. ج)، واختطفوا 11 طالبا، ومدير المدرسة وسائق". وأشار أن المهاجمين اقتادوا المختطفين "نحو وجهة غير معلومة". ووفق المعطيات التي ذكرها "لافريك"، فإن المدرسة داخلية (يبيت فيها الطلاب)، ما يفسر وجود طلاب فيها في مثل الوقت الذي وقعت فيه عملية الاختطاف. وتابع المسؤول المحلي: "أترأس منذ الصباح، اجتماع أزمة مع هيئة أركان الجيش، ونقوم بمراجعة الإجراءات الأمنية حول المدارس، كما يتعين علينا إيجاد طرق ووسائل لتعقب هؤلاء الطلاب الذين تم اختطافهم". ووفق وكالة "الأناضول"، نشر "الانفصاليون" الذين يطالبون بأن تظل المدارس مغلقة حتى نهاية أزمة الناطقين بالانجليزية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صور الطلبة المختطفين، محذرين أولياء الأمور من مواصلة إرسال أطفالهم إلى المدارس بالمناطق الناطقة بالانجليزية. وترى الأقلية الناطقة باللغة الانجليزية في الكاميرون أنها تواجه "تمييزا" و"تهميشا" بحق المنتمين إليها، في بلد يعتمد الفرنسية لغة رسمية له. ومنذ عامين، وتحديدا في نوفمبر 2016، اندلعت احتجاجات واسعة في المنطقة الشمالية الغربية للكاميرون، تنديدا ب"التمييز اللغوي" الذي يعاني منه الناطقون بالإنجليزية في البلاد. ووصلت الاحتجاجات حد مطالبة ولايتين بالاستقلال والحكم الذاتي عن العاصمة المركزية ياوندي. ويرتبط جزء كبير من الكاميرون باللغة الفرنسية التي تمثل لغة 80 % من سكان البلاد، في حين ارتبط الجزء الحدودي مع نيجيريا وكذلك جزء كبير من جنوبها الغربي باللغة الإنجليزية، وهو ما يشكل حاليا ولايتين بالإنجليزية من بين 8 ناطقة بالفرنسية يعتبرها مراقبون ذات نفوذ وهيمنة على دواليب الحكم.