وزير الثقافة الأسبق: لا يجب أن أقول رأيى فى قضية لم تُحسم بعد «سلماوى» يرفض التعليق.. و«الشوباشى» تنشر فيديو ل«خاشقجى» يهاجم فيه السياسة المصرية في موقف أثار الكثير من علامات الاستفهام، أحجم المثقفون المصريون عن إصدار أية تعليقات أو بيانات في قضية الصحفى السعودى جمال خاشقجى منذ اختفاء أثره عقب دخوله القنصلية السعودية بتركيا، لإصدار أوراق إدارية من أجل إتمام زواجه، واستمر الموقف حتى مع إقرار الرياض مطلع الأسبوع الماضي بمقتله، وإعلانها أن "فريقًا من 15 سعوديًا، تم إرسالهم للقاء خاشقجي وتخديره وخطفه، قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم". موقف المثقفين المصريين بدا محبطا للكثيرين ممن كانوا توقعوا منهم إصدار بيان تضامن أو تعاطف مع خاشقجي، كما فعل مثقفون وأصحاب رأي في العديد من دول العالم، حيث لم يُصدر أي بيان صحفي أو مقال رأي في أي من الإصدارات الصحفية القومية، وهو ما برره مثقفون ب "عدم وضوح الرؤية عن مقتله حتى الآن". وقال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، شارحًا أسباب صمت المثقفين المصريين حول القضية: "الجميع علم بمقتل خاشقجي على يد فريق أمني سعودي، وهذا مشار إليه في رواية السعودية التي اعترفت بها، ونحن كمثقفين علمنا ونعلم ذلك". وأضاف ل"المصريون": "الحادث في البداية كان مختلطًا علينا، ولكن مع اعتراف السعودية، ظهرت الحقيقة، بإعلان الملك سلمان العديد من القرارات حياله، حيث تعهد بمعاقبة مرتكبي الجريمة، وكانت الخطوات الأولى إقالة مسئولين كبار على رأسهم سعود القحطان، وهو المستشار الأول بالديوان الملكي، ويعد الذراع الأولى لولي العهد، الأمير محمد بن سلمان". وتابع عصفور: "بالنسبة للجريمة فهى جريمة مدانة لأكثر من سبب؛ وعلى رأسه كونه صحفيًا صاحب رأي وقلم، لكن في النهاية نحن ننتظر التحقيقات". وردًا على صمت المثقفين والكتّاب المصريين حول ما تعرض له اغتيال خاشقجي، ولو على سبيل الاعتراض، قال عصفور: "لا يجب أن تظلم المثقفين المصريين فهم لا توجد لديهم الحقائق حتى يبدو رأيهم في الموضوع". واستدرك: "القضية لها أطراف عدة؛ فالسعودية من طرف اعترفت بها، وتركيا من جهة أخرى وهي تخبئ الكثير والكثير، فالمسألة شكليًا تم التعرف إليها"، موضحًا أن "صورة الملك سلمان وولي العهد مع ابن جمال خاشقجي تدل على أن الوضع في طريقه للحل". وواصل عصفور دفاعه عن المثقفين، قائلًا: "أولًا لا توجد جريدة رسمية ذكرت أي خبر عن قتل خاشقجي باستثناء "المصري اليوم، والشروق"، أما الباقي لم يذكر أي شيء، ودعني أكشف لك سرًا، فقد تواصلت وتحدثت مع مسئولين بجريدة الأهرام وهي جريدة قومية تابعة للدولة، حول لماذا لا تنشرون أخبارًا عن قضية خاشقجي مثل صحف العالم، قالوا لي نصًا: "نحن لا يوجد عندنا معلومات حقيقية والصورة ليست واضحة حتى الآن". واستطرد وزير الثقافة الأسبق، قائلاً: "الجميع ينظر للجانب التركي من خلال خطاب حقيقي لا خطاب نفي كما جاء بخطاب الرئيس رجب طيب أردوغان الثلاثاء الماضي". ومضى إلى القول: "أنا على المستوى الشخصي أدين ما حدث لخاشقجي، لكني أنتظر جميع التفاصيل من الجانب التركي، ولابد على أي مثقف أن ينتظر حتى تطرح الحقيقة كاملة وبعدها يبدي رأيه، لكن في النهاية هذه جريمة نكراء لا يمكن أن يوافق عليها أي إنسان أو مثقف، وبالنسبة لي، فأنا لم ولن أصدر أي موقف قبل انتظار الكشف عن المعلومات والتفاصيل الخاصة بالقضية من الجانب التركي". في السياق، تواصلت "المصريون" مع الكاتب والأديب محمد سلماوي الذي رفض التعليق على الأمر برمته دون إبداء أي أسباب. بينما علقت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي عن مقتل خاشقجي بقولها على حسابها الخاص ب"تويتر" قائلةً: "أحلم بأن توقف السعودية حربها ضد اليمن.. الحلم حق للجميع". قبل أن تضيف في تغريدة أخرى رسالة تبدو غريبة بعض الشيء، ولكن وصفها البعض بأنها تلقي بظلالها على أزمة خاشقجي، حيث قالت "في 22نوفمبر 1963 تم اغتيال الرئيس الأمريكي جون كيندي.. من القاتل؟"، وهو ما وصفه البعض بعدم معرفة مقتل الصحفي. ونشرت فيديو ل"خاشقجي" بتاريخ 22 أكتوبر أي بعد مقتله ب20 يومًا وهو يهاجم بعض السياسات بمصر. على الجانب الآخر، أبدى بعض كتّاب الصحف المصرية الخاصة وعلى رأسها "المصري اليوم، والشروق"، تعليقات حول جريمة اغتيال "خاشقجي"، حيث نشرت جريدة "المصري اليوم" في مطلع صفحتها الأولى ليوم الثلاثاء الموافق 16 أكتوبر العنوان ذاته الذي اختاره الراحل جمال خاشقجي لآخر مقالاته في صحيفة "واشنطن بوست": "ما هو الأمر الأكثر إلحاحًا الذي يحتاجه العالم العربي؟"، وجاءت تغطية الجريدة عبر مقالات كتّابها وليس من خلال أخبار أو متابعة الأحداث. وانتقد الكاتب وحيد حامد في مقال بعنوان "من أسباب الحزن"، تغطية الإعلام المصري للقضية، قائلًا إنه "منذ صار الإعلام في قبضة الدولة من جديد، فقد مصداقيته، وانصرف عنه المواطن، في مقابل انتشار غير عادي لقنوات المعارضة التي يتم بثها من تركيا". فيما قال الدكتور محمد أبو الغار، في مقال بعنوان "التناقض المذهل للإعلام في حادثة خاشقجي"، رئيس حزب "المصري الديمقراطي الاجتماعي" سابقًا، والذي قال فيه: "إن تغطية الحادث اختلفت في العالم طبقًا لأهمية الإعلام والحرية وحقوق الإنسان بالنسبة للمواطن، وطبقًا لنوعية نظام الحكم، لذلك كان النشر على أوسع نطاق في أمريكا وأوروبا، وكان معدومًا تقريبًا في الإعلام المصري، الذي اختار تجاهل الأمر تمامًا، وكأن شيئًا لم يحدث". في الوقت الذي نشر فيه الكاتب الصحفي بالجريدة محمد علي إبراهيم، مقالًا بعنوان "خاشقجي.. ورقعة الشطرنج الأمريكية"، قال فيه إن "ما حدث لخاشقجي يحدث مثله يوميًا لآلاف البشر في كل الدول العربية، لكن الجديد في الأمر أنه حدث في دولة تعرف قيمة الإنسان". ولم يقتصر الأمر على المقالات، إذ نشر رسام الكاريكاتير عمرو سليم، كاريكاتير يدين مقتل خاشقجي، وجاء في نص الكاريكاتير على لسان أم تتحدث عن ابنها، قائلة: "اسم النبي حارسه.. طلع متابع للأحداث اليومية قلت له ارسم محل جزارة قام راسم قنصلية"؛ في إشارة إلى القنصلية السعودية التي قُتل فيها خاشقجي بتركيا. وفي نفس السياق قدمت صحيفة "الشروق"، تغطية خاصة بالقضية، حيث أفسحت المجال نسبيًا لكتباها لتغطية حادث اغتيال خاشقجي والتي جاءت جميعها مهاجمة للموقف السعودي. ونشر السفير علاء الحديدي، مساعد وزير الخارجية السابق، مقالًا بعنوان "الصفقة السعودية التركية الأمريكية حول خاشقجي"، قال فيه: "إن السعودية هي الخاسر الأكبر مما حدث في إسطنبول، وإن تداعيات هذا الحدث ستطول، لتدفع المملكة فاتورة تمتد فترة طويلة قادمة تضاف إلى الفواتير الأخرى التي تدفعها حاليًا؛ نتيجة السياسات والأخطاء التي ارتكبتها في الآونة الأخيرة". وكتب عماد الدين حسين، رئيس التحرير، مقالًا بعنوان "ما ينبغي على السعودية أن تفعله"، قال فيه: "كل ما تم في قصة جمال خاشقجي كان خطأ فادحًا، منذ البداية وحتى الإعلان عن مقتله داخل القنصلية، فالذين ارتكبوا الجريمة أعطوا كل خصوم السعودية فرصًا ذهبية للإساءة إلى المملكة، واستنزافها بصورة جهنمية". في الوقت الذي نشر فيه الكاتب الصحفي محمد سعد عبد الحفيظ، مقالًا بعنوان "لعنة خاشقجي"، قال فيه: "قتل خاشقجي أريد به، ليس فقط كتم صوته، بل توصيل رسالة إلى كل من تسوّل له نفسه أن يرفع صوته في وجه تلك الأنظمة، أنه لا صوت يعلو فوق صوتنا، ولا رأي يخالف رأينا، لكن رغم قتله، خرج خاشقجي منتصرًا". وأخيرًا، سخر حسام السكري، من الإعلاميين بمصر حيث نشر مقالًا بعنوان "خاشقجي والمؤامرة التركية"، نقل خلاله حوارًا هزليًا بينه وبين أحد كبار الإعلاميين المنافقين، وتأكيده أن الأتراك والقطريين والإخوان هم من قتلوا خاشقجي.