بعيدا عن تصريحات ولي العهد البسعودي محمد بن سلمان التي نفى فيها أن يكون الكاتب السعودي المعارض جمال خاشقجي محتجزا بالقنصلية السعودية في تركيا، ودعوته السلطات التركية إلى تفتيش القنصلية للتأكد من ذلك إذا شاءت، ما زالت ردود الأفعال على استمرار اختفاء الكاتب السعودي البارز تتفاعل؛ حيث سلطت وكالة رويترز في تقرير لها، الجمعة، الضوء على تفاقم أزمة اختطاف الكاتب السعودي جمال خاشقجي، مشيرة إلى دعوة جماعات معنية بحقوق الإنسان السعودية إلى توضيح مكان الصحفي السعودي البارز الذي اختفى قبل ثلاثة أيام بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول هذا الأسبوع. وأشارت الوكالة إلى أن السلطات التركية والسعودية قدمتا روايتين متضاربتين بشأن اختفاء خاشقجي؛ إذ قالت أنقرة إنه لا توجد أدلة على أنه غادر مقر القنصلية بينما تقول الرياض إنه خرج في اليوم ذاته. وقالت رويترز إن خاشقجي عاش في المنفى الاختياري في واشنطن على مدى العام الأخير خوفا من الانتقام منه بسبب أرائه التي تتسم بالانتقاد، ودخل القنصلية يوم الثلاثاء للحصول على وثائق من أجل زواجه المقبل حسبما أفادت خطيبته التي كانت تنتظره بالخارج. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان في وقت متأخر من مساء الخميس إنه إذا اعتقلت السعودية خاشقجي دون الإقرار بهذا فإن اعتقاله يشكل "اختفاء قسريا". وقالت سارة ليا ويتسن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة "يقع عبء الإثبات على السعودية في تقديم أدلة على مزاعمها بأن خاشقجي غادر القنصلية وحده وأن العملاء السعوديين لم يحتجزوه". وأصدرت منظمات معنية بحقوق الإنسان تحذيرات بينما نشرت صحيفة واشنطن بوست، التي كانت تنشر مقالات لخاشقجي بشكل منتظم منذ العام الماضي، مساحة فارغة حيث ينشر مقاله عادة. وقال شريف منصور منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين "في ظل الأسلوب الذي تعتمده السلطات السعودية باعتقال الصحفيين المعارضين سرا فإن عدم خروج خاشقجي من القنصلية السعودية في اليوم الذي دخل فيه أمر يدعو للقلق". ودعت صوفي آنموث مديرة مكتب الشرق الأوسط في منظمة صحفيون بلا حدود حكومتي تركيا والسعودية إلى ضمان عودة ظهور خاشقجي بسرعة. وقالت في بيان "حتى يثبت العكس، فهو لا يزال في القنصلية السعودية في إسطنبول والسلطات السعودية مسؤولة عن سلامته". وقالت خديجة جينكيز خطيبة خاشقجي لرويترز إنه كان يشعر بالقلق من الحملة على المعارضة في المملكة لكنه افترض أنه سيكون بأمان خارج البلاد. وذكر توران كيسلاكجي وهو صديق لخاشقجي يقود الجمعية العربية التركية للإعلام أن خاشقجي تلقى تأكيدات من مسؤولين سعوديين قبل زيارته بأن باستطاعته الدخول بأمان. وأبلغ المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين الصحفيين بأن خاشقجي لا يزال في القنصلية وأن السلطات تتفاوض مع السعوديين لحل المشكلة. وقالت القنصلية إنها تعمل مع الحكومة التركية للوقوف على ملابسات اختفائه.