تحت عنوان "مرسي يضع الجيش على الجانب الصحيح من التاريخ"، قالت صحيفة الكريستيان ساينس مونيتور الأمريكية في افتتاحيتها أن الربيع العربي شهد تقدماً مفاجئاً هذا الاسبوع لكن ليس في الشوارع أو عن طريق سفك الدماء. وقالت أن الرئيس المصري المنتخب حديثاً، محمد مرسي، أظهر لقادة المؤسسة العسكرية أن القوة الحقيقية لا تكمن في السلاح وإنما في شعب حر يحكم نفسه. وذلك بعدما قام بعزل عدد من قيادات الجيش التي خدمت نظام الرئيس المخلوع لسنوات طويلة، والتي كانت تضع قيوداً تهدد الديموقراطية الوليدة، مثل حق "الفيتو" في عملية كتابة الدستور الجديد. وأكدت على أن الرقابة المدنية على المؤسسة العسكرية هي الركيزة الأساسية لأية ديموقراطية، وأن الخطوات التي اتخذها الرئيس مرسي هذا الاسبوع تساعد على ترسيخ هذا المفهوم في المجتمع المصري الذي استعبد لمدة 60 عاماً من قبل القادة العسكريين بدءاً من جمال عبد الناصر. وأضافت بأنه على الرغم من أن الصراع مع الجيش قد يستمر خلف الكواليس، إلا أن الخطوة هي بمثابة منارة للدول العربية الأخرى التي لا يزال حكامها يعتمدون على السلاح للحصول على الشرعية، وذلك على الرغم من أن العرب اليوم أصبحوا أقل خوفاً تجاه المطالبة بالحقوق المدنية، مثل حقوق الفرد. وأشارت إلى أن مرسي عمل على الأرجح مع صغار الضباط لتحقيق ما اسمته ب"الإنقلاب الناعم"، وأن الهجوم الذي أودى بحياة 16 جندياً مصرياً في سيناء الاسبوع الماضي جعل الجيش يبدو ضعيفاً، وهو ما ساعد مرسي على اجراء تلك التغييرات الكبيرة داخل المؤسسة العسكرية. وتابعت قائلة أن مرسي على الرغم من كل ذلك لم يهين القادة العسكريين المعزولين من مناصبهم، وإنما قام بتكريمهم ومنحهم وظائف في بعض المؤسسات الأمنية، وحتى عين بعضاً منهم مستشاريين للرئاسة، وهو ما يعني أن القادة الجدد في المؤسسة العسكرية قد يريدون أن يكون لهم بعض الدور في السياسة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات بين مصر وإسرائيل والمساعدات العسكرية التي تحصل عليها مصر من الولاياتالمتحدة سنوياً. ولفتت إلى أن الرئيس نفسه يعلم جيداً ان كلاً من المؤسسة العسكرية والإسلاميين المحافظين يواجهون قوة كبيرة الآن في مصر، وهي صحوة من الشعب لمحاسبة زعمائه، وأنه لا يمكن للجيش أو لأي قوة إستبدادية أخرى تصعد على الساحة أن تدفن هذه الرغبة الشعبية بأن يتم إدارة الدولة بالشفافية والنزاهة. وشددت على أنه بعد تهميش دور الجيش كقوة حاكمة، فإن العيون في مصر كلها معلقة على الخطوات التالية في الثورة المصرية وهي: كتابة الدستور، تنظيف المحاكم، وإنتخاب برلمان جديد. وأن جماعة الإخوان المسلمين ينبغي عليها ألا تلجأ إلى ثقل اليد في هذه الخطوات وأن تسعى لتحقيق تقدم إقتصادي، فإنها سيتحظى بتأييد شعبي. ودعت الجماعة إلى أن تستمد شرعيتها من الشعب وليس من الحديث باسم الدين، كما هو الحال في إيران. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة أن أبرز أصداء هذا التحرك الأخير في مصر جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الوزراء السوري المنشق حديثاً، رياض حجاب، والذي دعا فيه الجيش السوري للإنضمام إلى الثورة الديموقراطية، وقال "أحث الشعب على أن يحذو حذو الجيوش في مصر وتونس، وأن يقف بجانب الشعب".