بعث المنتدى العالمي للبرلمانيين الاسلاميين برسالة للملوك والرؤساء والأمراء المجتمعون بمكة المكرمة في ليلة لقدر، دعوهم فيها للخروج نتائج ايجابية تعود بالخير والنفع علي جميع البلدان والشعوب، مشيرا إلي انا يلا جب أن ينفض اجتماعكم إلا عن أفضل قرارات تستجيب لتطلعات وآمال الشعوب في الحرية والكرامة والعيش الكريم. وقالت الرسالة التي وصلت المصريون ان هذه الدورة تأتي في وقت تعاني فيه دول العالم الإسلامي، خاصة دول الربيع العربي ( مصر، ليبيا، تونس، اليمن )، وكذلك الدول التى لاتزال الثورات مشتعلة فيها ( سوريا )، والعديد من الاقليات المسلمة في مختلف دول العالم وعلى راسهم الاقلية المسلمة في بورما بإقليم ميانمار، تحديات ومخاطر جمة، وذلك على مختلف الاصعدة الداخلية والخارجية، تتطلب تضافر جهود الدول العربية والإسلامية لدعم النضال المشروع للشعوب العربية والاسلامية التى تتوق للحرية والديموقراطية والكرامة الانسانية، وتبحث عن التحرر من نير العبودية والاحتلال الذى اذل العباد واخضع الرقاب دون وجه حق، خاصة وان الواضح ان دول العالم، خاصة الغربي، تتكالب علينا، وتستغل ازماتنا وثوراتنا البيضاء، لتحقيق مصالحها الشخصية، والمتاجرة بدماء شعوبنا الابية، ومن شان تجاهل اوضاع تلك الدول وشعوبها واقلياتها، ان يجعلنا جميعا فريسة لهذه القوى المتغطرسة التى لا تعرف الرحمة، وتسعى لالتهام ثرواتنا والقضاء على مقدراتنا؛ لذلك فإننا نطالب دول منظمة المؤتمر الاسلامي في هذه الدورة الاستثنائية وفي هذا الوقت العصيب، الذي لم يعد يحتمل الاكتفاء بالتصريحات والبيانات الفضفاضة التى لا تسفر عن عمل جاد يسهم بشكل حقيقي في إقالة الشعوب العربية من عثراتها، والاسهام في تحقيق نهضتها وتحريرها من الذل والاستبداد والطغيان. ودعت الرسالة إلي توحيد الصف العربي من خلال القضاء على الخلافات البينية، ووضع خريطة شاملة للعمل العربي المشترك، تكون فيها مصلحة الأمة مقدمة على المصالح الضيقة، فبدون توحيد الصف العربي لن تقوم للامة العربية والاسلامية قائمة، فما وهنت الامة وما ضعفت الا بعد نجاح المستعمر الغربي في فك اللحمة العربية، وتحويل الامة لدويلات متصارعة يقاتل بعضها بعضا، وهو ما يسعى جاهدا الان لتكراره بشكل او بآخر، وما حدث في السودان مؤخرا لهو خير دليل على ذلك. وطالبت الرسالة بتقديم كافة انواع الدعم المادي والمعنى للشعب السورى البطل الذى يقاتل نظام طائفي يستخدم كافة أنواع الاسلحة المحظورة وغير المحظورة لقتال شعب اعزل، يطالب بالحرية والكرامة والديموقراطية، والعمل بكل قوة من أجل تفويت الفرصة على هذا النظام لإشعال فتيل الحرب الاهلية في سورية، وتحويل الصراع الداخلي من صراع من أجل التحرر من الاستبداد والديكتاتورية الى صراع إقليمي ودولي على مناطق النفوذ في منطقة الشرق الاوسط، والتاكيد على ان الشعب السوري يد واحدة ضد هذا النظام الفاقد للشرعية والذى بدات اركانه تتهاوي الواحد تلو الاخر خلال الايام القليلة الماضية. كما دعت إلي تقديم الدعم المادى لدول الربيع العربي لاستكمال متطلبات عملية التحول الديموقراطي التى بداتها تلك الدول، مع التاكيد على ان ثورات الربيع العربي غير قابلة للاستنساخ او التكرار أو التصدير ، وان الدافع إليها لم يكن سوى ديكتاتورية واستبداد الانظمة السابقة، وان من شأن تقديم الدعم لتلك الدول وخاصة مصر أن يسرع بتحقيق نهضة وتنمية شاملة تستفيد منها مختلف الشعوب العربية والاسلامية، خاصة وأن الجميع يعلم ان مصر هي حصن الامة، وبقاءها قوية يعطى قوة وحصانة لمختلف دول المنطقة. وشددت علي ضرورة الدفاع عن قضايا الاقليات المسلمة في بورما والصين وغيرها من دول العالم، ومطالبة المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية بضرورة الاضطلاع بدورها في هذا المجال صونا للسلم والأمن الدوليين، خاصة وأن الفترة الماضية قد شهدت العديد من الجرائم العنصرية التى راح ضحيتها الآلاف من المسلمين الابرياء في بورما والصين وغيرهما، وسط صمت دولي لم يسبق له مثيل، وكذلك مطالبة دول العالم الحر بعدم الكيل بمكيالين، والتعامل مع قضايا الحريات بنفس المنطق، فما يحدث في دارفور وجنوب السودان التى تم فصلها عن السودان بسبب اتهامات غير مثبتة ضد النظام السوداني، ليست اقل بشاعة وجرم مما حدث في بورما التى احرق اهلها وقطعت اجسامهم على مراي ومسمع من العالم اجمع. ودعت الرسالة إلي الاستمرار في تقديم كافة انواع الدعم للشعب الفلسطيني المحاضر في قطاع غزة والضفة الغربية، والتحرك على كافة المسارات القانونية والدولية من أجل فك هذا الحصار الغاشم، والعمل على استعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، وإدانة العمليات العسكرية الاسرائيلية التى تتم بين حين وآخر ضد الشعب الفلسطيني والتى يروح ضحيتها العشرات من الابرياء العزل في الضفة والقطاع، وكذلك إدانة عمليات تهويد وانتهاك حرمة المسجد الاقصى المبارك، والتى تتم على قدم وساق، إذ من شأن تلك العمليات أن تجر المنطقة للخراب والدمار. من جانبه طالب احسين إبراهيم رئيس لمنتدى دول منظمة المؤتمر الاسلامي، بمواصلة العمل الجاد للدفاع عن حقوق وحريات الشعوب العربية والاسلامية، ودعم نضالها المشروع لتحقيق الديموقراطية، والتصدى للمحاولات الغربية التى تستهدف سرق ثرواتنا والقضاء على مقدراتنا، حتى نظل اسرى لما يقدموه لنا من دعم ندفعه ثمنه عشرات المرات من دمائنا وقوتنا دون وجه حق.