وجه المنتدى العالمي للبرلمانيين الاسلاميين برئاسة حسين إبراهيم رسالة إلى الملوك والرؤساء والأمراء المجتمعين فى القمة الإسلامية بمكة المكرمة في ليلة لقدر أعربوا فيها عن تطلع الشعوب العربية والإسلامية فى أن يخرج هذا الاجتماع بنتائج ايجابية تعود بالخير والنفع علي جميع البلدان والشعوب. وقال المنتدى فى رسالته اليوم لقد اخترتم لمؤتمركم أفضل وأطهر مكان وأفضل وأعظم زمان فلا يجب أن ينفض اجتماعكم إلا عن أفضل قرارات تستجيب لتطلعات وآمال الشعوب في الحرية والكرامة والعيش الكريم. وأضاف "أن هذا الاجتماع يأتي في وقت تعاني فيه دول العالم الإسلامي خاصة دول الربيع العربي ( مصر، ليبيا، تونس، اليمن ) وكذلك الدول التى لاتزال الثورات مشتعلة فيها (سوريا) والعديد من الأقليات المسلمة في مختلف دول العالم وعلى رأسهم الأقلية المسلمة في ميانمار تحديات ومخاطر جمة تتطلب تضافر جهود الدول العربية والإسلامية لدعم النضال المشروع للشعوب العربية والاسلامية التي تتوق للحرية والديموقراطية والكرامة الإنسانية وتبحث عن التحرر من نيران العبودية والاحتلال الذى أذل العباد وأخضع الرقاب دون وجه حق. وحذر المنتدى من أن دول العالم، خاصة الغربي، تتكالب على المسلمين وتستغل أزماتهم وثوراتهم البيضاء، لتحقيق مصالحها الشخصية، والمتاجرة بدماء الشعوب الأبية، ومن شأن تجاهل أوضاع تلك الدول وشعوبها وأقلياتها، أن يجعلنا جميعًا فريسة لهذه القوى المتغطرسة التي لا تعرف الرحمة، وتسعى لالتهام ثرواتنا والقضاء على مقدراتنا. وقال المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين في رسالته لدول منظمة المؤتمر الاسلامي في هذه الدورة الاستثنائية بمكة المكرمة وفي هذا الوقت العصيب:إن الوقت لم يعد يحتمل الاكتفاء بالتصريحات والبيانات الفضفاضة التي لا تسفر عن عمل جاد يسهم بشكل حقيقي في اقالة الشعوب العربية من عثراتها، والاسهام في تحقيق نهضتها وتحريرها من الذل والاستبداد والطغيان. وطالب المنتدى بتحقيق العديد من الأمور في مقدمها: توحيد الصف العربي من خلال القضاء على الخلافات البينية، ووضع خريطة شاملة للعمل العربي المشترك، تكون فيها مصلحة الأمة مقدمة على المصالح الضيقة، فبدون توحيد الصف العربي لن تقوم للامة العربية والاسلامية قائمة، فما وهنت الأمة وما ضعفت إلا بعد نجاح المستعمر الغربي في فك اللحمة العربية، وتحويل الأمة لدويلات متصارعة يقاتل بعضها بعضا، وهو ما يسعى جاهدًا الآن لتكراره بشكل أو بآخر، وما حدث في السودان مؤخرا لهو خير دليل على ذلك. كما طالب بتقديم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي للشعب السوري الذى يقاتل نظامًا طائفيًا يستخدم كافة أنواع الأسلحة المحظورة وغير المحظورة لقتال شعب أعزل، يطالب بالحرية والكرامة والديموقراطية، والعمل بكل قوة من أجل تفويت الفرصة على هذا النظام لاشعال فتيل الحرب الأهلية في سورية، وتحويل الصراع الداخلي من صراع من أجل التحرر من الاستبداد والديكتاتورية إلى صراع إقليمي ودولي على مناطق النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، والتأكيد على أن الشعب السوري يد واحدة ضد هذا النظام الفاقد للشرعية والذى بدأت أركانه تتهاوى الواحد تلو الأخر خلال الأيام القليلة الماضية. وأكد المنتدى أهمية تقديم الدعم المادي لدول الربيع العربي لاستكمال متطلبات عملية التحول الديموقراطي التي بدأتها تلك الدول، مع التأكيد على أن ثورات الربيع العربي غير قابلة للاستنساخ أو التكرار أو التصدير، وأن الدافع إليها لم يكن سوى التخلص من ديكتاتورية واستبداد الأنظمة السابقة، وأن من شأن تقديم الدعم لتلك الدول وخاصة مصر أن يسرع بتحقيق نهضة وتنمية شاملة تستفيد منها مختلف الشعوب العربية والاسلامية، خاصة وأن الجميع يعلم أن مصر هي حصن الأمة، وبقاءها قوية يعطي قوة وحصانة لمختلف دول المنطقة. وطالب المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين في رسالته للقمة الاستنثائية بمكة المكرمة بضرورة الدفاع عن قضايا الأقليات المسلمة في ميانمار والصين وغيرها من دول العالم، ومطالبة المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية بضرورة الاضطلاع بدورها في هذا المجال صونا للسلم والأمن الدوليين، خاصة وأن الفترة الماضية شهدت العديد من الجرائم العنصرية التي راح ضحيتها الآلاف من المسلمين الأبرياء في ميانمار والصين وغيرهما، وسط صمت دولي لم يسبق له مثيل، وكذلك مطالبة دول العالم الحر بعدم الكيل بمكيالين، والتعامل مع قضايا الحريات بنفس المنطق، فما يحدث في دارفور وجنوب السودان التى تم فصلها عن السودان بسبب اتهامات غير مثبتة ضد النظام السوداني، ليست أقل بشاعة وجرما مما حدث في ميانمار التى أحرق أهلها وقطعت أجسامهم على مرآى ومسمع من العالم أجمع. وأكد أهمية الاستمرار في تقديم كافة أنواع الدعم للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة والضفة الغربية، والتحرك على كافة المسارات القانونية والدولية من أجل فك هذا الحصار الغاشم، والعمل على استعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وإدانة العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تتم بين حين وآخر ضد الشعب الفلسطيني والتى يروح ضحيتها العشرات من الأبرياء العزل في الضفة والقطاع، وكذلك إدانة عمليات تهويد وانتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك، والتي تتم على قدم وساق، إذ من شأن تلك العمليات أن تجر المنطقة للخراب والدمار. وطالب المنتدى في ختام رسالته دول منظمة المؤتمر الاسلامي، بمواصلة العمل الجاد للدفاع عن حقوق وحريات الشعوب العربية والإسلامية، ودعم نضالها المشروع لتحقيق الديمقراطية، والتصدي للمحاولات الغربية التي تستهدف سرق ثرواتنا والقضاء على مقدراتنا، حتى نظل أسرى لما يقدموه لنا من دعم ندفعه ثمنه عشرات المرات من دمائنا وقوتنا دون وجه حق - حسب الرسالة.