قال دان مريدور وزير الشئون الاستخباراتية الإسرائيلية، إن العلاقات بين إسرائيل ومصر اللتين ترتبطان باتفاقية سلام لن تمس بسبب إقالة مراد موافى رئيس المخابرات العامة المصرية، والذي كان مسئولاً عن الاتصالات مع تل أبيب. وأضاف فى تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلى، أن العلاقات بين مصر وإسرائيل مرها 33 عامًا منذ توقيع اتفاقية السلام، تلك العلاقات شهدت اغتيال الرئيس أنور السادات وسقوط نظام حسنى مبارك واستمرت". وقالت الإذاعة إن رئيس المخابرات المصرى الجديد، والذى سيكون مسئولاً عن الاتصالات مع إسرائيل هو رأفت شحاتة، الذى أعاد الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط الذى احتجز لعدة سنوات بقطاع غزة بعد الإفراج عنه من قبل حركة "حماس". وأوضحت أن الرسالة التى تريد القاهرة نقلها هو أن النظام الحاكم الجديد يهتم بأمن البلاد. واعتبرت أن إقالة المسئولين الأمنيين بمصر تمثل الضربة الأولى من قبل مرسى لنخبة النظام السابق، وأن الحديث يدور عن خطوة ستقوى من مركزه، لكن المشكلة أنه اتخذ تلك الخطوة بعد لقاء مع المجلس العسكرى، وعلى ما يبدو بعد أن تلقى موافقتهم وتصديقهم على الإقالات. وبعنوان "مرسى يفرض النظام ويقيل رئيس المخابرات، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم"، إنه فى أعقاب الهجوم الإرهابى ومقتل الجنود المصريين فى سيناء، يحاول الرئيس المصرى فرض النظام، واضعة فى هذا الإطار قراره بإقالة مراد موافى رئيس المخابرات العامة، والهجوم الذي يشنه الجيش المصرى ضد خلايا الإرهاب فى شبه جزيرة سيناء برا وجوا. وقالت الصحيفة إن مرسى لم يكتفِ بإقالة موافى بل أقال أيضًا محافظ شمال سيناء، وقائدى الشرطة العسكرية والحرس الجمهورى. وذكرت أن خلفية موافى رأفت شحاتة يعتبر شخصية لها قيمتها وقدرها لدى الفلسطينيين والإسرائيليين، وكان مشاركًا فى التوسط بين إسرائيل أبيب والفلسطينيين فى عدد من القضايا الأمنية، وعلى رأسها قضية جلعاد شاليط، موضحة أن رئيس المخابرات الجديد ظهر فى صورة مشهورة تم التقاطها يوم الإفراج عن الجندى الإسرائيلى وهو يمسك بيد شاليط. من جانبه، قال موقع "واللاه" الإخبارى العبرى، إن رئيس الأركان الإسرائيلى بنى جانتس قام بسلسلة مشاورات حول الإقالات الأخيرة بين المسئولين الأمنيين في مصر والعملية العسكرية بسيناء. ونقلت عن مصدر سياسى لم تسمه قوله "الحديث يدور عن خطوة قيادية من مرسى، إننى أقدر أنه تفاجأ من قوى الغضب الذى أصاب الشارع المصرى بسبب الهجوم على سيناء وقتل الجنود المصريين". ونقلت عن دانى أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي قوله "ما يحدث فى القاهرة شأن داخلى ونحن نتمنى لمصر أن نحقق إنجازات فى الحرب على الإرهاب الذى يحاول أن يضر بنا كلنا وبالعلاقات بين مصر وإسرائيل". وتحت عنوان "من يقف وراء إقالة موافى؟"، قالت القناة العاشرة الإسرائيلية، إن المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة يقف وراء إقالة رئيس المخابرات العامة المصرية، واصفة القرار ب "الخبر السيء" بالنسبة لإسرائيل التى تمتعت بتعاون مثمر نسبيًا مع موافى، وما زالت المنظومة الأمنية الإسرائيلية تنتظر لترى من سيكون خليفته. وأوضحت أنه على الرغم من ظهور مرسى فى الصورة وراء إقالة موافى، يبدو أن من يقف وراء الكواليس هو طنطاوى، والتقديرات تشير لنوع من تصفية الحسابات من قبل طنطاوى، بسبب المركز المفضل الذى حظى به رجال المخابرات العامة فى مقابل الجيش على مدار السنوات. وأشارت إلى أنه خلال جلسة عقدها المجلس العسكرى أمس الأول توجه طنطاوى إلى مرسى واقترح عليه إقالة موافى، مبرئة ساحة المخابرات من المسئولية عن التقصير فيما يتعلق بهجوم الأحد الذى قتل فيه 16 جنديًا مصريًا، "لكن موافى وجد نفسه يدفع الثمن هو ومحافظ شمال سيناء". واعتبرت القناة أن إقالة موافى يمثل "خبرًا سيئًا" لتل أبيب؛ خاصة أن رئيس المخابرات السابق حافظ على علاقات طيبة نسبيًا مع نظرائه الإسرائيليين، والآن ترتسم علامة استفهام كبرى، فى ظل حقيقة عدم تولى شحاتة للمنصب فترة طويلة. وأضافت أن منظومة تل أبيب الأمنية لا تعلم من سيتولى فى النهاية منصب رئيس المخابرات العامة المصرية. وختمت تقريرها بالقول: إن شحاتة هو الذى أحضر جلعاد شاليط من عند حماس، بعد صفقة تبادل الأسرى، وكما يمكن أن نرى من خلال تخطيط صفقة شاليط فإن شحاتة شخصية لها قيمتها وتقديرها بتل أبيب ويتمتع بعلاقات مع القوى الأمنية الإسرائيلية.