زلة لسان من اللواء مراد موافي رئيس جهاز المخابرات العامة، أنصفت الرئيس محمد مرسي الذي ناله قصف مركز من الخصوم السياسيين عقب هجوم رفح، وصل إلى حد منعه من حضور الجنازة العسكرية للشهداء، وقذف رئيس ورزائه هشام قنديل بالأحذية، إضافة إلى ما نال نادر بكار وغيره من الإسلاميين الذين كانوا ضمن المشيعين. موافي اعترف في حديثه لوكالة أنباء الأناضول التركية بما بثه الإعلام الإسرائيلي حول امداد جهاز المخابرات المصري بمعلومات عن الهجوم قبل وقوعه بأربع وعشرين ساعة.. مكانه وزمانه ومرتكبوه. قال الجنرال " "نعم كانت لدينا معلومات تفصيلية بالحادث والعناصر المشتركة فيه، لكننا لم نتصور أبدًا أن يقتل مسلم أخاه المسلم ساعة الإفطار في رمضان". السطر الأخير هو بيت القصيد في زلة اللسان، لأن هذا التصور بخصوص قتل مسلم لأخيه المسلم ساعة الإفطار لا يقوله رجل أمن محترف، ناهيك عن كونه رئيسا لجهاز المخابرات العامة الذي تابعنا سنوات طويلة عبر الدراما المصرية بطولاته الفذة في مواجهة الموساد، من رأفت الهجان إلى جمعة الشوان، إلى عملية إيلات. قيام هؤلاء المهاجمين الإرهابيين، بقتل مصريين أبرياء يحرسون حدودهم، بغض النظر عن توقيت الافطار أو حتى وقت الصلاة، يخلع عنهم الإسلام ويجعلهم كفارا يأكلون لحم الميت، فكيف نتجاهل معلومة عن الهجوم لكونها تتضمن أنه سيكون في وقت إفطار المغرب؟! زلة اللسان تلك ملأت صفحات التواصل الاجتماعي والمناقشات الإعلامية والعادية بسيل من السخرية الممزوجة بالألم، مما جعل المخابرات العامة تصدر بيانا في وقت لاحق مساء يوم الثلاثاء الذي نشرت فيه وكالة أنباء الأناضول تصريح موافي، وجاء في البيان "أن جهاز المخابرات أرسل المعلومات التي لديه بخصوص الحادث الإرهابي الذي وقع في سيناء إلى صناع القرار والجهات المسؤولة، وأن الجهاز ليس جهة تنفيذية، ويقتصر دوره على جمع المعلومات". طبعا صانع القرار العسكري ليس محمد مرسي بل هو المشير محمد حسين طنطاوي والفريق أول سامي عنان وباقي أعضاء المجلس العسكري، فنحن نعلم يقينا أن القوات المسلحة وأمور الحرب تقع في أيديهم وتحت مسئوليتهم كما ينص الإعلان التكميلي الذي يجعل المؤسسة العسكرية مستقلة تماما عن الرئيس مرسي، وبديهي أن جهاز المخابرات العامة توجه بمعلوماته إليهم وليس إلى قصر الرئاسة. الأمر جد خطير لا ينتهي ببيان المجلس العسكري الذي توعد بالانتقام، فهناك إهمال قد حدث باعتراف رئيس جهاز المخابرات، أدى لهزيمة عسكرية مخزية في رفح بسبب التراخي والتمتع بشمس السياسة في القاهرة في ظل أكاذيب وأراجيف توفيق عكاشة الذي هتفت له الفلول في الجنازة أمس مع المشير طنطاوي والصحفي مصطفى بكري، فيما منع رئيس الجمهورية من حضور الجنازة بمبرر أن الأمن لا يستطيع ضمان سلامته! [email protected]