كنت دائما ما أتساءل لماذا تُلتقط الصور لمن ترتدي النقاب وهي لا يظهر من وجهها شيئا! ولكن هذه المرة أحببت صورة هذه المرأة بنقابها الناصع البياض وقت تنصيب زوجها عمران احمد خان نيازي رئيسا لوزراء باكستان. وبعيدا عن توجُهاتها الدينية أو الغرض من اقتران عمران بها – وهي زوجته الثالثة- والذي يظهر أنه لغرض ما يكتسب به شعبية اهتزت على يد زوجته الثانية، إلا أني وبلا مبالغة شعرت أنها في نقابها هذا غاية في الجمال والرقة، رغم أنها لا يظهر منها سوى عينيها. وللعلم .. أنا لست مع النقاب ولست ضده - في نفس الوقت - وأرى أن ذلك يخضع في المقام الأول للحرية الشخصية والقنعات الداخلية، فلا أحد يعلق على من تتحرر من ملابسها، ومن المفترض ألا يعلق أحد أيضا على من ترتدي النقاب. وما أثار أعجابي بزوجة رئيس الوزراء الباكستاني أنها لم تنخدع ببريق الأضواء، وكلنا يعلم أن المناصب ذات بريق وسطوة طاغية على أصحابها ومن يتصلون بهم، إلا أن القليلين لا ينبهرون بهذا البريق فيتمسكون بقناعتهم الشخصية ولا يرضخون لقواعد وضعها الغالبية حتى صارت هي العادة. وقد ذكرني نقاب زوجة عمران خان بصورة قد نشرها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تعود لعام 1916 ، وفيها تظهر ملكة النمسا زوجة الملك فرانسيس جوزيف، وهي ترتدي البرقع الذي لا يظهر منها حتى عينيها، وهو الأمر الذي لا يكاد يُصدق خاصة لحاكم دولة أوروبية، وكان مبرره في ذلك "أن الملكة لا يراها سوى الملك"- هكذا كانت رغبته وكذلك عبر عن حقه. وعلى جانب آخر، تؤثر الشهرة على البعض وتلعب دورها فنسمع عن تلك التي خلعت الحجاب لأنها تزوجت بوزير، وأخرى تخلت عن تدينها، لأنها أصبحت ذات مكانة ويُشار لها بالبنان أو حتى للحصول على وظيفة تتطلب الظهور دون حجاب.. وكما قلنا البعض لا يتزحزح عن ثوابته ولا يتنازل عن مبادئه وآخرين مُذبذبين لا يرون ضير في مسايره الوضع من أجل نيل مطالبهم. [email protected]