فاجأت الفنانة المعتزلة حلا شيحة، الجميع بإعلانها أمس، تخليها عن ارتداء الحجاب، والعود إلى المجال الفني بعد سنوات من اعتزالها، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، وانقسامات حولها، ما بين مؤيد ورافض. ربما لم يصاحب جدل كهذا، قرارًا مماثلاً لممثلات أخريات أقدمن على خلع الحجاب، خاصة أنها ظلت ترتدي لسنوات طويلة النقاب، منذ اعتزالها الفن، واشتغلت بالعمل في المجال الدعوي، وكانت لها تأثير كبير من خلالها دروسها الدينية على كثير من الفتيات اللاتي أخذن القرار بارتداء الحجاب أو النقاب تأثرًا بها. "حلا" كانت قد بدأت قبل أسابيع التغيير في شكلها وملابسها، وعادت لشقيقتها هنا شيحة بعد خلافات سابقة بينهما، ونشرت لهما صور معًا، بصحبة طبيب الأسنان محمد عماد، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وظهرت فيها للمرة الأولى من دون نقاب. الأمر الذي أثار حالةً من التفاعل الكبير حينها، بين رواد على شبكات التواصل الاجتماعي، الذين هاجموا الطبيب، مؤكدين أنه ينشر صورة لها من دون نقاب ليكسب شهرة، وأن الصورة قديمة. لكن ظهور "حلا" من غير الحجاب أمس جاء ليقطع الشك باليقين، وقوبلت الصورة بالتشكيك في بادئ الأمر، قبل أن تظهر في صور ثانية بصحبة أحد المحررين الفنيين، لينتشر الخبر انتشار النار في الهشيم، ويصبح الحدث الأهم على شبكات التواصل الاجتماعي، مفجرًا أصداء واسعة. إلا أنها قابلت ذلك بتعليق مقتضب عبر حسابها الجديد على موقع الصور "إنستجرام"، قائلة: "دعوا الخلق للخالق"، ونشرت أول صورة لها بدون حجاب وعلقت عليها "أنا عدت". وصرحت بأنها تشتاق كثيرًا للوقوف أمام الكاميرا، والمشاركة في تقديم أعمال تحمل مضامين وأفكارًا تنتصر للإنسانية، وهو الأمر الذي شجَّعها عليه زوجها. وأضافت أنها تعيش هذه الأيام حالة إنسانية وفنية مبهجة لقرب عودتها لتقديم أعمال جديدة، تتمنى أن يكون لها تأثير في الوجدان مثل أعمالها السابقة. وارتدت "حلا" الحجاب في العام 2003، واعتزلت الفن، إلا أنها خلعته بعد مرور فترة قصيرة، ثم بعد 3 سنوات، ارتدته مرة ثانية ثم ارتدت النقاب، بالتزامن مع زواجها من الكندي الإيطالي يوسف هاريسون بعد إعلان إسلامه. وجاء قرارها الأخير بخلع الحجاب ليصيب زوجها بصدمة شديدة، بعدما بدا وكأنه تفاجئ بالأمر مثل غيره، وهو الأمر الذي جعله ينخرط في نوبة بكاء شديدة، وفق ما دار في مكالمة مطولة مع الداعية الإسلامي محمد الصاوي نشر تفاصيلها عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك". وقال الصاوي: "اتصلت بالأخت حلا شيحة فلم ترد علي، واتصلت بزوجها الأخ يوسف من كندا وتحدثت معه محادثة طويلة بكى خلالها بكاءً شديدًا، لم أعهده من أحد في الرجال من قبل، وبكى وقال يا شيخ عرضي كان مستورًا لمدة 13 سنة، وكان شرطي عندما تزوجتها الابتعاد تمامًا عن كل ما يغضب الله عز وجل". وأضاف أن يوسف أخبره أن "حلا" طلبت منه الطلاق، وأخبرته بخلع النقاب والحجاب، وقالت له: "سأعود للتمثيل وأما أن تكون معي أو لا تكون". وهي الخطوة التي لم يخف الإعلامي محمد الغيطي، سعادته بها، مؤكدًا أنه "بهذا القرار تمكنت الفنانة حلا شيحة من العودة الدين الوسطي وذلك بعد سنوات التطرف التي عاشت بها". وأضاف: "حلا شيحة رجعت اليوم من خندق التطرف والغلو، أعمالك الفنية هتقربك من ربنا، عاوزة تتقربي لربنا قدمي أعمال فنية محترمة تقدمي فيها وسطية الدين والإنسانية". في المقابل، بدا لافتًا ذلك النداء الذي أطلقت خديجة خيرت الشاطر، ابنة خيرت الشاطر، نائب مرشد "الإخوان المسلمين"، إلى الفنانة العائدة من الاعتزال، كاشفة أنه خلال السنوات الماضية كانت بينهما مشروعات دعوية. ووصفت حلا ب "حبيبة القلب وصديقتي وتوأم روحي"، التي يجب أن تعود لنفس الطريق التي كانت تسير فيه، مذكرة إياها بحلم "حين رأيت القيامة، وكأنها قامت وكلهم كلهم كانوا سيغرقون". ونصحت إياها قائلة: "دعيهم في ظلمات التيه ولا تكوني معهم من الهالكين.. لقد أراد الله بك خيرًا حين أفزع منامك تلك الرؤيا التي فيها اليقين، وكل ما دونها غدر وخداع وسراب عظيم".