حالة من الفزع انتابت سكان العديد من القرى في محافظات مختلفة, خلال الفترة الأخيرة، خوفًا من لدغات الثعابين، بعد اقتحامها الزراعات والمنازل، ووقع إصابات جراء ذلك بين المواطنين. ومن المعلوم أن الثعابين والعقارب تنتشر بكثرة في فصل الصيف؛ نتيجة ارتفاع درجات الحرارة التي تخرجها من جحورها، حيث تحتاج إلى درجات منخفضة، ومن ثم تكون الحشائش والبوص والأحراش الملاذ الآمن لها. كما ظهر النمل الأبيض بكثافة خاصة في الوجه القبلي نتيجة ارتفاع درجات الحرارة. وقال الدكتور خليل المالكي، أستاذ المبيدات بمركز البحوث الزراعية، رئيس لجنة مبيدات الآفات الأسبق بوزارة الزراعة, إن "انتشار الزواحف والنمل الأبيض يرجع إلى عدم التطهير المستمر، نظرًا لأن الثعابين تعيش داخل الهيش الموجود على حافة الترع والمصارف المائية، وانتشارها بهذه الكثافة خلال الفترة الأخيرة يرجع إلى عدم تطهيرها من جانب وزارة الزراعة". وأضاف المالكي ل"المصريون": "مقاومة الزواحف بالبيض ليس بالحل العلمي, لأن هناك أساليب أخرى يلجأ إليها قسم متخصص بمعهد بحوث النباتات". بينما عزا انتشار النمل الأبيض في بعض القرى، خاصة قرى الوجه القبلي إلى ارتفاع درجات الحرارة، وعدم اتّباع إرشادات البناء على بعض الأراضي. وأشار إلي أن "مكافحة النمل الأبيض تتم عن طريق عمل مصائد استكشافية للكشف عنه، ومقاومته بمبيدات تقضي عليه". وقال الدكتور طارق محمود، أستاذ الإرشاد بمعهد البحوث الزراعية, إن "هناك العديد من الزواحف المنتشرة، منها ما يعيش مع الإنسان، ومنها ما ظهر نتيجة مؤثرات خارجية". وأضاف ل"المصريون": "انتشار الزواحف والنمل الأبيض في الفترة الأخيرة كان نتيجة المؤثرات الخارجية مثل ارتفاع درجات الحرارة على تلك الزواحف والحشرات داخل مخبئها؛ مما اضطرها إلى الخروج من أماكنها وانتشارها بين المواطنين". أما عن انتشار الزواحف المنزلية والقوارض التي تعيش وتتأقلم مع الإنسان، فأوضح، أن ذلك "يأتي نتيجة الإهمال وعدم النظافة المنزلية، لذلك نجد الفئران والبرص والصراصير تتواجد داخل المنازل، إذ أنه لابد من تعرض المنزل للتشميس وعدم غلقه باستمرار". وأشار إلى أن "هذه الزواحف تؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض, ونأن وزارة الزراعة تسعى للقضاء عليها عبر استخدام وسائل علمية". وكشف الدكتور حسام طلبة، خبير الزواحف بالاتحاد العربي للحياة البرية والبحرية بجامعة الدول العربية، مفاجآت عن الأسباب الحقيقية لانتشار الثعابين في محافظة الدلتا بهذه الكثافة. وقال طلبة في مداخلة مع برنامج "هنا العاصمة" على فضائية "سي بي سي"، إن "ظهور الثعابين بهذه الكثافة سببه موسم التزاوج الذي يبدأ في يونيو وينتهي في سبتمبر". وأوضح أن "الحكومة تواجه هذه الظاهرة بشكل خاطئ، فلا يوجد شيء يسمى "حقن البيض بالسموم" لأن الكوبرا المصرية لا تتغذى على البيض، وإنما تتغذى على الفئران والضفادع". وأشار إلى أن "الكوبرا المصرية التي تعد رابع أخطر ثعبان في العالم لن تظهر بهذه الكثافة إلا لو قام البعض بهدم أوكارها بشكل مكثف". واستنكر عدم قدرة الأطباء على التفرقة بين الثعابين السامة وغيرها، مؤكدًا أن أغلب الثعابين التي تظهر بالمنازل ليست سامة. وتابع: "الكوبرا المصرية لن تتواجد بالمنازل، لأنها تستشعر وجود الإنسان من على بُعد 110 أمتار، وبالتالي تتجنب التواجد بالقرب منه، وظهورها في منزل على سبيل الخطأ أمر نادر".