وجه الرئيس التنفيذي لشركة "وايلد غوانابانا"، عمر سمرة، الذي صعد إلى قمة ايفرست نصيحة لكل رائد اعمال قائلا:" يظن بعض الأشخاص أن الفشل هو القيام بمحاولات لعدة مرات وعدم النجاح، ولكن الفشل الحقيقي هو عندما لا تبدأ، لذا من المهم أن تثق في نفسك وتتبع ما يقوله صوتك الداخلي". وذكرت شبكة "سي ان ان" ان سمرة يعرف نفسه عبر الموقع الالكتروني للشركة قائلا:" حينما لا أكون في مكتبي أعمل ل12 ساعة متواصلة، ستجدني على قمة إحدى الجبال" . وعمل سمرة في مجال البنوك والاستثمار في لندن وهونغ كونغ، بين العامين 2000 و2009 ، حيث أدرك أن "الحياة هي أكثر من الجلوس على المكتب لمدة 15 ساعة يومياً." رغم تخوفه وتردده من ترك وظيفته، إلا أنه كان على اقتناع تام بأنه سيتخذ القرار الصائب، بالعمل في مجال يحبه. وبعد أن ترك سمرة وظيفته، حمل حقيبة ظهره وسافر لمدة 370 يوماً إلى 12 بلداً. وتعلّم سمرة من المغامرة والسفر أكثر من الدراسة والعمل، إذ قرر فيما بعد أن يشارك تجربته وينقلها إلى الآخرين. وأوضح الرئيس التنفيذي رغبته بأن تشتري الناس التجارب عوضاً عن اقتناء الممتلكات. ورغم أن العديد من الأشخاص أشاروا إلى أن فكرة مشروعه لن تنجح، إلا أن سمرة الذي تسلق جبل إيفرست وقمم العالم السبعة، لم يضع هذا الأمر كعائق أمامه. وهنا، ولدت فكرة "وايلد غوانابانا" في مصر، لتكون بذلك شركة سياحية متخصصة في تسيير رحلات صديقة للبيئة. ولاحظ سمرة أن العالم العربي يواجه مشكلة، تتمثل بانفصال الناس عن الطبيعة، ولكنه وجد أيضاً فجوات في قطاع السياحة. وأوضح أن القطاع يفتقد إلى الابتكار والسياحة المستدامة. وبدأت الشركة في تقديم رحلات إلى ثلاثة بلدان، هي بيرو، وتنزانيا، ونيبال. واليوم، تقوم الشركة ب50 رحلة إلى أكثر من 20 بلداً داخل المنطقة العربية وخارجها. وواجه سمرة العديد من التحديات منذ بداية مسيرته المهنية، ففي عام 2009، أطلق شركته في وقت الأزمة المالية. وبعد أن كبرت الشركة ورحلاتها في العام 2010، أدت الثورة في مصر إلى إلغاء الناس لرحلاتهم بنسبة 80 في المائة بحسب قوله. وقرر الرئيس التنفيذي أن يتحرك بسرعة، إذ استطاع أن يحول فكرة مشروعه إلى عمل ناجح، ففي نهاية عام 2010، سافر بعض العملاء من الإمارات عبر شركة "غوانابانا،" وكان هذا بمثابة مؤشر لسمرة حتى يتوسع في الإمارات، حيث كانت بمثابة بوابة للخليج. وقال سمرة إنه "من المفيد أن يكبر الشخص في مناخ صعب، فحينها سيتمكن من مواجهة العديد من المصاعب في حال مواجهته أيٍ منها." وأشار سمرة إلى أنه لا يختار النشاطات الصديقة للبيئة فحسب وإنما ينظر إلى المنظومة ككل بهدف تقليل التأثير الكربوني للرحلة. فعلى سبيل المثال، أوضح أن الشركة لا تطبع الورق وتحاول تجنب الفنادق الكبيرة التي تصرف الكثير من المياه والكهرباء. كما أن الشركة تحاول البحث عن أماكن توفر تجربة غنية وتمكن السياح من التعرف إلى سكان البلاد والأصدقاء. ومن ناحية التنقل، تعمل "وايلد غوانابانا" على توفير وسيلة النقل في بداية التجربة ونهايتها، وذلك عوضاً عن القيام برحلة في سيارة سفاري لساعات طويلة. وقال سمرة إنه "لا يمكن تقليل التأثير السلبي بشكل كبير، وإنما يمكن تقليله إلى أقل حد ممكن، ومن ثم تعويض هذا التأثير السلبي بتجارب صديقة للبيئة."