تفجرت أزمة بين الشيخ محمد حسين يعقوب، الداعية السلفي، و"الدعوة السلفية"، إثر اتهامه لها ب "التنازل عن المبادئ والقيم"، ما دفع قياديًا بالدعوة إلى الرد عليه واصفًا مواقفه بأنها "رمادية". وعبر مقطع فيديو على قناته عبر موقع "يوتيوب"، قال يعقوب، إن "البعض قدموا تنازلات عن المبادئ والقيم"، وغمز من مقالات ياسر برهامي، نائب رئيس "الدعوة السلفية"، حول "درء الدعوة السلفية للمفاسد، مقدم على جلب المصالح". ويقول يعقوب في روايته إن "ديكًا كان يوقظ الحي للصلاة، وطلب منه صاحبه أن يتوقف وإلا ذبحه، الأمر الذي جعل الديك يتنازل بحجة درء المفاسد، ثم توالت التنازلات حتى بكى الديك وتمنى الموت وهو يؤذن". وأكد يعقوب أن "الأخذ بفقه الواقع الذي يؤيد التنازل عن المبادئ لا يأتي بثمار"، وهو ما اعتبرته قواعد "الدعوة السلفية" محاولة للطعن على قيادات الدعوة، لتشكيل دعوة خاصة به بديلة. ورد سامح عبدالحميد حمودة، الداعية السلفي، واصفًا يعقوب بأنه "عجيب ومُريب، فلا هو مع الدعوة السلفية، ولا هو مع الإخوان، ولا دعم مؤسسات الدولة، ولا خرج ليثور ضد ما يظنه باطلًا، فلماذا هو في الظل والمنطقة الرمادية؟". وقال حمودة في بيان: "الشيخ يعقوب أصدر بيانًا يسخر فيه ممن اتهمهم بتقديم سلسلة تنازلات عن المبادئ والقيم، والشيخ يعقوب دائم التلميح والتصريح بالطعن في الدعوة السلفية، ويتهمهم بالتخاذل والتنازل عن المبادئ، وكل ذلك بسبب مواقف الدعوة الداعمة للدولة المصرية ومؤسساتها". وأضاف: "والعجيب أن الشيخ يعقوب ما زال مُصرًا على مواقفه الكارثية رغم مرور السنوات واتضاح الرؤية، وظهور الحق الذي لا مرية فيه، وكان المنتظر من الشيخ يعقوب أن يُعلن أسفه وندمه على السنوات التي غرر فيها الشباب؛ وشحنهم بالأحقاد والأكاذيب والكراهية؛ ضد علماء الدعوة السلفية الذين هم شيوخ الشيخ يعقوب، ولكنه شرد وحده بدون فهم للتكييف الشرعي للأحداث". وتابع: "حتى خطابه بعيد عن النهج السلفي، فهو يقول (من يتنازل مرة يتنازل دائمًا)، وهذه كلمة لا يقولها طالب علم، وليست مستخلصة من القرآن ولا السنة ولا هدي السلف، ويقول (القرارات التي تصنعها الكرامة صائبة وإن أوجعت)، المفترض على الشيخ يعقوب السلفي أن يقول (القرارات التي تصنعها الرؤية الشرعية)، أما الشعارات العنترية للكرامة والخطاب الثورجي مثل الكام جملة بتوع حازم أبو إسماعيل، فلم تنفع أبو إسماعيل كما لم تنفع يعقوب". ومضى حمودة إلى القول: "والواقع يُثبت أن الدعوة السلفية حافظت على نفسها وعلى أبنائها، وحافظت على وجودها الدعوي، وحافظت على مصر، وشاركت في بناء مصر، بينما خسر غيرها كل شيء، فماذا حقق الشيخ يعقوب في كل هذه السنوات..؟".