في أول نقد يتعرض له مدير مكتبة الإسكندرية الجديد الدكتور مصطفى الفقي، خليفة الدكتور إسماعيل سراج الدين، على خلفية إنفاقه مبالغ كبيرة في إقامته في أحد فنادق الإسكندرية الفخمة، انتقد الكاتب الصحفي محمد طرابيه سلوك مدير مكتبة الإسكندرية، مؤكدا أن هناك وزيرا أقيل من منصبه تمت لأسباب مشابهة. وقال "طرابية" في مقاله الذي تنشره صحيفة "المصريون" اليوم: "إن القضية التى نحن بصددها فى هذا المقال تتشابه الى حد كبير مع تلك القضية التى كانت أحد الأسباب الرئيسية لاستبعاد الدكتور خالد حنفى وزير التموين السابق من منصبه فى شهر أغسطس 2016 ، وذلك بعدما ثبت أنه كان يقيم منذ توليه منصبه الوزارى فى فبراير 2014 بفندق سميراميس فى الجناح رقم «1038»، وإلى جواره سكرتارية الوزير فى حجرة رقم «1036»، وكان ثمن الجناح والغرفة 800 دولار يومياً، بالإضافة إلى المأكولات والمشروبات". وهنا نكشف أن السبب فى كتابة هذه السطور مجموعة من المعلومات التى كشفتها لنا مصادرنا المطلعة، حيث كشفت أن الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية يقيم منذ تسلم مهام منصبه فى أول يونيو 2017 فى فندق "شتايجنبرجر سيسيل" بالإسكندرية. وجاء ذلك بناء على طلبه الشخصى، حيث تم اختيار الغرفة التاريخية التى كان يقيم فيها عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، وهى موجودة فى الدور الثالث وتطل على البحر من النافذتين. وأوضح "طرابيه" في مقاله أن هذا الفندق أقيم فى عام 1929 وكان أول ملاكه الثري الألماني "ألبرت متزجر" الذي أسماه "سيسيل" تيمنا باسم ابن له، وصممه المعماري الإيطالي "جوسيبي أليساندرو لوريا" على الطراز الفلورنسي الذي يميز المدينة، ويتكون الفندق من خمسة طوابق وبه 85 حجرة وثلاثة أجنحة و2 مطعم و2 بار و4 غرف اجتماعات. وللعلم فإنه نفس الفندق الذى كانت تقيم فيه سيدة الغناء العربى أم كلثوم خلال فترة تواجدها بالإسكندرية وقد كشفت الكاتبة الصحفية نعم الباز عن زواج الكاتب الكبير مصطفى أمين وأم كلثوم، وقالت إنها شاهدت رسائل غرامية أرسلتها أم كلثوم إلى أمين كانت بدايتها تقول إلى زوجي العزيز مصطفى أمين والإمضاء في النهاية (المخلصة أم كلثوم – فاطمة ومؤرخة لسنة 1946، حيث إن اسم أم كلثوم الحقيقي هو فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، وكانت حوالي قرابة العشرين خطابا، وكانت هذه الخطابات مدونة على ورق فندق سيسل الشهير بمدينة الإسكندرية، مرجحة أن الزواج تم خلال تمثيل أم كلثوم لفيلم فاطمة عام 1945 واستمر الزواج بينهما لمدة 11 سنة.
كما كان من رواد الفندق عدد من المشاهير منهم: محمد نجيب، ونستون تشرشل، فيصل بن عبد العزيز، أجاثا كريستي، ألفيس بريسلي، نجيب محفوظ، عمر الشريف، محمد علي كلاي، محمود المليجي، فاتن حمامة، مصطفى النحاس. وفي معرض إشارته إلى التكاليف المبالغ فيها لإقامة مدير مكتبة الإسكندرية، قال طرابيه: ورغبة منى فى معرفة أسعار الإقامة فى الفندق التاريخى الأنيق ، قمت بالدخول على موقع ( بوكينج عربى )، وطلبت معرفة الأسعار لمدة ليلتين فى فندق سيسيل .. وجاءت قائمة الأسعار على النحو التالى: غرفة سكوير مطلة على البحر "المصريون والمقيمون فقط" ما بين 3372 جنيها و5000 جنيه. غرفة كلاسيكية 2724 جنيها . وللعلم فإن هذه الأسعار لا تشمل وجبتى الغداء والعشاء بل الإفطار فقط الذى يتم تقديمه فى الفترة من السادسة صباحاً وحتى العاشرة والنصف صباحاً. كما أن الأسعار لا تشمل 14 % ضريبة قيمة مضافة و1 % ضريبة المدينة و12 % رسوم خدمات مكان الإقامة . ولم يتسن ل"المصريون" الوصول إلى الدكتور مصطفى الفقي لمعرفة رده على هذه المعلومات.