لقب ب"أينشتاين العرب" لأن أبحاثه كانت تدور حول نفس موضوعات أبحاث أينشتاين، كان مصطفى أصغر طالب في فصله، ولكنه الأفضل ثقافيًا وفكريًا، حيث حصل على شهادة الابتدائية في عام 1910 وكان الأول على الجمهورية. ولِد العالِم الفيزياء المصري على مصطفى مشرفة، في 11 يوليو عام 1989م، وتخرَّج في عام 1917م، وبفضل تفوقه في الرياضيات، أرسلته وزارة التربية والتعليم المصرية إلى إنجلترا حيث حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة نوتنجهام عام 1920. وفي سن ال16 حصل على البكالوريا (الثانوية) في عام 1914 ليصبح أصغر طالب في ذلك الوقت يتم منحه هذه الشهادة، حيث فضَّل التسجيل في كلية المعلمين بدلًا من كليات الطب أو الهندسة بسبب اهتمامه العميق بالرياضيات. كما وافقت الجامعة المصرية على إعطاء مشرفة منحة دراسية أخرى لاستكمال أطروحة الدكتوراه. نشر مشرفة 25 ورقة أصلية في المجلات العلمية المتميزة حول نظرية الكم، ونظرية النسبية، والعلاقة بين الإشعاع والمادة. كما نشر حوالي 12 كتابًا علميًا حول النسبية والرياضيات؛ وتم ترجمة كتبه حول نظرية النسبية إلى لغات عدة مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية والبولندية، بالإضافة إلي قيامه بترجمة 10 كتب في علم الفلك والرياضيات إلى اللغة العربية. نشر العديد من أبحاثه العلمية في مجلات علمية بارزة، أثناء إقامته في لندن، وحصل على درجة الدكتوراه في عام 1923 من كلية الملك في لندن في أقصر وقت ممكن وفقًا للوائح هناك. وفي عام 1924 حصل مشرف على درجة دكتوراه في العلوم، وهو أول عالم مصري والحادي عشر عالميًا يحصل على هذه الدرجة. وأصبح مدرسًا في كلية المعلمين العليا في جامعة القاهرة، وأستاذًا مساعدًا للرياضيات في كلية العلوم لأنه كان دون سن الثلاثين، وهو الحد الأدنى للسن المطلوب للحصول على وظيفة بدرجة أستاذ. تم رفع دعوته إلى البرلمان، الذي كان يترأسه سعد زغلول في عام 1926، حيث أشاد البرلمان بمؤهلاته ومزاياه التي تفوق عميد الكلية الإنجليزية، لذا تم ترقيته إلى درجة أستاذ. ويعتبر مشرفة أول أستاذ مصري في الرياضيات التطبيقية في كلية العلوم، ثم أصبح عميد الكلية في عام 1936، في سن ال 38، وظل في منصبه عميدًا لكلية العلوم حتى توفي في عام 1950. وفي عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي درس معادلات ماكسويل والنسبية وكان لديه مراسلات مع ألبرت آينشتاين شخصيًا. كان مشرفة مهتم بتاريخ العلم، حيث إنه قام بدراسة مساهمات العلماء العرب في العصور الوسطى، وقام بمساعدة أحد طلابه وهو محمد مرسي أحمد، في نشر كتاب الخوارزمي في مجال الرياضيات، بالإضافة إلي اهتمامه بالعلاقة بين الموسيقى والرياضيات، حيث ساعد على تأسيس المجتمع المصري لمشجعي الموسيقى في عام 1945. ويعتبر أول من دعا إلى الإصلاح الاجتماعي والتنمية القائمة على البحث العلمي، وكان حريصًا على نشر الوعي العلمي العام، وكتب العديد من المقالات والكتب للجمهور حول العلوم في أشكال بسيطة. حصل على لقب "باشا" من قِبَل الملك فاروق، ولكنه رفض اللقب معللًا بأنه لا يوجد لقب أفضل من دكتوراه العلوم التي يحملها. كما قام معهد العلوم المتقدمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 1947 بدعوة مشرفة ليكون أستاذا زائرا في جامعة برينستون، ولكن الملك رفض ذلك. توفي في ظروف غامضة يوم الاثنين 15 يناير 1950م، وتم نشر تقارير صحفية في ذلك الوقت تشير إلى أنه تم اغتياله من قبل إحدى عمليات الموساد الإسرائيلية ضد العلماء العرب البارزين، وللأسف لم تتحرك الأوساط العلمية الدولية للتحقيق بعمق في وفاة العالم المصري. وأعرب ألبرت آينشتاين أعظم علماء عصره عن أسفه بوفاة مشرفة، حيث كان على دراية شخصية بعبقرية الدكتور مشرفة وطموحاته قائلا: أعزى العالم في تلك الخسارة العلمية الكبيرة مؤكدًا أن اسمه وإنجازاته لن تُنسى أبدًا. وقال ألبرت أينشتاين في لهجة واثقة: "لا يمكنني التصديق أن مشرفة قد مات، بل إنه على قيد الحياة من خلال أبحاثه، ونحن في حاجة إلى مواهبه، بل هو خسارة كبيرة ، كان عبقريًا، وكنت متابعًا لأبحاثه في مجال الطاقة الذرية، وبالتأكيد فهو واحد من أفضل العلماء في الفيزياء".