قفز اللواء محمد عرفان، رئيس هيئة الرقابة الإدارية مجددًا في صدارة بورصة التكهنات لخلافة المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، مع قرب الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة عقب حلف الرئيس عبدالفتاح السيسي اليمين الدستورية، بعد غد السبت أمام مجلس النواب في مستهل ولايته الرئاسية الثانية. عرفان استطاع على رأس جهاز الرقابة الإدارية أن يوجه سلسلة من الضربات القوية إلى الفساد داخل العديد من مؤسسات الدولة. وكان أبرزها القبض على الدكتور هشام عبدالباسط محافظ المنوفية بتهم فساد، وأكثر من 5 مسئولين في وزارة التموين بينهم مستشاران للوزير، ورئيس مجلس إدارة شركة الصناعات الغذائية، ونائب محافظ الإسكندرية، ووزير التموين الأسبق، وغيرهم من مسئولين بارزين. وقال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إن "اللواء محمد عرفان من أبرز الشخصيات على الساحة خلال الفترة الأخيرة، وحقق نجاحات كبيرة في قيادته لهيئة الرقابة الإدارية، لم يتوقعها الرئيس نفسه عندما اختاره للمنصب". وأضاف: "على المستوى الشعبي أصبح يحظى بشعبية وقبول ومصداقية كبيرة, وهو أمر يعتبر حاسمًا بالنسبة لتولي مسئول حكومي جديد منصبه، كان ينقص المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء الحالي، وكذلك أسلافه، حيث لايملكون الكاريزما، ولديهم شعور دائم بأنهم تابعون وليسوا قادة". وتابع: "المقياس الحقيقي في الأمر هي قدرة عرفان على التخلي عن الدور الرقابي، والقيام بمسئولية الدور التنفيذي، وهو بالتأكيد مختلف بشكل كبير عن الدور الرقابي". وأشار إلى أنه "على العكس تمامًا فإن الدور التنفيذي يقوم بالصفتين، وفي حالة تقلده منصب رئيس مجلس الوزراء، فإنه يصبح أمام مسئولية كبيرة في تفعيل دور الأجهزة الرقابية داخل الوزراء والجهات المختلفة، الأمر الذي طلب به الرئيس السيسي أكثر من مرة، وعلى هذا فإنه من الوارد أن يكون عرفان أبرز المرشحين لتولي منصب رئيس مجلس الوزراء". من جهته، قال الدكتور سعد أبو عامود، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن "رئيس هيئة الرقابة الإدارية أصبح الشخصية الأبرز على الساحة، وأكثر الأسماء تداولاً خلال الفترة الأخيرة، على الرغم من أنه لا يمكن لأحد أن يتذكر أحد قيادات الأجهزة الإدارية والرقابية في مصر، إلا فيما عدا فترة رئاسة المستشار هشام جنينية للجهاز المركزي للمحاسبات". وأضاف: "ما يقوم به عرفان أمر يعكس رغبة الدولة المصرية في محاسبة الفاسدين، وعدم السماح لهم بأي حال من الأحوال بالهروب من مصيرهم بالسجن المحقق". وتابع: "الطبيعي في حالة إجادة مسئول في موقعه أن يتم ترقيته إلى مكانة أفضل، وليس هناك مكانة أفضل لعرفان أكثر من رئاسة مجلس الوزراء، والتي هي على أبواب التغيير بعد حلف الرئيس السيسي اليمين الدستورية رئيسًا للبلاد في الأسبوع المقبل". واستدرك: "ليس هناك أفضل من اللواء عرفان لتولي هذا المنصب، لما أثبته من كفاءة كبيرة في قيادة جهاز الرقابة الإدارية، خاصة وأن جهازه وجه ضربات كبيرة إلى وزير ومحافظ ومستشارين لوزراء مهمين، وبالتالي فإنه لا يخشى شيئًا، وهذه من أهم مميزات رئيس الوزراء، أن يضع برنامجه بشكل مستقل عن المؤسسات العليا المحيطة به، ويختار مساعديه ووزراءه بعناية واستقلال".