الزعفراني: لم يحصل أي اتصالات من أي نوع.. وعيد: كانت هناك محاولات في السابق فجرت تصريحات إبراهيم منير، نائب مرشد جماعة "الإخوان المسلمين"، ويوسف ندا، المفوض السابق للعلاقات الدولية بالجماعة، الجدل مجددًا حول المصالحة بين "الإخوان" والسلطة، عقب المبادرة التي أطلقها الدكتور كمال الهلباوى، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، القيادي السابق بالجماعة مؤخرًا، وتهدف إلى إنهاء الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ 5 سنوات. وكشف منير، للمرة الأولى عن وجود "محادثات"، بين عامي 2014، و2016، بين أشخاص محسوبين على السلطة، ويوسف ندا، المقيم خارج مصر، مستدركًا: "طُلب من ندا، النزول لمصر أو الالتقاء بسفير مصر في سويسرا، وهو ما عرقل الحوار من البداية مع تمسك هؤلاء الأشخاص بأهمية اعترافنا بشرعية السيسي". وفي لقاء متلفز له، قال منير، إن الجماعة مستعدة للتفاوض مع النظام بثلاثة شروط، وتتمثل في أن يكون الحوار مع شخص «مسؤول وليس سفيرًا»، وأن يسبق الحوار إطلاق سراح السجناء السياسيين. وأضاف: "تعلمنا من ديننا ونؤمن بما جاء في كتاب الله -عز وجل- وفي سورة الأنفال بقوله تعالى: وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم". فيما دعا ندا، الدكتور محمد مرسي، أول رئيس مدني إلى التنازل عن "الشرعية"؛ لحل الأزمة بالبلاد، قائلاً إنه لا مانع لديهم من التحاور مع الرئيس عبد الفتاح السيسي: "الله خاطب وحاور إبليس، ونحن مستعدون لمحاورة الشياطين كلها". وفي تصريحات متلفزة، كشف ندا عن جانب من الاتصالات التي تلقاها من مسؤولين وشخصيات، والتي كانت تهدف لمحاولة الوصول لحل ينهي الأزمة المصرية. وأضاف: "في إحدى المرات تلقيت اتصالًا في شهر مارس 2014 من صديق عزيز محترم له تاريخ، وكان بجواره على الخط رتبة عسكرية كبيرة معروفة ولها تاريخ في أحداث قومية ومحلية، وللأسف اختفى القائد العسكري بعد ذلك ولا ندري أين هو الآن". وتابع: "أما في المرة الثانية فكان الاتصال عبر صديق قديم شغل سابقًا منصب وزير لفترة طويلة، وكما قال إنه كان مُكلفًا من رأس السلطة، وأصر على طلبه مني أن أحضر إلى مصر للتفاهم، وهو الأمر الذي لم أستجب له". واستطرد ندا قائلاً: "وفي المرة الثالثة والرابعة والخامسة نكلوا ببعض من اتصلوا بنا، ومنهم من هو في السجن الآن ومنهم من اختفى ولا نعلم مصيرهم حاليًا". ورفض الإفصاح عن آخر توقيت تلقى فيها اتصالًا من مسؤولين ، قائلًا: "ليس كل ما يعرف يقال، وليس كل ما يقال حان وقته، إلا أن معظم الاتصالات التي جاءتنا كانت خلال الفترة بين عامي 2014 و2016، بل وحتى أواخر عام 2017 ولا يمكن الإفصاح عن جميع تفاصيلها في الوقت الراهن". الدكتور خالد الزعفراني، القيادي السابق بالجماعة، والباحث في الحركات الإسلامية، قال إن "منير وندا، ليسا أصحاب قرار داخل الجماعة، ومن ثم يجب أن لا تُحمل أية أحاديث أو تصريحات لهما على محمل الجدية"، واصفًا كلامهما بأن به "مغالطات وأكاذيب كثيرة". وأضاف ل "المصريون: "أصحاب القرار الحقيقي داخل "الإخوان"، هم: الدكتور محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، والمهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان، بينما منير لا يخرج عن كونه واجهة للجماعة أمام الغرب، أما ندا، فهو بعيد تمامًا عن "إخوان مصر"، والحركة الإسلامية لأكثر من 55 عامًا. ونفى الزعفراني ما ذكره المفوض السابق للعلاقات الدولية بالجماعة حول إجراء اتصالات مع شخصيات من داخل السلطة، قائلاً: "حديث ندا حول أن الدولة تواصلت معه مع أجل إجراء مصالحة عار تمامًا من الصحة، ولم يحدث، ولم يتواصل معه أحد من النظام كما زعم". وأشار إلى أن "المرة الوحيدة التي طلبت فيها الدولة أن يتوسط أحد، كانت أثناء اعتصام رابعة (الذي تم فضه في 14 أغسطس 2013)، حيث طلبت من اللواء فؤاد علام وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق أن يتواصل مع كرم زهدي، الزعيم السابق للجماعة الإسلامية من أجل أن يقنع الجماعة بفض الاعتصام، إلا أنه قال أن خالد الزعفراني، هو من يستطيع القيام بتلك المهمة". القيادي السابق بجماعة "الإخوان" أشار إلى أنه تواصل مع بعض أعضاء مكتب الإرشاد، لإقناعهم بذلك، ورحب بعضهم في البداية، إلا أن الشاطر رفض. وأشار إلى أن من بين توسط أو حاول إجراء مصالح بين الجماعة والإخوان، الدكتور محمد سليم العوا، وكان ذلك عام 2013 و2014، وباتصال مباشر مع اللواء محمد العصار، متابعًا: "هذه كانت المحاولة الأولى، بعدها كان لدى الدكتور محمد علي بشر مشروع مصالحة لكنه لم يكتمل، أي حديث آخر عن المصالحات غير صحيح". ومضى قائلًا: "الإخوان تختار ندا ومنير للتحدث عن المصالحة، لأنهما ليسا من قيادات الجماعة، وحتى لا تحدث مشكلة بين القيادات والشباب، وإذا سُألت القيادات عن حديثهما، سيقولون أنهما يعبران عن وجهات نظرهما فقط، وليس وجهة نظر الجماعة". ورأى الزعفراني، أن "الهدف من ذلك هو توجيه رسالة للغرب بأن الجماعة لا مشكلة عندها في إجراء مصلحة، وإنما العثرة من النظام". واعتبر أن "أهم ما يميز ندا، علاقته القوية بالغرب والأجهزة هناك، وكذلك علاقته المتينة بالشيعة في إيران"، مشيرًا إلى أن "علاقته بإيران ومدحه للشيعة مرارًا وتكرارًا، تثير دائمًا موجة غضب ضده من الجماعات الإسلامية في مصر". ورفض تقدير ندا حول أن عدد "الإخوان" حول العالم يتجوز ال100 مليون شخص، واصفًا كلامه بأنه "مبالغ فيه ويحمل مغالطات كبيرة، إذا أن عددهم لا يتجاوز داخل مصر سوى 250 ألف شخص، وذلك وفقًا لما أعلنه الدكتور محمد حبيب، النائب الأول لمرشد الإخوان السابق، والذي من المؤكد أن حديثه صحيح وبناء على دراسات". بينما قال سامح عيد، الإخواني السابق، والباحث في الحركات الإسلامية، إن "الجديد في حديث القياديين الإخوانيين، هو أن الجماعة على استعداد للجلوس من إجراء مصالحة، لكنها ما زالت متمسكة بشروطها، ما سيؤدي إلى تعطيل أي مبادرة أو وساطة لإنهاء الأزمة". عيد أضاف "المصريون": "ذلك يُعد نوع من إنكار الواقع، حيث إن مرسي لن يرجع، إضافة أن السلطة الحالية معترف بها دوليًا وتعتبر السلطة الرسمية"، مشيرًا إلى أن ندا لم يكشف عن الشخصيات التي تواصلت معه، ما يجعل الأمر محاط بالغموض. وأوضح عيد أنه "خلال عام 2013 كان هناك اتصالات لإنهاء الأزمة، وكذلك في عام 2104 وأثناء فترة حكم المستشار عدلي حسين، كانت هناك محاولات عديدة؛ للتوصل لحل، غير أن الجماعة أصرت على شروطها، ما أدى لإفشال كافة المحاولات". الباحث في الحركات الإسلامية، ذكر أن "ندا تحدث عن أن هناك شخصيات عسكرية كثيرة تواصلت معه بين 2016 و2017 لإجراء مصالحة، وهذا وارد أن يكون قد حدث بالفعل، ولكن السؤال: على أي مستوى جرت المحادثات".