شهدت منطقة الحسين ليلة أمس واقعة محزنة حيث عاش العشرات من المحبين والمريدين بالمشهد، وآخرون في الخارج يقضون ليلة النصف من شعبان في رحاب آل البيت، حالة استياء لما حدث بعد طعن بعض أفراد الشرطة من قبل مسجل خطر. الأمور كانت تبدو طبيعية إلا أن ثمة جديدًا طرأ، حيث بدأت سيارات الشرطة في الوصول بشكل لافت، وقامت عناصر الأمن في الانتشار بشكل مكثف، والمارة يؤكدون أن هناك حادث طعن لبعض عناصر الشرطة. وفي منتصف الليل، قام رجال الشرطة بالمنطقة المحيطة بالمسجد، بمراقبة الحالة الأمنية، ومنع وقوع حالات السرقة بسبب الزحام، فضلاً عن فحص المترددين، وفجأة وبدون مقدمات فاجأ أحد الأشخاص عناصر الشرطة المتمركزة بالمشهد الحسيني، شاهرًا سلاحًا أبيض خبأه بين طيات ملابسه، وطعن به عددًا من أمناء الشرطة. حاول باقي عناصر الشرطة القبض على المتهم الذي حاول الهرب، لكنه سقط في قبضة الأهالي الذين أسرعوا بنقل عناصر الشرطة إلى مستشفى الحسين، إذ إن أحدهم حالته خطيرة، فيما اصطحبت قوات الأمن المتهم إلى ديوان القسم؛ للوقوف على أسباب الحادث. ساعات قليلة قضاها أمين الشرطة المصاب داخل المستشفى وسط محاولة الأطباء إنقاذه، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة صباح اليوم متأثرا بجراحه. وقال مسئول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية، إنه أثناء مرور إحدى الخدمات الأمنية المعينة لملاحظة الحالة بدائرة قسم الجمالية، مساء أمس، اشتبهت في أحد الأشخاص، وحال استيقافه؛ تعدى على بعض أفراد القوة بسلاح أبيض كان بحوزته، محدثًا إصابات بعدد منهم. وأكد مسؤول المركز، أن باقي أفراد القوة تمكنوا من السيطرة عليه وضبطه عندما حاول الهرب، مشيرًا إلى أن المتهم يدعى "أمير.ع"، 42 سنة، سبق اتهامه في قضيتي "إحداث عاهة" ومحكوم عليه غيابيًا بالسجن 3 سنوات. وناظر فريق من نيابة الجمالية الجزئية برئاسة المستشار أحمد زيتون، وإشراف المستشار عبد الرحمن شتلة، المحامي العام لنيابات غرب القاهرة، جثة أمين الشرطة، وأمرت النيابة بتشريح الجثمان، والتصريح بدفنه عقب ذلك، وتكليف مصلحة الطب الشرعي بإعداد تقرير مفصل عن أسباب الوفاة. وتعذر للنيابة الاستماع لأقوال أفراد الشرطة المصابين؛ لسوء حالتهم الصحية، وكذلك المتهم الذي نفذ الجريمة، والذي أصيب أيضا، وتم تعيين حراسة مشددة عليه، وتستمع النيابة حاليا لأقوال بعض الشهود حول الواقعة؛ لكشف ملابسات الحادث وأسبابه، والدافع وراء ارتكابه. بالعودة إلى منطقة الجمالية، وتحديدا بمحيط مسجد الحسين، تحولت إلى ثكنة عسكرية وسط انتشار رجال البحث الجنائي الذين يبحثون عن إجابة للسؤال الأبرز "ما الدافع وراء تعدي ذلك الشخص على أمناء الشرطة؟"، وتم سماع أقوال أصحاب المحلات المجاورة، وجار تفريغ كاميرات المراقبة التي سجلت الواقعة، فيما زار اللواء خالد عبد العال مدير أمن القاهرة يرافقه اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، المصابين للاطمئنان على حالتهم الصحية.