كشفت مصادر عن أن شركة مصر للطيران قررت مؤخرًا، جعل دعاء السفر بجميع طائرتها صامًتا، بحيث يظهر على شاشات العرض داخل الطائرات أثناء إقلاعها بدون أي صوت. وكان دعاء السفر استمر بالصوت الجهوري لسنوات طويلة، وبعد أن قررت الشركة مؤخرًا الاكتفاء ببثه على شاشات العرض فقط، اعتبره البعض انتصار للدولة المدنية على حساب الدولة الدينية. وقال الدكتور خالد منتصر، الكاتب الصحفي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تعقيبًا على هذه الخطوة، إنها "ترجمة بسيطة لمعنى الدولة التي تحترم مبدأ التعدد ولم ترضخ لابتزاز السلفيين". وأضاف: "مصر للطيران تحمل يوميا كافة الأديان والأجناس وتطير بمحركات سليمة وبمهارات طاقم الطائرة المدرب وطاقم ضيافة كفء ولا تطير بدعاء الركوب". وأشار إلى أن "دول العالم التي فيها أقل نسبة حوادث طائرات ليس في طائرتها دعاء الركوب بل إنها تقدم خمرًا على طائرتها". وتابع: "ليس بدعاء الركوب ولا بتقديم الخمور نحمي طائراتنا من الحوادث ولكن نحميها بحسن الصيانة وكفاءة الطيارين والعاملين بها". من جانبه، قال الدكتور عبد الحليم منصور عميد كلية الشريعة بالمنصورة وعضو لجنة الإفتاء بالأزهر، إن "قيام شركة مصر للطيران بجعل دعاء السفر بجميع طائرتها صامًتا لا يخالف الشرع الإسلامي بل هو عين الإسلام الصحيح". وأضاف ل "المصريون": "هذا القرار ربما جاء بناء على شكوى تقدم بها بعض الركاب الأجانب لشركة مصر للطيران، الذين يزعجهم هذا الصوت لأنه لا يتفق مع عقائدهم الدينية، فاستجابت لهم الشركة، لأن الإسلام دين السماحة ويحترم الأديان الأخرى". وأكد منصور أن "جعل دعاء السفر صامتًا يتناسب مع جميع الأديان، لأنه سيظهر على الشاشة، ومن أراد أن يقرأه من المسلمين، سيقرأه ومن أراد من غير المسلمين أن لا يقرأه فلن يقرأه، فالإسلام دين اليسر ويتسامح ويحترم جميع العقائد الأخرى". في السياق، قال الدكتور محمد عبدالعاطي، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن "قيام شركة مصر للطيران بجعل دعاء السفر بجميع طائرتها صامتًا هي مسالة تنظيمية بحتة تخص شركة مصر للطيران ولا علاقة لها بالشرع على الإطلاق". وأضاف عبد العاطي ل "المصريون": "شركة مصر للطيران ليست مسجدًا أو مكانًا يقام فيه الشعائر الدينية حتى نتحدث عن الحرام والحلال بداخلها بل هي شركة مدنية لا علاقة لها بالشعائر الإسلامية، وأي إجراءات تتخذها هي من صميم عملها ووفقًا لما يتفق مع توجهاتها القومية".