قام فنيون وموظفون من وزارة الآثار ، وبعض من قيادات قطاع الآثار الإسلامية باقتلاع 55 منبرا من أعظم وأجمل منابر القاهرة الإسلامية من أماكنها وتخزينها فى مخازن متحف الحضارة لحين إعادة عرضها وفقا لما ستقرره اللجان لاحقا. يأتي هذا وفقا لقرار يحمل رقم 110 لسنة 2018 ، وأن المنابر لن تكون وحدها هى الهدف بل أيضا ستين قطعة أخرى موزعة بين مشكاوات وكراسى مقرئين وثريات. الهدف من هذا القرار وفق ما صرح رجال وزارة الآثار لصحيفة الأهرام والذي نشرته أمس ، هو حمايتها من عمليات السرقة ، وإعادة عرضها فى أماكن أخرى , وما بين الحماية وإعادة العرض تبقى حقيقة أن مساجد القاهرة التاريخية ستبقى فارغة من محتوياتها المعمارية والأثرية المتميزة. وأكد خبراء الآثار ، ربما يكون من المستحيل إعادة تركيب تلك المنابر بعد تفكيها لتتحول لمجرد أرقام لعهدة فى مخازن مغلقة يموت فيها التاريخ. عملية التفكيك طالت واحدا من أجمل منابر القاهرة المملوكية « منبر مسجد ومدرسة «أبو بكر مزهر» . كما يؤكد الواقع أنه على مدى خمسة عشر عاما تعرضت حوالى 17 منبرا من منابر مساجد القاهرة التاريخية لحوادث سرقات ما بين سرقات أجزاء صغيرة مرورا بسرقة أجزاء مهمة وبنفس الوتيرة تعرضت نفس المساجد لسرقة أشياء أخرى لها قيمة مالية متميزة عند عرضها للبيع فى المزادات ، وأهمها المشكاوات وكراسى المقدم وغيرها من الأجزاء التى يسهل اقتناصها من تلك المساجد ودائما كان الفاعل مجهولا ، بحسب ما أوردته الأهرام. من جانبها قالت دكتورة أمنية عبد البر المتخصصة فى العمارة المملوكية "أن منبر مسجد أبو بكر مزهر تحديدا هو تحفة جميلة بما يحويه من أشغال خشبية وصدفية شديدة الدقة والجمال ويتميز أيضا بضخامة حجمه ودقة صناعته". كما أن المسجد بشكل عام يعتبر تحفة من تحف البناء خاصة فى استخدام السقوف الخشبية والأعمدة الرخامية . وقد تحول المكان فجأة منذ يومين إلى ثكنة من العمال ورجال وموظفى قطاع الآثار الإسلامية , حيث جرت بسرعة غير معهودة عملية تفكيك منبر المسجد الضخم بالكامل.