المرشد يتهم «السادات» بتنفيذ الحادث.. والإخوان: «السندى» وراء مقتله بفتوى منسوبة ل«السيد سابق» بدأت القصة كما يرويها القيادى الإخوانى فى مذكراته محمود الصباغ، أحد أعضاء التنظيم السرى للإخوان المسلمين، والذى يعرف ب"النظام الخاص"، أنه قد توجه مجهول إلى منزل المهندس "السيد فايز"، أحد أعضاء التنظيم السرى، وسلم أخته "لفافة" على أنها هدية بمناسبة المولد النبوى الشريف، فلما حضر شقيقها سلمته اللفافة، وعند فتحها انفجرت فى وجهه لتقتله وشقيقه الصغير، وهُدم جزء من المنزل الذى كانوا يقطنون فيه، ولم تصب الشقيقة الصغرى بسوء. وأضاف "الصباغ"، فى روايته، أنه بعد الانصراف من الجنازة أصدر مكتب الإرشاد، قرارًا بفصل أربعة من الجماعة هم: (عبد الرحمن السندى، وأحمد زكى رفعت، وأحمد عادل كمال، ومحمود الصباغ). عملية اغتيال "فايز" تسببت فى شقاق بين أعضاء الإخوان المعاصرين واللاحقين ولم تعرف هوية المنفذ لعملية الاغتيال إلى الآن، فبعض قيادات الإخوان اتهمت عبد الرحمن السندى، زعيم النظام الخاص باغتيال السيد فايز، والبعض اتهم السلطة فى ذلك الوقت بأنها كانت وراء عملية الاغتيال؛ لإحداث بلبلة فى صفوف الجماعة. فيما كان هناك تخبط فى روايات وشهادات المعاصرين لحادث الاغتيال، حيث غابت الحقيقة ولم تُعرف إلى الآن. صلاح شادى، القيادى الإخواني الراحل، وكان مسئولًا عن ضباط الإخوان فى الداخلية وقتها، وهو ما يعرف بمسئول "الوحدات" كتب فى كتابه "حصاد العمر"، أن السبب وراء مقتل "السندى"، للسيد فايز هو قيام الأخير بإفشاء أسرار خاصة عن النظام الخاص لمرشد الجماعة وقتها "حسن الهضيبى"، وهو ما يعد جرمًا يستحق عليه الموت، بحسب روايته. "العجيب" أن المرشد الأسبق والرابع للإخوان المسلمين "محمد حامد أبو النصر"، اتّهم الرئيس السادات، بأنه كان وراء عملية الاغتيال، ونشر ذلك سلسلة مقالات فى جريدة "المسلمون"، وأن أقرب الروايات لقبولها بأنه هو من قام بعملية الاغتيال. "الصباغ" فى مذكراته أورد رواية صادمة عن مقتل السيد فايز، وهو ما فاجأه به أحد أعضاء النظام الخاص "أحمد عادل كمال"، بأن عبد الرحمن السندى هو من قام بقتل السيد فايز بناءً على فتوى من الشيخ "السيد سابق". وأضاف "الصباغ"، فى روايته، أنه فاجأه بذلك، وأقر بهذه الرواية فى شركة كان قد أسستها مع القيادى مصطفى مشهور فى عمارة رقم 2 بشارع شريف بوسط البلد، والتى تعرف ب"الشركة الشرقية للتجارة والهندسة - إتيكو". واستطرد "الصباغ"، قائلًا: إننى صُدمت بهذه الرواية وطالبته بالبينة، حيث أكد لى أن السندى أرسل شخصين بالطرد الملغوم إلى منزل السيد فايز، فطالبته باسمى الشخصين فلم يذكرهما، ولكنه قال لى: اسأل أحمد زكى - عنصر التنظيم السرى المفصول من النظام الخاص - فلما سألته، أكد لى ما قاله أحمد عادل كمال. وتابع فى حديثه عن حادث الاغتيال: أننى توجهت إلى منزل الشيخ السيد سابق، وسألته عن أصل الفتوى بقتل السيد فايز، فأكد أنه لم يفتِ بذلك، ولم يذكر أمامه اسم السيد فايز إطلاقًا، وأن ما قام به من فتوى كانت عامة عن جواز قتل "المحارب للإسلام والمسلمين". وأشار إلى أنه اجتمع بعدها لمعرفة الحقيقة فى منزل عبد الرحمن السندى بصحبة السيد سابق، والشيخ محمد الغزالى، وأحمد عادل كمال، وأحمد رفعت، وطالبنا السندى بإيضاح الحقيقة، والذى أصر على عدم الحديث إلا بحضرة "صالح عشماوى"، من مؤسسى النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين، والذى كان متواجدًا فى ذلك الوقت بالمملكة العربية السعودية. وبعد انتظار "عشماوى"، ومواجهته بحقيقة مطالب "السندى" أنكر أى صلة أو معرفة حقائق حول هذا الموضوع، ولم نستطع أن نواجه "السندى" بذلك وقتها؛ لأنه كان قد فارق الحياة ورحل عن الدنيا. وبهذا طوى الإخوان صفحة السيد فايز، دون معرفة الحقيقة؛ خاصة بعد اعتراف أحمد عادل كمال بأن ما نقله كان شخص آخر, وأصر على عدم الإدلاء بهذا الاسم فى أى مرحلة من مراحل التحقيق.