الأحداث فى ربوع الوطن كثيرة ومتلاحقة ولا أعرف من أين أبدأ، إلا أن حدثًا آخر وقع يستحق أن نسلط الضوء عليه، وهو صدور أمر السلطان قابوس بن سعيد المعظم باختيار الزميل والصديق العزيز عبد الله بن ناصر بن مسلم الرحبى مندوبًا دائمًا لبلاده لدى هيئة الأممالمتحدة فى جنيف، ليكون أحدث وجه عربى فى هذه المنظمة العتيدة. والواقع أن اختيار الرحبى لهذه المهمة يستحق تسليط الضوء عليه فى كبريات الصحف العربية، نظرًا لما يتمتع به الرجل من قبول فاعل على المستوى الشخصى والإنسانى، فهو من شباب السلطنة الفاعلين، الذين شاركوا بفاعلية وإخلاص فى نهضتها الإعلامية خلال ال 25 عامًا الماضية، كما أنه محب لمصر وأهلها، ولما لا فهو خريج جامعة الإسكندرية، وقد زاملنى فى فترة الدراسات العليا، فوجدت فيه الإنسان المحترم الملتزم بسمته وأخلاقه العربية الأصيلة، ثم تدرج بعد ذلك فى العمل الإعلامى، حتى أصبح وهو فى هذه السن الصغيرة رئيسًا لمجلس إدارة أكبر صحف سلطنة عمان وأكثرها تأثيرًا "عمان اليوم"، فنهض بها، وانطلق بتوزيعها إلى آفاق رحبة، وبالرغم من أن الأقدار لم تتح لنا فرصة العمل سويًا، إلا أننى وبحكم المهنة كنت أتابعه عن كثب، مبتهجًا بنجاحاته الكبيرة والمدهشة مستعينًا فى ذلك بزملاء أجلاء من شتى الدول العربية وخاصة من مصر. والحقيقة، فإن التجربة العمانية فى النهضة والتنمية تستحق الإشادة، وما يقوم به جلالة السلطان قابوس بن سعيد يستحق التحية والتقدير، فهو نوع من القيادة التى تعمل فى صمت، فنشر العدل، والخير فى الربوع، وانتقل بالسلطنة إلى معدلات نمو غير مسبوقة حسب تقديرات تقرير الأممالمتحدة الإنمائى مع نهضة اجتماعية واقتصادية وتعليمية وصحية، والأهم من ذلك أن السلطان قابوس بن سعيد لم يغفل تنمية الإنسان العمانى الذى هو أثمن ثروات البلاد، فنشر نهضة بشرية وإنسانية فى طول البلاد وعرضها، فكان الرحبى وأمثاله نتاجًا لها. ما أحوجنا إلى النموذج العمانى فى التنمية ونحن نعيد بناء مصر من جديد، تنمية قائمة على العدل، والحق، تنمية حقيقية بلا زيف أو خداع.. وما أحوج المجموعة العربية فى المنظمة الدولية إلى شخص مثل الرحبى.. رجل عربى وعروبى حتى النخاع، ملتزم ببقايا الوطن لا يقبل المساومة.. فلنهنئ أنفسنا جميعًا. [email protected]