من حسنات الديكتاتور حسنى مبارك وحسنات المسجون حبيب العادلى أنك لم تكن تسمع صوتًا من شلة المعارضين "الفشنك" الذين تم صنعهم على أيدى النظام السابق وأجهزته المختلفة، ويكفى أن يتصل مسؤول بمعارض "فشنك" زود معارضته فى جريدة أو قناة حبتين حتى يرتبك الأستاذ "الفشنك" ويعلن عن احترامه للرئيس وللسيد صفوت الشريف وللسيد وزير الداخلية، وما حكاية السيدة المذيعة المعارضة حاليًا هالة سرحان منا ببعيد عندما فبركت برنامجًا فى فضائيتها "الروتانية" عن بنات الليل فى مصر، وعندما كشر حبيب العادلى عن أنيابه لها والإعلان عن القبض عليها ومحاكمتها عما قدمته أيديها من فبركة إعلامية فجة ضد بنات البلد، فوجئنا بها تطير فى جنح الليل وعلى طائرة قيل إنها ملك صاحب القناة إلى خارج الدولة فى مأوى جاهز ومعد سلفًا لمن تأتى رجله فى الخطأ ومن ثم معاقبته قانونيًا، ولكن بعد الثورة ونجاحها وطئت قدم السيدة هالة سرحان أرض مصر وصنع لها برنامج جاهز لا تستضيف فيه إلا المتطاولين على كل ما هو إسلامى وطنى وبشكل فج، مثلها مثل المتواجدين فى القنوات الخاصة الجديدة من أمثال السيدة لميس الحديدى والسيد خيرى رمضان وغيرهما من مذيعين ومذيعات ومعارضين ومعارضات كانوا بالأمس وبالأمس القريب أبواقا لمبارك وللسيدة حرمه ولأنجاله الكرام، يلمعون فيهم بالليل والنهار ويسبحون بحمدهم ويتغزلون فى حكمتهم المباركة وخبرتهم الفذة فى السياسة والاقتصاد والشياكة والأبهة، حتى جعلوا منهم آلهة تتحكم فى رقاب العباد وفى أرزاقهم تمنح من تشاء الأرض والشركات والمصانع، وتمنع عن بقية المصريين قوت يومهم وعيالهم، لم نسمع لهذه الغربان الناعقة أى صوت معارض بل همسة معارضة لحسنى مبارك وشلته الفاسدة، الآن وبعد أن فاز الدكتور محمد مرسى برئاسة الجمهورية عن جدارة بدأ نعيقهم يرتفع ونحيبهم يجلجل فى الفضاء وعلى صفحات الصحف ضد الرئيس المنتخب شعبيًا وضد أى إنجاز يبرز أو إنجاز فى طريقه للظهور، مادام هذا الإنجاز لم يأت من حبيبهم وولى نعمتهم الذى ينفق من مال الشعب المنهوب والمسروق عليهم ويغدق عليهم من النعيم الذى لا حق لهم ولا له فيه، بل هو حق الشعب الذى صبر أكثر من 30 سنة لم ير إلا هذه الوجوه التى لا ترى إلا ما يملأ جيوبها وبطونها، وآخر ما تفكر فيه هو الشعب الذى يتكلمون باسمه وهم يطعنونه فى ظهره ويمنعون عنه أى خير يمكن أن يأتى إليه خلال هذه الفترة، والسبب أن أسيادهم أوحوا إليهم أن عطلوا كل ما يقوم به الرئيس الجديد واستخدموا أصواتكم وحيلكم وألاعيبكم وشعوذتكم فى إرباك المشهد وتعطيل المسيرة حتى يلجأ الشعب إليهم ويقول "الحقونا"، وهذا حلمهم المستحيل والذى لن يتحقق بإذن الله لأن الشعب المصرى يقف معه الله عز وجل، وهو الشعب الوحيد الذى لا يلدغ من جحر مرتين، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"، فلا يعقل أيتها الغربان الناعقة أن يلدغ الشعب المصرى المؤمن منكم مرتين ومن أسيادكم مرتين، فاتقوا حلم الحليم ولا يغرنكم حلمه فى التطاول عليه وعلى رئيسه المنتخب. [email protected]