أثارت الضربة العسكرية التي وجهتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا فجر اليوم إلى أهداف ومواقع حيوية وإستراتيجية ضد نظام الأسد في سوريا، انقسامًا في أوساط النخبة المصرية، ما بين مؤيد ومعارض لها. وقال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، إن الغارات الثلاثية ضد مواقع في سوريا ترسل رسائل متناقضة. وأضاف: "الغارات الثلاثية ضد مواقع في سوريا ترسل رسائل متناقضة، أولها أنها ترد على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، ولكنها في الواقع تمثل ردًا غير مؤثر"، وثانيها أنه إذا كان هذا هو العقاب ضد استخدام الكيماوي فإن هناك إذن ضوء أصفر وليس أحمر إزاء هذا الاستخدام (إذا كان حدث بالفعل) وذلك بالموازنة بين مكاسب الضربات السورية ونتائج "العقاب" الأمريكي". وتابع: "وثالثها أنه تم إبلاغ روسيا مسبقًا بالغارات ونطاقها، مما يعني أن الأمر لن يستدعي تصعيدًا أو صدامًا أمريكيًا أو غربيًا مع روسيا إلا من حيث التصريحات والبيانات ومجلس الأمن". واستدرك: "ورابعها أن هناك عنصر حفظ ماء الوجه خصوصًا بعد أن توعد الرئيس ترامب علي تويتر بإجراء عسكري قريب، وخامسها أن هناك تأكيدًا لتفاهم أمريكي روسي، تأخذه بالحسبان تركيا وإيران، على أطر التصرف في سوريا وحدوده دون الاهتمام بدور عربي، يلاحظ عدم مساس الغارات بأية مواقع إيرانية أو تابعة لها" ورد الكاتب الصحفي مصطفي بكري، عضو مجلس النواب، قائلًا: "البيان الذي أصدره عمرو موسى فى أعقاب العدوان الثلاثي على سوريا، هو بيان لا يجافى الحقائق فقط، وإنما يعيد إلينا الوجه الذي ظهر به عمرو موسى، وهو يدعم دخول حلف الناتو لتدمير ليبيا، ماذا يريد عمرو موسى الدبلوماسي المحنك، وهل تعتقد أنك تقرأ الحدث جيدًا أم أنك تدخل في إطار ذات الزمرة التي تمارس دورًا مجافيًا للحقيقة من أجل مصالحها الاستراتيجية". وتابع متوجهًا إليه: "بالذمة هل أنت مقتنع بهذا الكلام، ولو كنت مقتنعا فعن أي قومية تتحدث وأي عروبة التي كنت الأمين العام لجامعتها، كف عن هذا العبث وارحم نفسك وارحم شهداء سوريا وارحمنا من هذا الغثاء، غدا التاريخ يكتب صفحاته، وحتما سيكون لك نصيب كبير فى صفحاته المجللة بالسواد"". واستطرد في رده على موسى: "بقى أخيرا أن أقول لك (اقرأ الموقف المصري القومي المحترم والذي حذر من العدوان واللجوء للخيار السلمي، والتأكيد على وحدة الشعب والأرض، هذا هو الموقف المصري الشريف يا سيد موسي، فأي موقف هذا الذي تتبناه". ومضى بكري إلى القول: "يؤسفني أن أقول أنك تتبنى موقف العدوان الثلاثي، فينك يا شعبان يا عبد الرحيم لتعيد صياغة أغنيتك (بحب عمرو موسى واكره إسرائيل)". من جانبه، قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن "موقف عمرو موسي من الضربة الأمريكيةلسوريا يمثل وجهة نظر جامعة الدول العربية التي كان أمينًا عامًا لها وهو ينطلق من جزء من الموقف العربي المؤيد للضربات الأمريكية، فموسى يتكلم بحكم وظيفته السابقة في الجامعة العربية". وأضاف صادق ل "المصريون": "على الجانب الآخر فإن موقف النائب مصطفى بكري ينطلق من الموقف المصري إلى حد كبير وهو الرافض للضربات الأمريكية في سوريا على الإطلاق، حتى مع وجود نظام لا يحترم شعبه مثل نظام بشار الأسد في سوريا". واعتبر صادق أن "الضربة الأمريكيةلسوريا هي شو إعلامي لا أكثر من ذلك واستعراض عضلات الدول الكبرى كأمريكا وفرنسا وبريطانيا، إذ لم تنجح هذه الضربات في إزاحة نظام الأسد من السلطة ولم تستطيع إحداث الانقسام في الجيش السوري ولم تدمر أهدافًا حيوية لنظام الأسد". وأوضح أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن هذه الضربات منذ فترة مما أتاح لنظام الأسد أخد كافة الاستعدادات للتصدي لهذه الضربات وتغيير مواقعه العسكرية".