تل أبيب جندت ضابطًا نازيًا عمل مستشارًا ل «محمد نجيب».. بواسطته اغتال «الموساد» العلماء الألمان بمصر بمظاريف متفجرة تحت عنوان: "الضابط النازي الذي جنده الموساد"، قالت القناة الثانية العبرية، إنه "بعد حرب 1956 بدأ المصريون في تجنيد علماء ألمان بهدف تطوير السلاح الذي سيقضى على إسرائيل، ومن أجل إجهاض هذه المساعي، جندت المخابرات الإسرائيلية (الموساد) بين صفوفها عميلاً لم يكن لأحد أن يتوقعه، وهو أوتو سكورتسيني، الضابط النازي البارز الذي كان من بين المقربين لهتلر". وأضافت: "في نهاية الخمسينات، كان الرئيس المصري عبدالناصر يلعق جراحه بعد الهزيمة التي تجرعها عام 1956، وتزامنًا مع تحسينه لقدرات الجيش وإعادة الكرامة الوطنية التي داستها الأقدام، بدأ الرجل في التخطيط للأخذ بالثأر من إسرائيل، حيث سافر عشرات الضباط البارزين والجواسيس والعملاء المصريين إلى ألمانياالغربية، وهم مسلحون بملايين الدولارات، ونجحوا في تجنيد المئات من العلماء الذي طوروا سلاحًا للإبادة الشاملة وصواريخ بالحرب العالمية الثانية، وعاد المصريون بهؤلاء العلماء إلى القاهرة، وهناك انتظرهم 3 مشاريع كبرى لتصنيع الصواريخ طويلة المدى والمقاتلات الحربية". وتابعت: "مع بدء التجارب، كشفت شبكة تجسس إسرائيلية ما يحدث وشرعت في نقل المعلومات إلى إيسار هرئيل -رئيس الموساد وقتها- ومائير عاميت -رئيس المخابرات الحربية حينئذ- وأدركت المنظومة الأمنية بإسرائيل أن الحديث يدور عن سباق ضد الزمن، وانطلقوا للعمل في ألمانياالغربية". واستدركت القناة: "في عام 1962، قام كل من رافي اينان مسؤول الموساد وافراهام احيتوف رئيس الشاباك لاحًقا، بخطوة جريئة وجندا الضابط النازي أوتو سكورتسيني، والذي عمل في الماضي قائدًا لوحدة الكوماندوز (إس إس) الألمانية وكان مقربًا لأدولف هتلر، وهكذا خرجت للنور أكثر عمليات الموساد جرأة والتي أطلق عليها (عملية ديموكليس)". وأوضحت أن "سكورتسيني شارك في عمليات عديدة من بينها اختطاف نجل رئيس الحكومة المجرية وإنقاذ القائد الإيطالي موسوليني، وحصل بسبب ذلك على أعلى وسام والمعروف باسم (الصليب الحديدي) كما أثنى هتلر بنفسه على مجهوداته". ولفتت إلى أنه "مع نهاية الحرب اعتقل سكورتسيني لكنه نجح في الهروب إلى إسبانيا، وهناك حصل على رعاية الدكتاتور الحاكم، الجنرال فرانكو، وسكن في فيلا فاخرة بمدريد وأسس شركة للهندسة المعمارية، وفي المقابل قاد عملية (أوديسا) لتهريب مجرمي الحرب النازيين ومن بينهم يوسف منجلا، من ألمانيا إلى أمريكا الجنوبية". وذكرت أن "سكورتسيني لم يندم أبدًا على ماضيه، بل تفاخر به، وساعد النازيين السابقين في إيجاد فرص عمل وملاجئ بالأرجنتين". وأشارت إلى أن "سكورتسيني عمل مستشارًا عسكريًا للرئيس المصري الأسبق محمد نجيب، ودرب الفلسطينيين على حرب العصابات وأقام علاقات دافئة مع ياسر عرفات، قائد حركة فتح، وفي أحد اللقاءات تحدث عن احتمالية قيام الموساد بخطفه، قائلا (أنتظرهم هنا، لا أخاف من أي شخص، لدي مسدس في حزامي)". ومضت الصحيفة في روايتها: "نقطة ضعفه سرعان ما عرفتها إسرائيل، عملاء الموساد توجهوا إلى زوجته إليزا، التي كانت تتاجر في السلاح مع مصر، ووافقت السيدة على مساعدة إسرائيل كي تصل إلى زوجها، وفي مقابل وعده بأن يعيش حياته في سلام، وافق الضابط الألماني السابق على مساعدة الموساد في التعامل مع العلماء الألمان". وأوضحت أن "سكورتسيني أثبت نفسه، وجند عملاء زرعوا بين العلماء الألمان ونقلوا معلومات للموساد، وبهذه الطريقة تم التعرف على الدكتور هينز كليفختر أحد قيادات العلماء بمصر، وبعد فشل محاولة لاختطافه في ديسمبر 1962 سافر عميلان للموساد إلى ألمانيا لتصفيته، إلا أن الأسلحة التي كانا يحملاها لم تعمل، لكن الموساد وجد طريقة أخرى للقضاء عليه، وذلك عن طريق المظاريف المتفجرة، وبهذه الطريقة تم القضاء على غالبية هؤلاء العلماء، وكذلك انهار البرنامج الطموح لعبدالناصر، وفي عام 1965 غادر القاهرة آخر العلماء الألمان". وختمت: "قبل أسابيع من وفاته بسبب مرض السرطان عام 1975، قال سكورتسيني: إنني فخور بخدمتي لبرلين وللفوهرر هتلر".