ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الجيش الإسرائيلي قرر إجراء تحقيق بشأن مقطع فيديو تداول على وسائل الإعلام الاجتماعية، يظهر فيه احتفال جنود إسرائيليون عقب إطلاق النار على متظاهر فلسطيني "اعزل" بالقرب من السياج الحدودي مع غزة . وأشارت الصحيفة، في تقريرها، إلى أن المقطع القصير، الذي يبدو أنه تم تصويره عبر عدسة أحد القناصة، حيث يراقب الجنود عددًا قليلاً من الشباب الفلسطينيين الذين يركضون ثم يسيرون على طول المنطقة الحدودية، لافتة إلى أنه في الدقائق القليلة التي أظهرها الفيديو، لا يبدو الفلسطينيون متورطين في أي أعمال عدائية. ويقول أحد الجنود للقناص في الفيديو: "في اللحظة التي يتوقف فيها، اقتله"، في إشارة منه إلى الشاب الفلسطيني، متابعًا: "هل لديك رصاصة في الغرفة؟"، وتأتي الإجابة بالتأكيد من القناص: "نعم" . عقب ذلك، يشتكي الجندي القناص من عدم الحصول على رؤية واضحة بما فيه الكفاية للتهديف على الشاب بسبب لفات الأسلاك الشائكة على طول الحدود وحول هدفه في كل مرة يستعد لتصويب عليه. ثم يتناقش الجنود ما إذا كانوا سيصوبون على الشخص الذي يرتدي قميصًا ورديًا أو قميصًا أزرق، قبل أن يسمعا صوت إطلاق النار من بندقية القناص، ويقول أحد الجنود "إنهم يركضون لإنقاذه ، نعم طبعًا أنا صورت ذلك". في حين، يضحك أحد الجنود: "سقط في الهواء بساقيه حتى مثل هذا ... "، بينما يصف أحد الجنود بأنه "مقطع أسطوري" ثم يسب الشاب الفلسطيني المصاب. ولفتت الصحيفة أن شريط الفيديو يظهر الشاب الفلسطيني وهو يسقط أرضًا، ويسارع إليه عشرات الشبان الفلسطينيين لنقله من المكان، بينما يصرخ جنود الاحتلال منتشين بالإصابة وبتوثيق الحدث، واصفة الأمر بتعدي إسرائيل الخطوط الحمراء. ويأتي هذا الفيديو، بعد مرور أسبوعين على احتجاجات "مسيرة العودة الكبرى" في غزة، إذ قالت وزارة الصحة بغزة إن أكثر من ألف شخص جرحوا من قبل القوات الإسرائيلية خلال الاحتجاجات. في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي إنه أُجبر على استخدام الذخيرة الحية لمنع المتظاهرين من اختراق السور، مضيفًا أن حماس، المقاومة الفلسطينية التي تسيطر على غزة والتي ينظر إليها على أنها جماعة إرهابية من قبل إسرائيل والولاياتالمتحدة، تستغل الاضطرابات لتنفيذ هجمات إرهابية. وقدر الجيش أن حوالي 20 ألف شخص خرجوا في مظاهرات يوم الجمعة الماضي، وهو رقم أقل بكثير من الأسبوع السابق. لكن منظمي "مسيرة العودة الكبري" قالوا إنهم سيستمرون حتى 15 مايو، الذي يوافق ذكرى النكبة أو ذكرى طرد ما يقدر بنحو 700 ألف فلسطيني قبل سبعة عقود عند قيام دولة إسرائيل، وهو أيضًا التاريخ الذي تخطط فيه الولاياتالمتحدة لنقل سفارتها رسميًا إلى القدس. وردًا على الفيديو، الذي تم نشره لأول مرة يوم الاثنين من قبل أور هيلر، مراسل عسكري للقناة العاشرة الإسرائيلية، أوضح الجيش الإسرائيلي إن المقطع لم يكن من الاحتجاجات الأخيرة ولكن كان لحادث وقع على طول السياج الحدودي قبل بضعة أشهر، مؤكدين إنهم يدرسون الأمر بمزيد من التعمق.