فى إطار الحملة القذرة ضدَّ الإسلاميين أصبح سوء الأدب ظاهرةً فجَّة فى وسائل الإعلام المصرية، خاصة ضد رئيس الدولة.. فرقٌ شاسع بين حرية التعبير والتطاول وسوء الأدب مع خَلْق الله، فما يمارسه هؤلاء ما هو إلا نوع من التطاول والحرية غير البريئة، التى لها علاقة وثيقة بنشر الفوضَى وإجهاض الثورة المصرية. حتَّى وصل الحال بأحدهم بدعوة الجيش المصرى للانقلاب على رئيس الدولة.. تحريضٌ بَيِّنٌ وظاهر، الغرض منه الانقلاب على الشرعية والعودة لحكم العسكر.. والانقلاب صراحة على الثورة.. وإذا اعتبرنا الرجل مجنونًا وأنه يَهْرف بما لا يعرف، فماذا نقول فى مسيلمة الكذّاب الذى يطلّ على الشعب المصرى كل ليلة بتطاول وسِباب على الجميع ما عدا الفلول وأذناب النظام السابق.. وتوفيق عكاشة القاصى والدانى فى مصر يعرف أنه المتحدث الرسمى للثورة المضادة، وقد تبيّن للجميع اختلال عقله وسذاجة منطقه وتحريضه المستمر للشعب المصرى على زعزعة كل أمر مستقر.. حتى القوات المسلحة لم تسلم من تطاوله، ومنذ أيام فوجئنا به يدعو الشعب الإسرائيلى للإطاحة بالدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، باعتباره خطرًا على أمن إسرائيل قائلاً: أناشدكم الوقوف ضد مرسى.. ومضَى يقول: أُحذِّركم من وجود مرسى رئيسًا لمصر وأنا مصرى وأحذّركم من وجوده؛ لأنه خطر عليكم مثلمَا هو خطر علينا. ولا ندرى كيف يتم السكوت على هذا الرجل المخبول، الذى ينشر أضاليله كل ليلة عبر قناة الفراعين، البعض تصور أن إحدى مؤسسات الدولة تقف وراءَه من أجل بلبلة الرأى العام.. وأنا لا أظن عقلاً فى مصر يرضَى عن هذا الكلام، فهو تخريب واضح للبلد وتحريض على الإسلاميين، ورئيس الدولة الهدف الأول منه نشر الفوضَى وعرقلة مسيرة الثورة، ومحاولة إفشال الرئيس وقطع الطريق على محاولات الإصلاح للبلد الذى غرق أكثر من 30 عامًا فى الفساد. مسيلمة الكذاب أصبح قِبلة الفلول المفسدين من النظام السابق ومحلّ تمجيد من الزند وشفيق ومن شاكلهما من أذناب مبارك، والذين فى قلوبهم مرض.. ومعروف صلة مسيلمة الكذاب بصفوت الشريف، الذى تولى كبر الفساد فى نظام مبارك، ولعكاشة مقطع مرئى يتناقله الشاب، وهو يقبل يد "الشريف" مما يدلّ على وضاعة الرجل وتمسُّحه فى بلاط المفسدين.. كل ذلك ربَّما لا يهمنا لكن الأهم كيف يُتْرَك هذا الكذَّاب ينشر ضلاله كل ليلة ولا تتخذ منظومة القانون ضده أى إجراء، فضلاً عن عدم التزامه بميثاق الشرف الإعلامى، عشرات القضايا رفعت ضد مسيلمة الكذاب والأحكام صدرت بإيقاف برنامجه، ومع ذلك يستمر فى نشر بذاءاته كل ليلة كأنَّه فوق القانون.. والسؤال من يقف وراء هذا الرجل؟ ولمصلحة مَن يتم التطاول على رموز الثورة ورئيس الدولة والقوات المسلحة؟ ما يجرى فى الإعلام هو عبث غير برىء.. يجب وقف هذه المهزلة وتطهير الإعلام من دنس النظام السابق وأعضاء لجنة السياسات الذين يواصلون الليل بالنهار من أجل إعادة إنتاج النظام السابق.. التقاعس عن تطهير الإعلام ومحاسبة المتطاولين جريمة فى حقّ الثورة يجب عدم السكوت عليها لأننا نبنى دولة القانون وليست الفوضى.